تذوق المعاني - [3] أذكار الصلاة - دعاء الاستفتاح

منذ 2016-06-10

هذه هي بعض أدعية الاستفتاح التى كان يبدأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاته، وللمصلي أن يراوح بينها؛ فكلها جائزة وسنة، وينبغي للإنسان أن يستفتح بهذا مرة، وبهذا مرة، ليأتي بالسنن كلها، وليكون ذلك إحياء للسنة، ولأنه أحضر للقلب، ولا يجمع بين الدعائين في صلاة.

هذه هي بعض أدعية الاستفتاح التى كان يبدأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاته، وللمصلي أن يراوح بينها؛ فكلها جائزة وسنة، وينبغي للإنسان أن يستفتح بهذا مرة، وبهذا مرة، ليأتي بالسنن كلها، وليكون ذلك إحياء للسنة، ولأنه أحضر للقلب، ولا يجمع بين الدعائين في صلاة.

1. «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل من خطاياي بالماء والثلج والبرد» (صحيح البخارى [744]).

«اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب»: أى باعد بيني وبين الخطايا بحيث لا أفعلها، وباعد بيني وبين العقوبة على الخطايا التى فعلتها.

«اللهم نقني من الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس»:أى طهرني من خطاياي طهارة كاملة، وأزلها عني كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ، فلا يكون له أثر، وقد اختار الثوب الأبيض لضمان شدة النقاء.

«اللهم اغسل من خطاياي بالماء والثلج والبرد»: أى نقني من الآثام وطهرني تطهيرًا كاملًا فلا يبقى لها أثر، مع تعدد المطهرات وقد اختار الماء والثلج والبرد كما لو كانت الخطايا هى جهنم، فعبر عن حرارتها بالغسل بالماء وما هو أبرد منها.
 

2. «سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إله غيرك» (صحيح مسلم [399])

للشيخ العثيمين المعنى:  

«سبحانك اللهم»: تنزيهاً لك يارب عن كل نقص، والنقص إما أن يكون في الصفات، أو في مماثلة المخلوقات، فصفاته التي يتصف بها منزه فيها عن كل نقص، يتصف بالعلم الكامل، وبالحياة الكاملة، وبالسمع الكامل، والبصر الكامل.

وهكذا جميع الصفات التي يتصف بها هو فيها منزه عن النقص، كذلك منزه عن أن يوصف بصفة نقص محضة مثل أن يوصف بالعجز أو الظلم، أو ما أشبه ذلك ومنزه عن مماثلة المخلوقات.

إذا ينزه الله عن ثلاثة أشياء:
1. عن النقص في صفات الكمال.
2. عن صفات النقص المجردة عن الكمال.
3. عن مماثلة المخلوقين.

«وبحمدك»: هو الثناء الكامل مع المحبة، أي أني أثني عليك ربي ثناءً كاملًا أعجز عن تقدير مداه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (صحيح مسلم [486])، فهو ثناء مصدره التعظيم و المحبة معًا.
 

إذن فالحمد فهو وصف المحمود بالكمال، الكمال الذاتي والفعلي، فالله سبحانه وتعالى كامل في ذاته، ومن لازم كماله في ذاته أن يكون كاملاً في صفاته، كذلك في فعله، ففعله دائر بين العدل والإحسان لا يمكن أن يظلم.

إما أن يعامل عباده بالعدل، وإما أن يعاملهم بالإحسان، فالمسيء يعامله بالعدل، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى من الآية:40]، والمحسن يعامله بالفضل {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام من الآية:160]، ومن كان فعله دائراً بين هذين الأمرين العدل والفضل، فلا شك أنه محمود على أفعاله، كما هو محمود على صفاته.

إذا جمعت بين التنزيه والكمال في قولك: «سبحانك اللهم وبحمدك».

«تبارك اسمك»: أى بلغت بركته النهاية، وإذا كان الاسم مباركًا فالمسمى أعظم بركة.

«وتعالى جدك»: تعالت وارتفعت عظمتك.

«ولا إله غيرك»: لا معبود بحق سواك.
 

3.وقيل أنه فى قيام الليل: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لِما اُختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (صحيح مسلم [770])

«اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل»: يا رب يا خالق الملائكة كلهم، ما لا نعرفهم وما عرفناهم بإذنك، جبريل سيد الملائكة ومبلغ الوحى لرسلك الكرام، ورب ميكائيل الموكل بالمطر، ورب إسرافيل الذى وُكل بالنفخ فى الصور إيذانًا بمجئ يوم القيامة.

«فاطر السماوات والأرض»: خالق السموات والأرض بما فيهن ومن فيهن.

«عالم الغيب والشهادة»: يا من تعلم كل مجهول لنا وغير مشهود، أي العالم غير المرئي لنا مثل حقيقة الروح وحياة البرزخ ويوم القيامة وعالم الملائكة كذلك، يا من تعلم كل شئ فى العالم المرئي والمعروف لنا.

«أنت تحكم بين عبادك»: أي يوم القيامة.

«فيما كانوا فيه يختلفون»: أي يبين الله سبحانه الحق من الباطل والمحق من المبطل ويقتص للمظلوم من الظالم.

«اهدني»: أي في هذه الحياة.

«لما اختلف فيه من الحق»: أي في مسائل التشريع وغيرها من المسائل الخلافية فلا أضل.

«بإذنك»: أي بمشيئتك، والمقصود هداية التوفيق لإصابة الحق فلا تكون إلا بإذن الله.

«إنكَ تهدي مَن تشاء إلى صراط مستقيم»: وهي هداية التوفيق التي اختص بها المؤمنين، وحري بها من سألها الله تعالى، والتوطئة للدعاء بحسن الثناء سنة.

Editorial notes: شارك في التنسيق: رانيا قنديل

سهام علي

كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.

  • 5
  • 0
  • 7,852
المقال السابق
[2] أذكار الصلاة - التكبير
المقال التالي
[4] أذكار الصلاة - الاستعاذة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً