آخر حكومة

منذ 2010-07-03

تشكلت أمس الأربعاء 4 رجب 1431 هـ آخر حكومة للسودان قبل استفتاء الانفصال الذي يتحرك نحوه السودان بسرعة في استحقاق قد يؤدي إلى تفجير الموقف في هذه المنطقة الهامة من العالمين العربي والإسلامي...


تشكلت أمس الأربعاء 4 رجب 1431 هـ آخر حكومة للسودان قبل استفتاء الانفصال الذي يتحرك نحوه السودان بسرعة في استحقاق قد يؤدي إلى تفجير الموقف في هذه المنطقة الهامة من العالمين العربي والإسلامي.

 
الضغوط حتى اليوم لم تتوقف لأجل وضع الاستفتاء المتفق عليه في الأجندة الغربية المفروضة على السودان موضع التنفيذ وفقاً لاتفاق نيفاشا، حيث شدد مجلس الأمن اليوم على أهمية التطبيق الكامل لبنود اتفاقية السلام الشامل في السودان التي تتضمن الاستعداد -في الوقت المناسب- لإجراء استفتاء "حق تقرير المصير في الجنوب" العام المقبل.
 
وفي بيان صحفي أذيع بعد الاجتماع المفتوح للمجلس بشأن السودان جاء أن المجلس قد "شدد على أهمية التقدم في المفاوضات بشأن القضايا المتعلقة بما بعد الاستفتاء والحاجة إلى أن تخطط الأمم المتحدة لوجودها في السودان عقب حقبة اتفاقية السلام الشامل"، أو بالأحرى خلال الحقبة التي يتمزق فيها السودان حسب الرغبة الغربية الخبيثة.
 
لا نذيع سراً أن نقول إن حكومة الرئيس البشير تسعى إلى وحدة السودان ولن تقبل غالباً باستمرار السيناريو المرسوم حتى نهايته، لكن هل سيكون بالفعل بمقدور الحكومة في شمال السودان الصمود بوجه هذا الافتراس الدولي المنتظر؟ ثم هل إذا سلمنا جدلاً أن السودان سيكون قادراً على عقد اتفاق مع الجنوبيين لاقتسام السلطة والثروة والنفوذ؛ فهل يمكنه القول بأنه لم يزل محافظاً على "وحدة التراب السوداني" من دون أن يكون لهذه الوحدة الافتراضية ثمنها أو تنتقص سيادته عليها للحد الأدنى.
 
باختصار: نحن نجد أنفسنا مقبلين على وضع شاذ للسودان الذي عرفناه على مر التاريخ، وحالة من الاختزال الشامل لدور السودان إسلامياً وعربياً وإفريقياً، ولو تأملنا الخرائط التي ترسم للسودان الآن، وبعضها تصر قنوات فضائية غربية على وضع "الخرطوم" و"جوبا" و"الفاشر" على خرائطها لاعتبار ما سيكون!! من تقسيم السودان.
 
لقد فرط العرب في السودان لاسيما الجيران، وجعلوه نهبة لـ"المستعمر" الغاصب، ولسوف يدفعون الثمن قريباً، حين يجدون ذاتهم وقد انكشفوا استراتيجياً وإقليمياً على نحو مريع، ولن ينفعهم إذ التزموا سياسة الحياد السلبي تجاه جار لاقى واحدة من أشد مؤامرات العصر، وبذل اللصوص جهدهم المضني ومكرهم الكبار لكيلا يقف السودان ناهضاً كواحد من ركائز النهضة العربية والإسلامية، واستنزاف ثرواته على المدى القريب، ذاك لأنهم سيكونون الضحايا التاليات، والجوائز المدخرات، لأن أمتنا هكذا عهدناها حين تتفرق وتتخاذل تنتقص من أطرافها حتى يخفت نبض قلبها الواهن، وتصبح قصعة تتداعى عليها الأكلة.
 
إن السودان يمر بمنعطف خطير، ولم يزل لدى أولي النهى لحظات لتدارك الموقف واستعادة المبادرة وتغيير الدفة، وتلك آخر الصرخات؛ فهل من مستمع؟!
 
4/7/1431 هـ
 
المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 2,317

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً