خواطر غربية - تعقيب على الأبناء والعشر الآواخر من رمضان

منذ 2016-06-27

راسلتني عدة أخوات معقبة على تلك الخاطرة؛ فمنهن سائلة عن العمر الأنسب لأخذ الأولاد للمسجد، ومنهن من تقول أن زوجها يرفض أخذ الأبناء لصغر عمرهم، ومنهن من تقول وماذا أفعل بطفلي الرضيع (وهذه كانت أكثر الشكاوى)

قبل كل شيء أحب التذكير بأن الله عز وجل خلق الرجال يختلفون عن النساء ومن ضمن اختلافاتهم أن كثيرا من الرجال لا يتقن التعامل مع الأطفال ولذلك طبيعي أن يعتذر عن أخذ الأطفال للمسجد.

وأود تذكيرك أيضا أن ذهابك للمسجد ليس الزاميا ولا فرض عليك بل صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها بالمسجد فلا تحزني إن لم تستطيعي أخذ أبناءك أو ارسالهم مع والدهم للصلاة.

لكن ان استطعت الذهاب من أجل الأبناء ففي ذلك خير كبير لا شك، وإن لم تستطيعي فحاولي جمعهم حولك بالبيت ليشاركوك الصلاة وحاولى بث الروح الإيمانية فيهم مع التحفيز والتحبيب بالصلاة.

وها هي بعض الأفكار لمن وفقها الله بالذهاب للمسجد:

  • لا يهم عمر الأبناء فالطفل يشاهد ويرتبط بما يراه منذ الميلاد، وبفضل الله أغلب المساجد إن لم يكن كلها أصبح فيها غرف للأمهات، وإن لم يكن، فيمكنك الذهاب لآخر صف وأبناؤك معك، وتذكري أن ذهابك كان من أجلهم قبل أن يكون من أجلك.
  • من عادة الأبناء تقليد الأم في الصلاة خاصة في المساجد، فانتبهي لهم حتى لا تَشُقّي عليهم فيكرهوا الصلاة؛ فحينما تجدي منهم تعبا أو ارهاقا، صلي جالسة رأفة بهم ولكِ الأجر بعون الله. عن عمران بن حصين قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعداً فقال: «مَن صلَّى قائمًا فهو أفضلُ، ومَن صلَّى قاعدًا فله نصفُ أجرِ القائمِ، ومَن صلَّى نائمًا فله نصفُ أجرِ القاعدِ» (رواه البخاري). قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: "معناه: أن صلاة القاعد فيها نصف ثواب القائم، فيتضمن صحتها ونقصان أجرها. وهذا الحديث محمول على صلاة النفل قاعدا مع القدرة على القيام، فهذا له نصف ثواب القائم. وأما إذا صلى النفل قاعدا لعجزه عن القيام فلا ينقص ثوابه، بل يكون كثوابه قائما. وأما الفرض: فإن صلاه قاعدا مع قدرته على القيام لم يصح، فلا يكون فيه ثواب بل يأثم به."
  •  إذا وجدت من أبنائك مشاغبة وكثرة حركة، فخذيهم لآخر صف بالمسجد واجلسي معهم، وضميهم إليك مع التحدث معهم بهمس عن التراويح وفضلها وتحبيبهم فيها وتشجيعهم على الدعاء ومشاهدة المصلين بهدوء ومحاولة ذكر الله، وإن وُفقت لصلاة ركعتين من التراويح فالحمدلله. وإن لم تُوَفقي فاحتسبي الأجر من أجلهم وحينما تعودين للبيت صلي ركعتين.
  • إن وجدت من أبنائك ازعاجا للمصلين وعدم قدرة على السيطرة عليهم، فاجعلي ذهابك للتراويح مرة بالأسبوع وليس يوميا.

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
رمضان 1437هـ

سوزان بنت مصطفى بخيت

كاتبة مصرية

  • 0
  • 0
  • 1,467
المقال السابق
نسمات الشتاء ورمضان
المقال التالي
مجرد صورة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً