مع القرآن - يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ

منذ 2016-05-03

من أعجب ما رأيت : ثلة كافرة نصيرية في أرض الشام  تدفن أحد المسلمين حياً , حتى إذا لم يبق إلا رأسه خارج الرمال : يصرون على فتنته : يقولون له : قل لا إله إلا بشار ...و يختم الله له بالسعادة فيصر على قول لا إله إلا الله .
مشهد مهيب بليغ يوضح الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الطواغيت  أولياء الشيطان .
أولياء الرحمن طريقهم أوله نور ساطع لا ظلمه فيه و نهايته الجنة 
هكذا أولياء الله 
أما أولياء الطواغيت (سواء طواغيت الجن أو الإنس ) فطريقهم بدايته ظلم و ظلام و نهايته جهنم و بئس المصير .
المؤمن يجاهد في سبيل الله حتى آخر رمق و الكافر ينافق في سبيل الشيطان ناسياً وجاحداً حق  الملك جل جلاله .
قال تعالى : {الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }  [الأنعام76]  
قال السعدي في تفسيره : ثم قال: { الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } .
هذا إخبار من الله بأن المؤمنين يقاتلون في سبيله { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ } الذي هو الشيطان. في ضمن ذلك عدة فوائد:
منها: أنه بحسب إيمان العبد يكون جهاده في سبيل الله، وإخلاصه ومتابعته. فالجهاد في سبيل الله من آثار الإيمان ومقتضياته ولوازمه، كما أن القتال في سبيل الطاغوت من شعب الكفر ومقتضياته.
ومنها: أن الذي يقاتل في سبيل الله ينبغي له ويحسن منه من الصبر والجلد ما لا يقوم به غيره، فإذا كان أولياء الشيطان يصبرون ويقاتلون وهم على باطل، فأهل الحق أولى بذلك، كما قال تعالى في هذا المعنى: { إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ } الآية.
ومنها: أن الذي يقاتل في سبيل الله معتمد على ركن وثيق، وهو الحق، والتوكل على الله. فصاحب القوة والركن الوثيق يطلب منه من الصبر والثبات والنشاط ما لا يطلب ممن يقاتل عن الباطل، الذي لا حقيقة له ولا عاقبة حميدة. فلهذا قال تعالى: { فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } .
والكيد: سلوك الطرق الخفية في ضرر العدو، فالشيطان وإن بلغ مَكْرُهُ مهما بلغ فإنه في غاية الضعف، الذي لا يقوم لأدنى شيء من الحق ولا لكيد الله لعباده المؤمنين.
أبو الهيثم

  • 4
  • 0
  • 9,298
المقال السابق
تضرع المستضعفين
المقال التالي
أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً