زاحم على باب العتق! - (1) أُذِنَ للشهر بالرحيل!

منذ 2016-06-26

ألا وإن شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل.

الله أكبر .. الله أكبر!
أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمد رسول الله!
حي على الصلاة.. حي على الفلاح!
انتهى أذان المغرب.. وبدأت بعده أول الليالي الوترية!
يا الله.. أُذِنَ للشهر بالرحيل!

إن كنّا من المقصرين في هذا الشهر الكريم، ها هي فرصة جديدة لاغتنامه، وإن لم نحسن الاستقبال فلنحسن الوداع! وإن لم يغفر لنا في رمضان، فمتى؟! فهناك من أُعتق بالفعل منذ أول ليلة.. وهناك من لم يعتق بعد.. فلنجتهد فيما بقى من أيام.. يقول ابن رجب: "ألا وإن شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل"!

هذه الليالي فرصة لأحياء القلوب من جديد.. وبها ثمرة هذا الشهر (ليلة القدر)! هذه الليلة لها خصائص تجعلها مختلفة عن أي ليلة أخرى في الليال العشر.. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر:2]!

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ» (صحيح ابن ماجه، رقم:[1341]، خلاصة حكم المحدث الألباني:  حسن صحيح)..
محروم من حرم خيرها.. فهي خير من ألف شهر.. هي ليلة واحدة من أدركها بحقها كانت أفضل له من عبادة ألف شهر! فاجتهد لِتُصِبُها!

وأول خطوة نحو ذلك أن تجمع عليك قلبك.. ماذا يملك الإنسان أغلى من قلبه حتى يتعهده ويطّوِّعهُ لحب الله والعبادة؟! هذا الشهر وهذه الأيام فرصة لمن أراد أن يطهر قلبه، ويزاحم سيئاته ونكاتها في قلبه بالطاعات والرحمات. فرصة لمن أراد أن يستشعر حلاوة الإيمان واليقين في قلبه، وحضور قلبه في الصلاة.

وقارن حالك على ما كان عليه النبي حين كانت تدخل تلك الأيام!  

عن أمنا عائشة  رضي الله عنها قالت: «كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ» (صحيح البخاري، رقم: [2024])، يشد المئزر أي يجتهد ويجد في العبادة.

وتحدثنا أمنا عائشة رضي الله عنها وتقول: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ، ما لا يجتهدُ في غيرِه» (صحيح مسلم، رقم: [1175])، أحيا ليله: أي قام ليله، وأيقظ أهله: وهذا يدل على عظم تلك الليالي.. على الرجل أن يُوقظ أهل بيته ليصلوا ويقيموا الليل.

فأجعل لنفسك ولأهلك نصيب.. وزاحم على باب التوبة كل من وقف تائبًا راجيًا عفو ربه وعتق رقبته.. أقم ليلك فتلك الليالي سرعان ما ستنقضي ويذهب رمضان.. وتذكر «من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه» "فتُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمرُ على ذلك" (صحيح مسلم، رقم: [759])، «مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه» (صحيح البخاري، رقم: [1901]).. فهنيئًا لمن قام ليله وتقبله الله منه..

سارة خليفة

طبيبة مصرية، تخرجت في كلية الطب جامعة القاهرة، وتعمل في أسرة التحرير بموقع طريق الإسلام.

  • 6
  • 0
  • 5,607
 
المقال التالي
(2) عفوٌ تُحبُّ العفو فاعْفُ عنا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً