حقيقة المرض

ليست كل شبهة تُطرح أو سؤال يبدو ظاهره الاستفهام يعني حقيقة المرض أو أصل المشكلة. كثيرًا ما تكون الشبهة مجرد ستار يُخفي حقيقة مختلفة هي أصل المشكلة وموطن الداء.

شبهات كثيرة جدًّا قيلت عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله بعضًا منها في سورة الفرقان.. شبهات يطال بعضها شخص النبي، وشبهات يطال بعضها ما أرسل به، وتنوعت طرق العرض!

فما بين شبهة تطرح كأنها سؤال وما بين تكذيب صريح أو ادعاء كاذب..

{إِفْكٌ} [الفرقان من الآية:4]،

{أَسَاطِيرُ} [الفرقان من الآية:5]،

افتراء،

{وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} [الفرقان من الآية:4]،

{تُمْلَىٰ عَلَيْهِ} [الفرقان من الآية:5]،

{لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} [الفرقان من الآية:32]،

{أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان من الآية:41]،

أبشر {يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان من الآية:7]؟

{أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ} [الفرقان من الآية:8]،

{إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} [الفرقان من الآية:8]،

شبهات تلو شبهات.. ولا مانع من الرد، لكن الأهم هو تشخيص المرض تشخيصًا صحيحًا..

{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان من الآية:11]، هكذا جاءت الحقيقة كاشفة فاضحة لأصل المشكلة.

القضية ليست في أن الرسول بشر، أو أنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، أو أن القرآن ليس جملة واحدة ولا أي من تلك الشبهات والاستشكالات التي قيلت وتقال وسوف تقال.. القضية قضية تكذيب.. قضية رفض لما بعد الموت ولفكرة الحساب والجزاء والعقاب التي تقتضي عملًا وإعدادًا. والعلاج الصحيح لا يكون إلا بتشخيص صحيح.

ليس هذا معناه ألا ترد الشبهات ويجاب عن السؤالات، لكن المقصد هو تقديرها قدرها وإدراك موطن الخلل لمخاطبته في الأساس بالتالي محاولة إصلاحه.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام