أُماه

منذ 2016-09-02

أُمّاه لا تَبكيني ولا تحزني .. أن قد قُطفت من بين عينيك زهرات عُمري

قال الصَّبي، والدَّمعُ يصطرعُ حال النَّزع الأخير، والدَّم يصطرخ في قَلبِ الجُرح النّازِف، والكلماتُ تستجدي صاحبة التضحية العُظمي والقربان الأكبر..

أن يا حبيبة.. هذي بضاعتي المُزجاة قَربتها..فَما أحسنتُ أن آتيك بَدَلا منها بالدُّرِ الثَّمين، وما وَجدت إلا نَفساً فقيرةً بَين جَنبَي، أجودُ بها عن طيبِ خاطر، عَسى أن يقبلها ويقبلني بها ربّ العالمين.

أعلَمُ أن اللحظة التي بَلَغَ فيها سَهمُ القَدَر مرامَه، مَزَّقَت فيها الرصاصة من قلبك شِغافه، وذَبَحت روحك، يا روح روحي ، وعايَنتِ آلام النَّزع وروحي أنا تفيض.

أعلَمُ أنك شَهَقتِ.. نَشَجتِ..  وما أسعفكِ الكلامُ و لا القصيد، وأنتِ تتذكرين سِنِيّ عُمري الثمين، فيمَ؟ وكيف كانت؟ ولأي شيء ادَّخرتِ ما هو آت؟ وبأي حُلمٍ ورديٍّ قَضَيتِ العُمر لأجلي يا حبيبة تحلمين؟.

أُمّاه لا تَبكيني ولا تحزني .. أن قد قُطفت من بين عينيك زهرات عُمري، بل قولي أنا التي بِعتُ والله اشترى، ودَفعتُ ببضعة مني في المُعترك، وذاد ابن قلبي عن الحمى حتى آن أوان الفارس أن يترجل، عملاً ليوم يسأل الله فيه الصادقين عن صدقهم، في أيِّ شيء صَبَرتِ؟ و بأي شيءٍ تَصَبَّرتِ؟ ولأيِّ شيءٍ عَمِلتِ؟

فأجيب ويجيب: فيكَ.. و بِكَ.. و لكَ يارب!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

بسمة موسى

مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة

  • 0
  • 0
  • 2,067

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً