أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بين أمريكا وإيران

منذ 2010-05-03

لن تتغلب أمتنا على هذين الخطرين إلا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما، فتكون لها عقيدة راسخة وأيدلوجية ثابتة واضحة، تعمل بها فتتخطى سقطات الماضى، وعثرات الحاضر، بوثبات في المستقبل .



عندما يحتدم الصراع بين الشرق والغرب نجده على أرضنا . . . في تلك البقعة العربية من العالم الإسلامي ـ العراق وما حواليها ـ .
ولم يكن لهذه المنطقة كيان مستقل وقوة رادعه إلا بظهور الإسلام ونشر دعوته في كل مكان، ففتحت بلاد فارس والروم ودخل الناس من هنا وهناك في دين الله أفواجا، ومع ذلك فقد ظل الحقد دفينا في صدور بعض القوم إلى يومنا هذا، فنرى حقدا فارسيا مجوسيا، وآخر روميا صليبيا يتطلعان إلى المنطقة ويريدان الاستيلاء عليها .

وما نراه هذه الأيام ما هو إلا تجسيد لهذه الحال، فالذئب الإيرانى يعوي على الخليج يريد أن يكون له نصيب في تلك البقعة التي يعاد رسمها أمريكيا من جديد تحت مسمى (الشرق الأوسط الجديد)، فإيران تعلن عن نفسها كقوة إقليمية فاعلة في منطقتنا ترعى الأقليات الشيعية الموجودة في العالم الإسلامي في أفغانستان، باكستان، العراق، مصر، اليمن والسعودية... وغيرها، تريد أن تجعل منها قنابل موقوتة تنفجر وقت الانفجار المحدد .


وأيضا أمريكا ترعى الأقلية اليهودية (إسرائيل) الموجودة داخل الأكثرية (العالم الإسلامي) وتدعمها ماليا واقتصاديا وعسكريا، علاوة على النصارى في البلاد الإسلامية وكفى بنصارى مصر دليلا على ذلك !!!

ثم نجد السياسة التوسعية لكل منهما متشابهه ومتداخلة أحيانا، فإيران تريد رسم حدود الدولة الفارسية الشيعية الكبرى معيدة بذلك "مجد الأكاسرة الغابر" فتمتد غربا جهة العراق ولبنان وجنوبا جهة البحرين وقطر والأحساء، فلها أيدلوجية توسعية على حساب جيرانها، وأمريكا ذلك القادم من أقصى الغرب ليهبط علينا بطائراته وصواريخه ويحط على أرضنا بمعداته وجنوده وفي مياهنا بسفنه وبوارجه ليعيد رسم المنطقة ويتيح للكيان الصهيوني التوسع من النيل للفرات.... ولكن هيهات !!!

وهذا الواقع البائس للأمة الإسلامية (أتباع محمد صلى الله عليه وسلم) بين إيران وأمريكا (أتباع ابن سبأ وأتباع بولس لعنهما الله) ليذكرنا بتاريخنا وماضينا وما تعرض له من تحريف وتزييف تارة وقتل ووأد تارة أخرى، فالتحريف و التزييف كان على يد هؤلاء "المستشرقين والرواة الشيعة"، فلكلٍ منهما مشروعه العقدي و مشروعه الفكري، فنرى المستشرقين يفدون إلينا لدراسة تاريخنا وحضارتنا وفي جعبتهم التنصير، فيعملون على نشره في البلاد الإسلامية بلا رحمة ولاهواده مستغلين الكوارث والحوادث والحروب، ثم نجدهم يكتبون كتابات عديدة حول التاريخ والحضارة الإسلامية تتفق وأهوائهم الضالة، فيصغرون ما يستحق الإكبار ويكبرون ما يستحق الإصغار ويتجرأون على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيصفونه وإياهم بكلمات لا تليق بهم، وكبرت كلمات تخرج من أفواههم وتكتب بأقلامهم إن يقولون ويكتبون إلا زورا.


والرواة والمؤرخون الشيعة ليسوا أقل شأنا ولا خسة من المستشرقين، فيكفيهم عارا وضع روايات خاطئة لا أساس لها من الصحة يطعنون فيها كبار الصحابة، وللشيعة مشروعهم العقدي بنشر التشيع بين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم مستغلين أيضا الكوارث والحوادث فيهم، فإن لم يصلوا إلى التشيع الديني، ووصلوا للتشيع السياسي فهذا يكفي.... يكفي أن ترى إيران (راعية الشيعة) من يتعاطف معها من أهل السنة، كما حدث للبعض بعد حرب حزب الله مع إسرائيل، أو بعد أي تصريحات نارية (لأحمدي نجاد ) ضد إسرائيل .

ونعود لوقائع تاريخنا لنرى الخيانة و القتل والوأد لطاقاتنا البشرية كنتيجة طبيعية للارتباط الشيعي الصليبي، والتي نذكر بعضا منها على سبيل الإيجاز....


(1) احتل العبيديون (الفاطميون) مدينة صور عام 1097م أثناء حصار الصليبيين لأنطاكيا، وعرضوا عليهم التحالف سويا ضد السلاجقة المسلمين، وسهلوا للصليبيين دخول بيت المقدس، وراح ضحية تلك الحروب سبعون ألف مسلم.

(2) خيانة ابن العلقمي وابن أبي الحديد ونصير الدين الطوسي (محور الشر) للأمة الإسلامية والتحالف مع التتار الكفار لدخول بغداد واستباحة أهلها وأموالها وعندما يخاف هولاكو من إراقة دم الخليفة العباسي لأنه من آل محمد صلى الله عليه وسلم، يبادر الطوسي بفتوى غريبة!! ،فيوضع الخليفة في جوال ويرفسِِ حتى يموت دون أن يسيل منه دم ... فقد حللوا للكافر مارآه حراما !!!

ومن جراء تلك الخيانة قتل ما بين ثمانمائة ألف إلى مليوني نفس ... إنه الإنسان المسلم يدفع ثمن عقيدته بسبب خيانة الجبناء !!!



(3) الدولة الصفوية : تدخل بغداد وتبيد السنة فيها وتمتد نحو الدولة العثمانية، فيتعطل الحصار العثماني لأسوار فيينا وتعود الجيوش العثمانية قافلة إلى تركيا لتحارب الدولة الصفوية، وتنتصر عليها في موقعة جالديران 1514م، إلا أن تلك الدولة اللعينة قد عطلت المد الإسلامي لوسط أوروبا، ثم يتحالف الصفويون مع البرتغاليين على أن يحتل الصفويون البحرين والقطيف والأحساء ويحتل البرتغاليون فلسطين .... وهذه أول صفقة تتم لبيع فلسطين !!


(4) وفي واقعنا المعاصر:

أليست إيران هي التي سهلت دخول القوات الأمريكية أفغانستان للقضاء على طالبان وقتل الآلاف من مجاهدي الشعب الأفغاني وعامته ؟؟



أليست هي من أدخلت الشيعة الفرس العراق بعيد سقوطها في يد الأمريكيين لتغيير الهوية من السنية العربية إلى الشيعية الفارسية؟ والاشتراك في قتل وسحل ثمانمائة ألف مسلم ولا يزال العدد في زيادة !!

أليس الشيعة هم من باع العراق لأعدائها ودنس أرضها بدماء أهلها ؟؟

فما نعيشه اليوم ما هو إلا مرحلة من مراحل الاتفاق الشيعي الصليبي ضد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فنرى القتل والسحل من هنا تارة ومن هناك تارة أخرى، فهذان الخطران هما عدوا الإسلام الحقيقيان .

أطماع توسعية في جغرافيا بلادنا، وأخبار كاذبة موضوعة في تاريخنا، وقتل وإهلاك لطاقاتنا البشرية..



وكلمة اخيرة :

لن تتغلب أمتنا على هذين الخطرين إلا بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما، فتكون لها عقيدة راسخة وأيدلوجية ثابتة واضحة، تعمل بها فتتخطى سقطات الماضى، وعثرات الحاضر، بوثبات في المستقبل .
 

المصدر: أسامة إبراهيم سعد الدين
  • 0
  • 0
  • 3,026

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً