مقاطع دعوية منوعة - المجموعة 84

منذ 2016-11-05

لعظم شأن الصّلاة فإنّها هي الوحيدة التي فُرضت من فوق سبع سماوات، وهي أول ما يحاسب عنه المرء يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل.

حين يتوهم أهل الدنيا أن اللذة والنعيم في الأموال والنساء وفي البيت الجميل والفراش الوثير، فإن جنة المؤمن في محرابه، ولذته في مناجاته لربه سبحانه وتعالى.

قيل لابن المبارك: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا!، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس ورضا الخلق!.

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل» (رواه مسلم: 1163)

اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوقَ قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير {ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن: 9]، { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ} [الفرقان: 27]. ابن القيم

                                 أيا لاهياً في غمرة الجهل والهوى *** صريعاً على فرش الرّدى يتقلب

                                       ستعلم يوم الحشر أي تجارةٍ *** أضعت إذا تلك الموازين تُنصب

لعظم شأن الصّلاة فإنّها هي الوحيدة التي فُرضت من فوق سبع سماوات، وهي أول ما يحاسب عنه المرء يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل.

ورد في السير عند ابن هشام وغيره أن النبي  صلى الله عليه وسلم: وقف قبل معركة أحد يعلن الحرب، ويتحدث للناس ويشاورهم: أنقاتل في المدينة أم نخرج خارج المدينة؟ فقال كبار الناس: يا رسول الله! دعنا نقاتل هنا، فقام شاب من بني سالم، ققال: يا رسول الله! لا تحرمني دخول الجنة، فو الله الذي لا إله إلا هو! لأدخلن الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام وهو يتبسم: «بم تدخل الجنة؟ هل يحلف على الله أحد؟! هل يقسم على الله فرد من الناس؟!» قال: بخصلتين، قال: ما هما؟ قال: إني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف، قال عليه الصلاة والسلام: «إن تصدق الله يصدقك» ، وبدأت المعركة ودارت رحاها وأتى الصادق فصدق الله فقتل، ومرّ عليه الصلاة والسلام  على البواسل من الجنود فوجد هذا فأخذ يمسح التراب عن جبينه وتدمع عيناه صلى الله عليه وسلم ويقول: «صدقت الله فصدقك الله». سيرة ابن هشام (٢// ٦٩)

هكذا كان أصحابه صلى الله عليه وسلم يحبونه ويقدمون لأجل هذا الحب الوقت والجهد والمال والنفس، لذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبهم وعدم التعرض لهم بالسب والشتم وعدم القدح في إيمانهم وعدالتهم وهم بشر يخطئون ويصيبون ولكن حسناتهم لكثرتها وفضلهم وسبقهم للإسلام وتضحيتهم وجهادهم مع رسول الله وغيرها من الأعمال، قد شفع لهم ما ظهر منهم من الهفوات والزلات.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 1,412
المقال السابق
المجموعة 81
المقال التالي
المجموعة85

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً