همسات للاستمتاع برمضان - [6] أحكام شرعية رمضانية

منذ 2016-05-25

ينبغي في مثل هذه الحال أن يختم القرآن ولو مرّة واحدة في الشهر، ثم يفعل الأنسب لحاله بعد ذلك، إما أن يكثر من التلاوة وختم القرآن، أو يهتم بالمراجعة، أو الحفظ الجديد، ويراعي الأصلح لقلبه

أحكام شرعية رمضانية وتشمل:

- هل التلاوة من الجوال تستلزم الطهارة؟
- هل حفظ القرآن أفضل في رمضان أم تلاوته؟
- الشياطين مصفدة لكنها ليست محبوسة
- الضابط في معرفة ما يُفطر وما لا يُفطر

هل التلاوة من الجوال تستلزم الطهارة؟
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: أنا حريص على قراءة القرآن وعادة أكون في المسجد مبكرا ومعي جوال من الجوالات الحديثة التي فيها برنامج كامل للقرآن الكريم -القرآن كاملا- بعض المرات: لا أكون على طهارة فأقرأ ما يتيسر وأقرأ بعض الأجزاء، هل تجب الطهارة عند القراءة من الجوالات؟ 

فأجاب: "هذا من الترف الذي ظهر على الناس، المصاحف والحمد لله متوفرة في المساجد وبطباعة فاخرة، فلا حاجة للقراءة من الجوال، ولكن إذا حصل هذا فلا نرى أنه يأخذ حكم المصحف.
المصحف لا يمسه إلا طاهر، كما في الحديث: «لا يمس القرآن إلا طاهر» (إرشاد الفقيه [52/1])، وأما الجوال فلا يسمى مصحفا" انتهى.

حفظ القرآن أم تلاوته في رمضان
هل حفظ القرآن أفضل أم قراءته في رمضان؟

الجواب: الحمد لله قراءة القرآن في رمضان من أجل الأعمال وأفضلها، فرمضان هو شهر القرآن، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن جبريل: «كان يعْرضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعرضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ» (البخاري [4998])، فيؤخذ من هذا استحباب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ومدارسته في رمضان، ويؤخذ منه استحباب ختمه كذلك، لأن جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن كاملاً على النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: (فتاوى الشيخ ابن باز)، وينبغي في مثل هذه الحال أن يختم القرآن ولو مرّة واحدة في الشهر، ثم يفعل الأنسب لحاله بعد ذلك، إما أن يكثر من التلاوة وختم القرآن، أو يهتم بالمراجعة، أو الحفظ الجديد، ويراعي الأصلح لقلبه، فقد يكون الأصلح له الحفظ أو القراءة أو المراجعة، فإن المقصود من القرآن هو قراءته وتدبره والتأثر به والعمل بما فيه.
فعلى المؤمن أن يتعاهد قلبه، وينظر الأصلح له فيفعله. والله أعلم(الإسلام سؤال وجواب باختصار). 

الشياطين مصفدة لكنها ليست محبوسة 
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِين» (البخاري [3277]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وَمَا ذَاكَ إلَّا لِأَنَّهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَنْبَعِثُ الْقُلُوبَ إلَى الْخَيْرِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي بِهَا وَبِسَبَبِهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُمْتَنَعُ مِنْ الشُّرُورِ الَّتِي بِهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ فَلَا يَتَمَكَّنُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَا يَعْمَلُونَهُ فِي الْإِفْطَارِ؛ فَإِنَّ الْمُصَفَّدَ هُوَ الْمُقَيَّدُ، لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ بَنِي آدَمَ بِسَبَبِ الشَّهَوَاتِ؛ فَإِذَا كَفُّوا عَنْ الشَّهَوَاتِ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ"(مجموع الفتاوى).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله للمسلمين، أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير، ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره"(مجالس شهر رمضان بتصرُّف يسير).
وقد قال بعض أهل العلم أن كثير من الناس يتحججون بإغواء الشيطان لهم على مدار العام، فإذا جاء رمضان، انكشفت الحقيقة وعلموا هل وقوعهم بالذنوب من إغواء الشيطان حقا أم من أنفسهم الخبيثة التي تحتاج لتهذيب وتأديب.

ما يفطر وما لا يفطر 
يحتار الكثيرون فيما يفطر وما لا يفطر في رمضان
"والخلاصة أن جميع المفطرات لا يفطر بها الإنسان إلا بشروط ثلاثة:
أولاً: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي.
ثانياً: أن يكون متذكرا للحكم الشرعي وقت القيام بما يُفطر.
ثالثاً: أن يكون الإفطار باختياره وليس مُكره عليه"(فتاوى الشيخ ابن عثيمين بتصرف يسير).

والمفطرات على نوعين:
فمن المفطّرات ما يكون من نوع الاستفراغ كالجماع والاستقاءة والحيض والاحتجام، فخروج هذه الأشياء من البدن مما يضعفه، ولذلك جعلها الله تعالى من مفسدات الصيام، حتى لا يجتمع على الصائم الضعف الناتج من الصيام مع الضعف الناتج من خروج هذه الأشياء فيتضرر بالصوم، ويخرج صومه عن حد الاعتدال.
ومن المفطرات ما يكون من نوع الامتلاء كالأكل والشرب، فإن الصائم لو أكل أو شرب لم تحصل له الحكمة المقصودة من الصيام"(مجموع الفتاوى). 

ومفسدات الصيام (المفطرات) سبعة وهي:
1- الجماع سواء أنزل أم لا، ويجب فيها التوبة، وإتمام صيام ذلك اليوم، والقضاء والكفارة المغلظة.
2- الاستمناء وهو إنزال المني باليد أو غيرها، فمن استمنى في نهار رمضان، وجب عليه التوبة، وأن يمسك بقية يومه، وأن يقضيه بعد ذلك، وإن توقف عن الاستمناء قبل أن يُنزل، فعليه التوبة، وصيامه صحيح.
3- الأكل والشرب هو إدخال الطعام والشراب إلى المعدة عن طريق الفم أو الأنف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» (سنن أبي داود [142]) هذا يفطر وعليه القضاء.
4- ما كان بمعنى الأكل والشرب كحقن الدم والإبر المغذية وغسيل الكلى، فهذا يفطر وعليه القضاء.
5- إخراج الدم بالحجامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» (صحيح بن حبان [3534])، وبالتبرع بالدم، وهذا يفطر وعليه القضاء، ومن أصابه نزيف فصيامه صحيح لأنه بغير اختياره، ونزول الدم بخلع الضرس، أو شق الجرح، أو تحليل الدم، لا يُفطر.
6- القيء عمداً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذَرَعَهُ (أي غلبه) الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ» (سنن الترمزي [720]).
7- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» (الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف [4/446])، فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها ولو كان قبل غروب الشمس بلحظة.
وإذا أحست المرأة بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها، وأجزأها يومها.
والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلا فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

سوزان بنت مصطفى بخيت

كاتبة مصرية

  • 4
  • 0
  • 11,798
المقال السابق
[5] النساء والعبادة في رمضان
المقال التالي
العشر الأواخر من رمضان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً