مع القرآن - المساواة بين الحق و الباطل

منذ 2016-04-07

لا تستقيم في الفطر السليمة تلك المساواة بين الحق والباطل والخبيث والطيب. فالنور شيء والظلام شيء آخر لا يقول باستوائهما إلا منكوس الفطرة معطوب القلب مختل العقل.

كذا لا يستوي منهج السماء الذي أنزله الخالق سبحانه مع أي منهج أرضي من اختراع المخلوق ومن سوى بينهما ففي عقله وفطرته شيء.

فما بالنا بمن ترك منهج السماء وطبق وتحاكم إلى مناهج الأرض كلها بل وعادى منهج السماء وأهله وكل من يناديبتطبيقه!

قال تعالى: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:100].

قال السعدي في تفسيره: أي: {قُلْ} للناس محذرا عن الشر ومرغبا في الخي: {لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} من كل شيء، فلا يستوي الإيمان والكفر، ولا الطاعة والمعصية، ولا أهل الجنة وأهل النار، ولا الأعمال الخبيثة والأعمال الطيبة، ولا المال الحرام بالمال الحلال.

{وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} فإنه لا ينفع صاحبه شيئا، بل يضره في دينه ودنياه.

{فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فأمر أُولي الألباب، أي: أهل العقول الوافية، والآراء الكاملة، فإن الله تعالى يوجه إليهم الخطاب. وهم الذين يؤبه لهم، ويرجى أن يكون فيهم خير.

ثم أخبر أن الفلاح متوقف على التقوى التي هي موافقة الله في أمره ونهيه، فمن اتقاه أفلح كل الفلاح، ومن ترك تقواه حصل له الخسران وفاتته الأرباح.

  • 1
  • 0
  • 8,347
المقال السابق
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا
المقال التالي
التنطع فيما عفا الله عنه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً