تنبيه اللبيب وتذكير الأريب بمسائل قد تغيب عن حجاج البيت الحبيب - 6- الحرص على أداء صلاة العشاء ولو في عرفة

منذ 2016-08-12

ويبقى السؤال:ماذا لو لم يصل الحاج إلى مزدلفة قبل منتصف الليل -آخر وقت العشاء كما تقدم- أين وكيف يصلي العشاءين ؟

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
 الحرص على أداء صلاة العشاء ولو في عرفة

** وها هنا مسألة تمهيدية ينبغي التعرض لها أولا؛ ألا وهي: ما هو آخر وقت العشاء  :
السؤال

بارك الله فيكم امرأة عليها الدورة الشهرية فنامت أول الليل فلما استيقظت فجرا شاهدة الطهر ولا تدرى متى حصل هذا الطهر فهل عليها صلاة العشاء أيضا لو استيقظت بعد طلوع الشمس وهل تصلى الفجر أم لا يا فضيلة الشيخ؟

الجواب:

الشيخ: إذا نامت المرأة وهي حائض ثم استيقظت وهي طاهر ولا تدري هل حصل الطهر قبل منتصف الليل أو بعده فإنه لا يجب عليها قضاء صلاة العشاء لأن وقت صلاة العشاء ينتهي بنصف الليل لكن عليها أن تبادر وأن تغتسل وتصلى الفجر في وقتها ولا يحل لها أن تأخر الإغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس كما يفعله بعض الجاهلات من النساء بل الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلى الصلاة في وقتها وإذا كانت تقول أني أريد أن أغتسل اغتسلا يكون منظفا قلنا اغتسلي اغتسالا تقومين فيه بالواجب وصلى الفجر في وقتها وإذا اصبحتي فلا حرج عليك أن تغتسلي اغتسلا منظفا بالصابون أو غيره.   رابط المصدر هنا

فتاوى نور على الدرب (نصية):الصلاة
السؤال: جزاكم الله خيرا ما هو آخر وقت لصلاة العشاء هل هو نصف الليل أم ثلث الليل وإذا صلت المرأة بعد نصف الليل بقليل ساعة أو ساعتين هل عليها إثم في ذلك؟
الجواب
الشيخ: وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل والوقت الأفضل فيها ما بين الثلث والنصف فيجوز تقديمها على الثلث من حين أن يغيب الشفق الأحمر ولا يجوز تأخيرها عن النصف والأفضل ما بين الثلث والنصف لقول النبي صلى الله عليه وسلم « إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي » فإذا كانت المرأة في البيت وتضمن لنفسها أن تبقى إلى نصف الليل فالأفضل أن تؤخر الصلاة إلى ثلث الليل وإن كانت لا تضمن أن تبقى مستيقظة إلى نصف الليل فلتصلي في أول الوقت وأما ما بعد نصف الليل فليس وقتا لصلاة العشاء ليس وقتا ضروريا ولا وقتا اختياريا لأن جميع النصوص كلها حددت وقت العشاء بنصف الليل ولم يرد فيما أعلم إلى ساعتي هذه أن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر وهذا الذي قررته هو صريح الأحاديث الواردات عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ظاهر القرآن الكريم لقوله تعالى {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} أي إلى نصفه لأنه هو غاية الغسق إذ ما قبل النصف الشمس قريبة من الأفق الغربي وما بعد النصف الشمس قريبة من الأفق الشرقي ومنتهى غاية الغسق انتصاف الليل فيقول عز وجل {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } هذا وقت ممتد من زوال الشمس وهو نصف النهار إلى نصف الليل  وفيه أربع صلوات الظهر وقتها من الزوال إلى أن يصير ظل كل شيء مثله فيدخل وقت العصر مباشرة العصر من ذلك الوقت إلى أن تصفر الشمس وهو وقت اختيار ثم إلى غروبها وقت ضرورة ويدخل وقت المغرب فورا إلى وقت العشاء وهو مغيب الشفق الأحمر فيدخل وقت العشاء فوراً إلى نصف الليل ثم قال الله عز وجل {وقرآن الفجر} فاستأنف لصلاة الفجر ولم يجعلها مع الصلوات الأخرى لم يقل أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى طلوعها بل قال {إلى غسق الليل} فوقف وحدد ثم قال {وقرآن الفجر} ففصل الفجر عن ما سبقه من الأوقات وقال:{إن قرآن الفجر كان مشهودا}. (رابط المصدر هنا)

  ** قال الشيخ الألباني - رحمه الله -:

" قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط . . » رواه مسلم وغيره ، ويؤيده ما كتب به عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري : «. . . وأن صل العشاء ما بينك وبين ثلث الليل ، وإن أخرت فإلى شطر الليل ، ولا تكن من الغافلين.» أخرجه مالك والطحاوي وابن حزم ، و سنده صحيح . فهذا الحديث دليل وأضح على أن وقت العشاء انما يمتد إلى نصف الليل فقط ، وهو الحق ، ولذلك اختاره الشوكاني في "الدرر البهية" ، فقال : " . . . وآخر وقت صلاة العشاء نصف الليل" ، وتبعه صديق حسن خان في "شرحه" ، وقد روي القول به عن مالك كما في "بداية المجتهد"، وهو اختيار جماعة من الشافعية كأبي سعيدالإصطخري وغيره . انظر المجموع (3/40)."انتهى كلام الألباني من تمام المنة.

** فإذا تقرر أن آخر وقت العشاء ما نُص عليه في حديث مسلم : «وقت الظهر إذا زالت الشمس. وكان ظل الرجل كطوله . ما لم يحضر العصر . ووقت العصر ما لم تصفر الشمس . ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق . ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط . ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر . ما لم تطلع الشمس . فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة . فإنها تطلع بين قرني شيطان» (صحيح مسلم رقم: [612] )

 ** ننتقل إلا ماينبغي على الحاج فعله ليلة جمع (أي: ليلة المبيت بالمزدلفة ) :-

قد ورد في صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جمع بين العشاءين ( المغرب والعشاء )جمع تأخير في مزدلفة بعد أن دفع ( خرج ) من عرفة بعد المغرب هذا ما نقلته إلينا الأخبار الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم .
ويبقى السؤال:ماذا لو لم يصل الحاج إلى مزدلفة قبل منتصف الليل -آخر وقت العشاء كما تقدم- أين وكيف يصلي العشاءين ؟

أقوال أهل العلم:

وفيما يلي ننقل أقوال أهل العلم في الإجابة عن هذا السؤال :
** جاء في شرح زاد المستقنع للشيخ الخضير :
 قال الشيخ الخضير في الرد على من استدل بحديث :  "لا يصلي أحد إلا في بني قريضة"، قال: ( لكن هل هناك أمر بألا تصلى هذا الصلاة إلا بمزدلفة أو هناك فعل من النبي -عليه الصلاة والسلام- مع ما تقرر من أحاديث المواقيت؟ هذا فعل، وهناك في قصة بني قريضة أمر، ولذا اختلف الصحابة منهم من صلى قبل الوصول تحصيلاً للوقت، ومنهم من آخر الصلاة خرجت عن وقتها وصلاها في المكان الذي أمر به، وكل له وجه، لكن هنا ما في أمر، حديث المواقيت: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [سورة النساء:103] وكونه -عليه الصلاة والسلام- فعل ذلك لا يعني أنه واجب ولازم، فعلى هذا إذا خشي فوات الوقت يصليها في الطريق. )([شرح زاد المستقنع  : هـــــــنا) .              

  ** كما جاء في الشرح الممتع للشيخ العثيمين :-

"...قوله :" و يجمع بها بين العشاءين" أي : إذا وصل إلى مزدلفة، و لا يصل إلى مزدلفة إذا دفع بصفة دفع الرسول صلى الله عليه و سلم إلا بعد دخول وقت العشاء.
و لهذا كان جمع النبي صلى الله عليه و سلم في مزدلفة جمع تأخير، لأنه في أقصى عرفة من جهة الشرق، و سيمر بجميع عرفة و هي واسعة، و يمر بالطريق الذي بينهما و بين مزدلفة،  ...و هذا سيتغرق و قتًا طويلا،فلهذا كان وصوله إلى مزدلفة بعد دخول صلاة العشاء.
مسألة: لو صلى المغرب و العشاء في الطريق فما الحكم؟
الجواب : ذهب ابن حزم إلى أنه لو صلى في الطريق لم يجزئه لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأسامة : "الصلاة أمامك".
و ذهب الجمهور: إلى أنه لو صلى في الطريق أجزأه.
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:" جعلت لي الأرض مسجدًا و طهورًا"
و أما قو ل الرسول صلى الله عليه و سلم لأسامة : "الصلاة أمامك" ، فوجهه أنه لو وقف ليصلي وقف الناس، ولو أوقفهم في هذا المكان و هم مشرئبون إلى أن يصلوا إلى مزدلفة، لكان في ذلك مشقة عليهم ربما لا تحتمل، فكان هديه – عليه الصلاة و السلام- هدي رفق و تيسير، لكن لو أن أحدا صلى، فإن صلاته تصح، لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم:« جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا» وهذا هو الصحيح.
مسألة : لو خشي خروج وقت العشاء قبل أن يصل إلى مزدلفة، فإنه يجب عليه أن يصلي في الطريق، فينزل و يصلي ، فإن لم يمكنه النزول للصلاة، فإنه يصلي و لو على السيارة، لأنه ربما يكون السير ضعيف لا يمكنه أن  يصل معه إلى مزدلفة قبل منتصف الليل، و لا يمكن أن ينزل و يصلي، لأن السير غير واقف، ففي هذا الحال إذا اضطر أن يصلي في السيارة فليصل، لأن النبي صلى الله عليه و سلم  صلى على راحلته في يوم من الأيام حينما كانت السماء تمطر و الأرض تسيل للضرورة، و عليه أن يأتي بما يمكنه من الشروط و الأركان و الواجبات. )) انتهى (الشرح الممتع على زاد المستقنع  (تحقيق عمر بن سليمان الحفيان) الطبعة الأولى / المجلد السابع/باب صفة الحج و العمرة ص 302 إلى 305).
محمل كتاب ضوئي من موقع المكتبة الوقفية هـــــــــــــــــــــنا

ومن مجموع ما سبق نجد أنه ينبغي التنبه إلى:

أداء صلاة ( المغرب والعشاء ) قبل خروج وقت العشاء ( منتصف الليل الشرعي )  (1*) سواء كان هذا الأداء لكلا الصلاتين:
1- في عرفة:
( أ )- لمن تعذر عليه الخروج منها قبل منتصف الليل
(ب)- أوخرج منها قبل منتصف الليل و لكن غلب على ظنه أنه لن يصل إلى مزدلفة قبل خروج وقت العشاء
(ج)-  أوخرج منها قبل منتصف الليل و لكن  غلب على ظنه تعذر نزوله في الطريق لأداء كلا الصلاتين .

2- في الطريق بين عرفة ومزدلفة :

إذا خشي خروج وقت العشاء قبل أن يصل إلى مزدلفة وهذا لن يخرج عن حالتين :
(أ)- أن يستطيع النزول من السيارة لأداء الصلاة على الأرض فمن استطاع وجب في حقه ذلك.
(ب)- ألا يستطيع النزول من السيارة لشدة الزحام أو رفض الرفقه... وما شابه من الأعذار فهذا يؤدي الصلاة في السيارة وعليه
أن يأتي بما يمكنه من الشروط والأركان والواجبات؛ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

3- في مزدلفة :

إذا وفق إلى الوصول إليها قبل خروج وقت العشاء ( منتصف الليل الشرعي ) .

----------------------------------------
(1*)-" الليل الشرعي يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر , هذا الليل الشرعي.
أما الليل الحسابي , فعندهم يبدأ عند أهل الحساب والفلك من غروب الشمس إلى طلوع الشمس. أما عند علماء الشرع والأحكام الشرعية , فإن الليل يبدأ من غروب الشمس و ينتهي بطلوع الفجر."
انتهى بتصرف  الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ـ حفظه الله ـ

** وهذا يرد على من يعتقد أن منتصف الليل المذكور في الأحاديث هو الثانية عشرة ليلا؛ وعند التأمل نجد أن بينهما فارق ولا ريب، ولأن بعض العبادات تتوقف على معرفة المواقيت الشرعية بدقة كمسألتنا هذه وجدنا أنه ينبغي لنا التنويه على كيفية حساب منتصف الليل الشرعي :
نصف الليل الشرعي = (مجموع الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ÷ 2)  + وقت غروب الشمس = والناتج هو منتصف الليل.

- تفصيل ذلك :

فإذا كان غروب الشمس الساعة السابعة مساء (مثلا)، وطلوع الفجر الرابعة فجرًا ( مثلا )فكيف نستطيع معرفة وقت منتصف الليل تحديدا ؟
- نبدأ بحساب عدد الساعات بين المغرب والفجر وهي من السابعة مساء إلى الرابعة فجرا =تسع ساعات (9)
-ثم نقسم تلك الساعات على اثنين؛ لنأتي بنصفها 9   ÷ 2 =   30 :4 ساعة
- ثم نضيف عدد الساعات ( مقدار النصف 30 :4 ) على وقت المغرب لنستطيع تحديد منتصف الليل :7 + 4.5 = 11:30 ليلا .

يتبع إن شاء الله .

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 32,361
المقال السابق
5- احذر الدفع من عرفة قبل تحقق الغروب
المقال التالي
7- محاولة لتحرير محل النزاع في حكم لبس الكمامات حال الإحرام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً