ريّا وسكينة وشنودة

أعتقد أنه من الاستهزاء بعقول الناس والاستخفاف بهم، اعتبار "شنودة الثالث" رجل دين.. ذلك أن شنودة الثالث مجرد قاتل سفاح بلطجي إرهابي مجرم مصاص دماء مثير للفتنة الطائفية..

لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار شنودة رجل دين.. هو أبعد ما يكون عن الدين -أى دين- وأبعد ما يكون عن الأخلاق، بل إن عمله في الإجرام، اقتصر على خطف الفتيات والنساء، وهو بذلك مثله مثل "ريّا" و"سكينة".. تلك السفاحتان الإرهابيتان الشهيرتان اللتان كانتا تزهقان أرواح الفتيات والنساء بمدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، من أجل سرقة مشغولاتهن الذهبية.. وتم إعدامهما في ديسمبر1921م.

لا يختلف شنودة مطلقاً عن ريا وسكينة.. فهو تخصص في خطف وقتل الفتيات والنساء القبطيات اللائي يشهرن إسلامهن، بل وصار الآن يتعامل كزعيم مافيا.. يأتي بفتاة ويسجل لها شريط لتقول أنها هي "كاميليا شحاتة زاخر" التي أسلمت وقام شنودة بخطفها وتعذيبها حتى أصيبت بالجنون..

شنودة الثالث شقيق ريا وسكينة في الإجرام، قام بإشعال فتنة طائفية في مصر في العام 2004م حتى يختطف المواطنة "وفاء قسطنطين"، وبالفعل تمكن من خطفها، ثم قام بقتلها، وعندما سألته مذيعة في حوار تلفزيوني عن قتل "وفاء قسطنطين" أجاب: هي فين الجثة؟! وهو نفس منطق ريا وسكينة عندما كانتا تجيبان على أسئلة البوليس الذي كان يداهم وكرهما من حين لآخر.


في أواخر سبعينيات القرن العشرين، أشهرت شقيقة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ إسلامها، فأراد السفاح شنودة الضغط على الحكومة بالاعتكاف، فما كان من الرئيس السادات رحمه الله إلا أن استنكر أسلوب العصابات الذي يتعامل به شنودة، ورفض تسليمه شقيقة المطران ثم لما زاد عبث وإرهاب شنودة أصدر قراره التاريخي بعزله ونفيه في الصحراء ووضعه رهن الإقامة الجبرية وعيّن خمسة من الأساقفة ليتولوا هم شئون الكنيسة.

رفض السادات ضغط وابتزاز شقيق ريا وسكينة، وكان له بالمرصاد، ووضعه في حجمه الحقيقي.. حجم سفاح اسمه " نظير جيد روفائيل " عضو جماعة الأمة القبطية الإرهابية التي قامت باختطاف البابا يوساب الثاني من غرفة نومه وأجبرته أن يتنحى عن كرسي البابوية في العام 1954م.

إن ما يختلف فيه شنودة عن ريا وسكينة هو أنه يمتلك لوبي إعلامي هائل ومخيف يغسل عقول الناس على مدار الساعة والدقيقة والثانية.. ولو كانت ريا وسكينة تمتلكان لوبي إعلامي مثل شنودة لكنا نعدهما الآن "قديستان" كانتا "صمام الأمان" لمصر!

لكن يبدو أن شنودة تعلم الدرس من ريا وسكينة.. فصار حريصاً على تمويل صحف وفضائيات عديدة تسبغ عليه صفة إلهية خاصة بـ الله عز وجل وهى "القداسة" التي صارت الآن ترتبط بمجرم يختطف الفتيات والنساء ويشعل الفتنة الطائفية ويستقوى بأمريكا وإسرائيل.. وصار أيضاً حريصاً على التمثيل واصطناع "الذلة والمسكنة" أمام الفضائيات الإماراتية والكويتية حتى يسمحوا له ببناء كاتدرائيات يمارس من خلالها إجرامه في دول الخليج..


لقد كان حادث اختطاف المواطنة "كاميليا شحاتة زاخر" بداية النهاية لهذا الوثن الذي يصر إعلام ساويرس على متابعة حركاته وخلجاته وسكناته وهمساته في إطار مخطط قذر يهدف لتأليهه ومسح جرائمه من ذاكرة الناس..

عندما قام شنودة باختطاف المواطنة كاميليا شحاتة في 22 / 7 / 2010م ظل ملتزما الصمت المخزي، على أمل أن ينسى الناس كما نسوا وفاء قسطنطين -على حد قوله- الصحف المحترمة والكتاب الشرفاء طالبوا بوقف هذه المهزلة والإفراج عن هذه السيدة التي اختطفها شنودة، لكنه عاش في ثياب "العبيط الأحمق" الذي لا يأبه بما يقوله الناس.. خرجت مظاهرة أمام مسجد النور بالعباسية، تطالب بإظهار كاميليا شحاتة وتفتيش الأديرة والكنائس، فكان رد شنودة أنه لن يفرج عن كاميليا، ولو خرجت مظاهرة كل يوم! فخرجت بعدها مظاهرة حاشدة من أمام مسجد الفتح برمسيس تندد بإرهاب شنودة.. وظل شنودة صامتا على أمل أن يقمع الأمن المظاهرات ويكفى على الخبر ماجور، ويتم قتل كاميليا شحاتة ولا من شاف ولا من درى، ولكنه فوجئ بأن الأمر زاد تطورا وخطورة، ولما رأى الناس عبثه واستهتاره وتحديه لمشاعر الأمة كانت مظاهرة الإسكندرية التاريخية التي خرج فيها أكثر من عشرين ألف متظاهر من أمام مسجد القائد إبراهيم ليهتفوا: يا شنودة يا جبان.. يا عميل الأمريكان.. يا شنودة مفيش قداسة.. أنت رمز للنجاسة.. أول مطلب للجماهير.. عزل شنودة وفك أسير.. فبهت الذي كفر.. وخرج صبيان الكنيسة ليصرحوا بأن "قداسة البابا شنودة" والكنيسة خط أحمر وأنه ليس من حق أحد معرفة مكان كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطي ! فكانت مظاهرة مسجد عمرو بن العاص في ليلة القدر التي شارك فيها عشرات الآلاف لينددوا بشقيق ريا وسكينة ويدعون لعزله ومحاكمته.. فاهتدى شنودة بحسه الإجرامي وعقلية زعماء المافيا أن يخرج شريط فيديو مفبرك، تظهر فيه فتاة تدعى أنها كاميليا شحاتة وأنها لم تشهر إسلامها! وكأننا في حرب بوسط أفريقيا فتصدر عصابة شريط مسجل تعلن فيه ما تريد..


وقد جاء ظهور هذا الشريط المفبرك بعد أن اهتز عرش الطاغوت وسجلت الفضائيات العالمية الأجنبية تنديد الناس بإرهاب شنودة، ودعوتهم لمظاهرات أخرى حتى يتم الإفراج عن جميع المسلمات المختطفات الأسيرات بسجون شنودة..

الطاغوت لم يعلم أن هذا الشريط أكبر إدانة له.. فهو بذلك أقر أنه يحتجز مواطنة مصرية بالغة عاقلة دون أي سند قانوني.. وبذلك أيضاً يؤكد للمنظمات الأوروبية والدولية أنه زعيم عصابة يختطف مواطنات ويقتلهن ويعذبهن بأشد أنواع العذاب..

إننا الآن إزاء مجرم خارج على العدالة والقانون، يختطف مواطنات مصريات ويفبرك لهن أشرطة ويسربها إلى اللوبي الإعلامي الأرثوذكسي الذي قلب الدنيا بشريط مفبرك، وكأنه لا حق للدولة في بسط سيادتها والإفراج عن هذه المواطنة التي يحتجزها شقيق ريّا وسكينة..

السؤال الآن: ماذا لو قام شيخ الأزهر باختطاف مواطنة وحبسها بالأزهر، وادعى النصارى أنها تنصّرت، فباغتهم شيخ الأزهر بشريط مفبرك لتقول لهم هذه السيدة أنها ما زالت مسلمة.. ما هو الموقف حينها؟؟ وهل تصمت الدولة على احتجاز شيخ الأزهر لهذه المواطنة دون وجه حق؟؟ أم أننا كنا وقتها سنستمع إلى شراشيح ساويرس وعبدة شنودة، وهم يردحون للإسلام والمسلمين، ويتحدثون عن الدولة الدينية، وحد الردة، والإرهاب الفكري وعمل دولة داخل الدولة وموشح "الظلامية - الوهابية - البدوية - الصحراوية - الرجعية"... إلخ؟؟


ما هو موقف اليوم السابع والدستور والمصري اليوم وأون تى في و أو تى في والحياة ودريم والمحور وأوربيت وباقي شلة الغلمان والجواري الذين ينتشرون في الإعلام كانتشار الجراد، في مهمة صليبية قذرة هي إعلان ما تُسمى "الدولة القبطية" وطرد ما يسمونهم "العرب الغزاة" الذين جاءوا من "جزيرة المعيز"؟؟

وما هو موقف هذه الوسائل المسموعة والمقروءة والمرئية إن كانت جماعة إسلامية هي التي قامت باختطاف سيدة مسلمة بحجة أنها تنصّرت وأنه يتم عمل غسيل لمخها الذي تم غسله على يد النصارى؟؟

وحدها بلد المضحكات التي تتفرد بهذا المشهد العبثي الذي يثبت أننا نقيم في "لا دولة".. يقوم فيها زعيم عصابة إرهابي بخطف مواطنة، ويسرب لها أشرطة تنفى فيه إسلامها! وأعتقد أن مثل هذا الأمر لا يحدث في كولومبيا أو العراق، بل هناك تنظيمات إسلامية عراقية لديها أسس منها ألا تقوم باختطاف النساء.


تفرد شقيق ريا وسكينة بهذا الأمر في مصر.. يبدو وجهه المكفهر الأسود كشعلة من النيران.. يعطى أوامره لأسقف يعمل معه.. لازم الست دي ترجع !.. وعلى الفور يكون الأسقف يخرج الموبايل ليحدث جهة غامضة: سيدنا بيقولكم اتحركوا.. تبدأ الأتوبيسات تذهب إلى بيوت القطعان المغيبة عن الوعي، التي تتقافز داخل الأتوبيسات بدافع سلطان الكهنوت المرعب الذي يوجب السمع والطاعة في الحال.. وتبدأ فرق الكشافة الموجودة في محافظات الصعيد، بتوزيع الساندويتشات وعلب المياه الغازية، على القطعان التي لا تعرف سوى "المسلمين خطفوا مرات أبونا"! وتنزل القطعان في الكاتدرائية، لتسب الإسلام وتشتم الرئيس وتطالب باستعادة "مرات أبونا" و "يا جمال قول للريس.. خطف بناتنا مش كويس"! وبالفعل لا ترجع القطعان لبيوتها إلا بعد أن يخرج الأسقف الموتور ليقول لهم أن "مرات أبونا" رجعت، وبنعمل لها غسيل لغسيل المخ الذي تم عمله لها!


شنودة استحلى الخطف.. بهذا السيناريو الذي كرره كثيرا حتى تسلم العديد من الفتيات والسيدات اللائي دخلن السلخانة الأرثوذكسية ولم يخرجن منها حتى الآن.. شنودة يعتقد أنه سيظل يتحرك بعقلية ريّا وسكينة دون أن يتصدى له أحد ويطالبه بالكف عن عبثه وإرهابه وإجرامه.. فالموضوع الآن انتقل إلى الجماهير المحتقنة الغاضبة التي إن انفلتت ستأكل الأخضر واليابس، ووقتها لن ينفع شنودة "أقباط المهجر" ولا "أمريكا" ولا أعضاء الكونجرس ولا منظمة إيباك الصهيونية التي تسعى لإقامة وطن صليبي في جنوب مصر، يمكن إسرائيل من السيطرة على العالم العربي..

إن ثمة خطر حقيقي صار يشعر به النظام، بل إن هناك أجنحة داخل النظام غاضبة بشدة مما يفعله شنودة، لأن ما يفعله سيثير قلاقل شديدة في البلد، فاستفزاز الأغلبية وخروجها عن السيطرة يؤدى إلى نتائج كارثية، وهذه الأجنحة غاضبة من الجناح الذي يدلل شنودة وينفذ أوامره حتى صار دولة داخل الدولة لا يسرى عليه قانون أو دستور، وصارت تحذر من عواقب السكوت على إرهاب شنودة وإجرامه وأنه بذلك قد يجر البلد لحرب طائفية لا يعمل نتائجها إلا الله.


إن المطلوب الآن نزعاً لفتيل الفتنة التي أشعلها شقيق ريا وسكينة هي، سرعة تعيين بطريرك جديد للأقباط الأرثوذكس يسعى جاهداً لإزالة الاحتقان، وإخضاع الأديرة والكنائس للتفتيش الصحي والأمني والقضائي، ومراقبة الأموال التي تدخل للكنيسة ومعرفة مصدرها ومصيرها، ومصادرة كل الأسلحة والذخائر الموجودة بالكنائس.. وما السفينة المحملة بالمتفجرات التي جلبها نجل وكيل مطرانية بورسعيد من إسرائيل وصادرها الأمن عنا ببعيد.

يا عقلاء بلدنا: اعزلوا شنودة وحاكموه.. فهذا هو الدمل الطائفي المليء بالقيح والصديد، ويكاد يفجر البلد برعونته واستهتاره بأمن البلاد.

 

المصدر: محمود القاعود - المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير