إحياء سنة السواك: كنوز نبوية وتطبيقات عملية

منذ 2016-04-19

السواك قُربة عظيمة لله تعالى، وسنة نبوية شريفة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص عليها أشدَّ الحرص.

فضائل السواك

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، السواك من السنن النبويَّة العظيمة، والتي هجرها كثيرٌ من المسلمين، ولو عرفوا فضل هذه السنة النبوية لاتَّبعوها خيرَ اتِّباع، ولو أدركوا أجرها لحرصوا على اغتنامه، والتزوُّد من خيراتها؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» (سنن النسائي؛ برقم: [5/1]، وصححه الألباني).

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيَّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: «أَنْ نَعَمْ»، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: «أَنْ نَعَمْ»، فَلَيَّنْتُهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ -يَشُكُّ عُمَرُ- فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ»، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى»، حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ" (صحيح البخاري؛ برقم: [4449]).

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ من الفِطْرَةِ: قَصُّ الشارِبِ، وإعْفاءُ اللِحيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ» (صحيح الجامع؛ برقم: [4009]).


وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ فَيُعْطِينِي السِّوَاكَ لِأَغْسِلَهُ، فَأَبْدَأُ بِهِ فَأَسْتَاكُ، ثُمَّ أَغْسِلُهُ وَأَدْفَعُهُ إِلَيْهِ" (سنن أبي داود؛ برقم: [52]، وحسَّنه الألباني).

 

من مواضع استعمال السواك:

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن: "النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ" (صحيح مسلم؛ برقم: [253]).

وعن أم المؤمنين زينبَ بنتِ جحش رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أنْ أَشُقَّ على أُمَّتي لأمرتُهم بالسواكِ عند كلِّ صلاةٍ كما يتوضَّؤونَ» (صححه الألباني في صحيح الترغيب؛ برقم: [207]).

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ" (صحيح البخاري؛ برقم: [245]).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ بِيَدِهِ يَقُولُ: «أُعْ أُعْ». وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ" (صحيح البخاري؛ برقم: [244]).

وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ» (سنن النسائي؛ برقم: [6/1]، وصحَّحه الألباني).


يتبين من الأحاديث النبوية ما يلي:

• السواك قُربة عظيمة لله تعالى، وسنة نبوية شريفة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص عليها أشدَّ الحرص.

• السواك يستعمل في مواضعَ كثيرةٍ لتطهير الفم عامة، وعند الوضوء، والصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وفي كل موضع يستوجب الأمر فيه طهارة الفم.

• كان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يستعمل السواك عند الاستيقاظ، وعند دخوله البيت، وعند الصلاة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمل السواكَ في كثير من الأحيان، ويُؤكِّد على ملازمة هذه السنة العَطِرة.

تطبيقات عملية لإحياء سنة السواك:

  1. السواك سنةٌ مهجورة، ولا يعرف قدرَها إلا القليل، وواجبنا هو إحياءُ هذه السنة اليسيرة ذات الأجر العظيم، وفي كل مرة يستعملُ المسلمَ السِّواك يتقرَّب بهذا العمل إلى الله تعالى.
  2. استعمالُ السواك في كل المواضعِ التي يجب استعمالُه فيها، وعدم التكاسل؛ فهي سنة لها أجر فلنغتنِمْه.
  3. شراء مجموعة من السُّوك لأهل البيت، وإهداء كلِّ فرد من البيت سواكًا، وتعليمه فضل السواك، ومواضع استعماله، والتأكيد على الأجر في استعمال السواك بفضل الله الكريم.
  4. شراءُ مجموعة من الأسوكة لا يُكلِّف المسلم مبلغًا كبيرًا، فيمكن بعشرة جنيهات أو عشرة ريالات إهداء هذه المجموعة لعدد من المسلمين من الجيران وزملاء العمل، ومن عرفته ومن لم تعرفه من المسلمين.
  5. وتبليغهم بإحياء سنة السواك في بيتهم، وفي عملهم؛ لينالوا أجر إحياء هذه السنة العظيمة، وما يترتب على ذلك من قربة عظيمة لله تعالى ملك الملوك.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقومون بإحياء السنن النبويَّة، وأن يرزقنا الإحسانَ والعفوَ وأهلنا أجمعين، وجميع المسلمين، وأن يغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ونصلي ونسلِّم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتَّبعه بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

 

حسين أحمد عبد القادر

  • 3
  • 0
  • 19,338

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً