صورة عبثية مؤلمة.. أقمارنا الصناعية ضدنا !!

منذ 2010-06-02

أعلن المجلس الأعلى للمواد المسموعة والمرئية "csa" بفرنسا، عن منع استقبال قناة "الرحمة" الفضائية الإسلامية المصرية على الأقمار الصناعية داخل فرنسا زاعماً أنها قناة معادية للسامية !!!


 
الأصل في الإعلام أن يعبّر عن هوية الأمة بحماية ثوابتها والذود عن مصالحها العليا "الإستراتيجية". وكل كلام غير ذلك ليس أكثر من دعاية مخادعة وتجارة رخيصة.
 
ففي الغرب الذي يتمتع الإعلاميون فيه بمستوى واسع ومتميز من حرية التحرك والتعبير، لا يخرق السقف المشار إليه.وليس من حالة توضح تلك الحقيقة أشد توضيح، من حالة الحرب بين دولةٍ ما وبين أخرى تعاديها لأسباب صحيحة أو سقيمة. فالإعلام الأمريكي مثلاً اصطف بجميع شرائحه وراء إدارة بوش الصغير في غزوها لكل من العراق وأفغانستان، بالرغم من تهافت الذرائع الواهية التي تخفى وراءها البيت الأبيض في حربيه الظالمتين.
والأمر نفسه جرى في بريطانيا خلال الحربين الجائرتين المذكورتين، كما جرى من قبل في أثناء حملة تاتشر ضد الأرجنتين في الثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم، من أجل جزر يحتلها الإنجليز منذ زمن بعيد وهي تبعد عن المملكة المتحدة نحو 8000 كيلو متر!!!!
 

من هنا نتبين حجم المفارقة المحزنة بين الأصل في مهنة الإعلام في بلدان التجارة الأم بالديموقراطية وحقوق الإنسان، وبين واقع الإعلام العربي وبخاصة في الفضائيات التي تبث عبر القمرين الصناعيين العربيين: عربسات ونايسات.

فأمة العرب هي الأمة الوحيدة في وقتنا الحاضر، التي لا تبالي بأمنها الفكري!! بل إنها لا تكتفي بموقف اللامبالاة السلبي القاتل، وإنما تتيح لأعدائها توصيل سمومهم ضدها عبر أقمارها الاصطناعية، وهي حالة غير مسبوقة البتة، حتى لدى الأمم التي ترفع عقيرتها بشعارات الديموقراطية وحرية التفكير والتعبير ليل نهار. أفليس مما يجعل الحليم حيراناً، إباحة القمرين العربيين لعشرات من قنوات البغضاء التي تبث الحقد المجوسي في بيوت المشاهدين العرب، على مدار الساعة؟


ألم تقف قناة العالَم الإيرانية الرسمية مع الهمجية الحوثية ضد اليمن والسعودية صراحةً وبلا مواربة ولا تقية؟!

وفي المقابل يتم التضييق بكل السبل الممكنة على قنوات الدعوة الإسلامية، بالرغم من شح مواردها وضآلة إمكاناتها المادية والبشرية. ويكفينا نموذج واحد طازج هو وقف بث قناة الرحمة على القمر المصري نايلسات تنفيذاً لأمر أصدرته محكمة فرنسية ضد القناة!!

 
قد يقال: ما علاقة محكمة فرنسية بقناة فضائية مصرية تبث برامجها على قمر صناعي مصري؟وهو الواقع الذي استفز القائمين على قناة الرحمة.فالخطوة الإجرامية بدأت في فرنسا التي تسجن كل من يناقش-مجرد مناقشة عدد ضحايا المحرقة النازية من اليهود وفقاً للرقم الذي يعتمده اليهود أنفسهم-لكنها دولة تطارد الحجاب في مؤسساتها الحكومية وهي تستعد اليوم لملاحقة 2000 من النساء المسلمات المنتقبات!!!!

فقد أعلن المجلس الأعلى للمواد المسموعة والمرئية "csa" بفرنسا، عن منع استقبال قناة "الرحمة" الفضائية الإسلامية المصرية على الأقمار الصناعية داخل فرنسا زاعماً أنها قناة معادية للسامية -أي لسيطرة اليهود والصهاينة ولأي ممارسة وحشية يقترفها الكيان الصهيوني-، كما وجه المجلس تعليماته للقمر الصناعي الفرنسي "أوتيلاسات" بتشفير القناة ومنع استقبالها داخل فرنسا نهائياً، حيث يستقبل الجمهور الفرنسي القناة من خلال خدمات هذا القمر الصناعي. فرنسا التي تنطلق منها عشرات القنوات البذيئة المتخصصة في الكذب على الإسلام ونبيه وكتابه، تهيج من قناة دعوية هادئة ومسالمة لأنها انتقدت اليهود في أحد برامجها.
 

لكن العتب على إدارة قناة قمر نايلسات التي يجب عليها-وطنياً على الأقل-أن تحمي قناة مصرية من عدوان الفرنجة العلمانيين الأشد صليبية من أسلافهم في الحروب الصليبية.
بل إن إدارة القمر استهترت بكرامة مصر وسيادة قوانينها، والأسوأ أنها لم تحترم العقد المبرم بينها وبين القناة، والذي ينص على أنه في حالة وجود أي أزمة يتم حلها بشكل ودي فإذا تعذر ذلك يتم اللجوء إلى المحاكم المصرية للفصل في الخلاف!!!


هذه الصورة غير المعقولة أثارت سخط عدد من نواب الأمة بمجلس الشعب في مصر وعلى رأسهم النائب محمد خليل قويطة النائب في البرلمان المصري عن الحزب الحاكم، ومعه 9 نواب آخرين فتقدموا بطلب إحاطة إلى كل من وزير الإعلام ورئيس مجلس إدارة شركة النايل سات حول طلب اتحاد الجمعيات اليهودية الفرنسية وقف بث قناة الرحمة الفضائية.

ذلكم ما يخص الموقف الرسمي الغائب أو التائه، ويعضده في هدم قضايانا معاناة القنوات الإسلامية مالياً نتيجة الشح المهلك الذي يمارسه أكثر أثريائنا نحوها، على العكس من إسرافهم في دعم قنوات المجون، وعلى نقيض الرافضة والأقباط الذين يبذل أغنياؤهم كثيراً من أموالهم لمؤازرة الباطل الذي تنشره قنوات الفئتين باقتدار مالي شديد الجلاء. وتلك قصة -بل غصة-أخرى سوف نتناولها في لقاء آخر بإذن الله لنقول: اللهم قد بلّغنا. اللهم فاشهد.


11/6/1431 هـ

 
المصدر: مهند الخليل - موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 2,791

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً