زاحم على باب العتق! - (2) عفوٌ تُحبُّ العفو فاعْفُ عنا
فلنجتهد فإن لم نكن ممن سبق.. فلنزاحم إذا على باب العتق حتى يعفو الله عز وجل عنا
نحن ما زلنا في سباق العشر..
فهناك من سبق ونال العتق..
وهناك من هو في المنتصف.. يجاهد نفسه.. يجمع قلبه.. يرجو ربه ليعفو ويصفح..
وهناك من هو في غفلة.. لاه قلبه.. محروم من رحمات تتنزل..
ولأن نتيجة السباق لن نعرفها الآن.. فلنجتهد فإن لم نكن ممن سبق.. فلنزاحم إذا على باب العتق حتى يعفو الله عز وجل عنا.. ونلزم الدعاء الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن ليلة القدر فقالت: "يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟"، قالَ: « » (صحيح ابن ماجه [3119]).
أتدري ما السر فيه هذا الدعاء؟
سر هذا الدعاء.. في اسم الله (العفوٌّ)! فهو عفوٌّ يحب العفو..
فالعفو معناه: يقال عفوت عن الشيء، اعفو عنه، إذا تركته، وعفا عن ذنبه إذا ترك العقوبة عليه، فالعفوٌّ هو كثير العفو..
قال ابن جرير: "{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا} [النساء من الآية:43]، أي: إن الله لم يزل عفوًا عن ذنوب عباده، وتركه العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به" (جامع البيان: [5/74]).
وقال السعدي: "العَفوُّ الغفور الغفار: الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفًا وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} [طه:82]" (تيسير الرحمن: [5/300]).
ويقول الغزَّالي "العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو والمحو أبلغ من الستر" (المقصد الأسنى: [89]).
فالله عز وجل إن عفا عن ذنوب.. محاها ومحى آثارها!
آثارها في قلبك.. فالذنوب والمعاصي تعمل في القلوب وتنكت فيها.. فيأتي عفو العفوٌّ فيمحي تلك النكات منها.. فيرجع القلب سليم من آثارها!
وآثارها في كتابك! وإن محيت أثارها من الكتاب فلن يستوفيها الله عز وجل يوم القيامة! يقول الحليمي: "العَفْوُّ، معناه: الواضعُ عن عباده تَبِعَات خطاياهم وآثارهم، فلا يستوفيها منهم، وذلك إذا تابوا واستغفروا، أو تركوا لوجهه أعظم مما فعلوا، فيُكفِّر عنهم ما فعلوا بما تركوا، أو بشفاعة من يشفع لهم، أو يجعل ذلك كرامة لذي حرمة لهم به، وجزاء له بعمله" (المنهاج: [1/201]).
تُحبُّ العفو!
فيها رجاء لعبد استشعر ذله وفقره بين يدي ربه.. فيها رجاء لعبد يريد من الله أن يعفو ويصفح عن ما بدر منه..
ولكن أيضًا في معنى آخر في «
».. إن كان الله يحب العفو.. فأين نحن من العفو عن الناس؟!"إن الله حث عباده على العفو والصفح وقبول الأعذار من الآخرين، قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور من الآية:22].. {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} [البقرة من الآية:237]" (النهج الأسمى بتصرف)..
فاعفو عن الناس يعفو الله عنك!
فاجعل لنفسك شعارًا في تلك الليالي والأيام العظيمة.. أنك ستتقرب لله عز وجل بهذا الاسم.. تستشعر معناه.. ومدى احتياجك لعفو ربك.. واعفو عن غيرك لعل الله عز وجل بتقربك له باسمه العفوٌّ أن يعفو عنك ويصفح.. وداوم على هذا الدعاء لك ولمن تحب وللمسلمين «
»..- التصنيف:
- المصدر: