مع القرآن - "وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ"

منذ 2016-12-02

لو عاقبنا سبحانه أولاً بأول وبادرنا بمقابل كلماتنا وأفعالنا وما يعترينا من سوء باطنٍ أو ظاهر، لهلكنا وما ذقنا خيراً

لو عاقبنا سبحانه أولاً بأول وبادرنا بمقابل كلماتنا وأفعالنا وما يعترينا من سوء باطنٍ أو ظاهر، لهلكنا وما ذقنا خيراً بسبب مانرتكب من آثام ولكنه حليمٌ حكيمٌ رحيمٌ بعباده سبحانه يمهلنا ولا يهملنا، ويعفو عن كثير من حقوقه، فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة.
قال تعالى:
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}   [يونس: 11] .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا من لطفه وإحسانه بعباده، أنه لو عجل لهم الشر إذا أتوا بأسبابه، وبادرهم بالعقوبة على ذلك، كما يعجل لهم الخير إذا أتوا بأسبابه {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي: لمحقتهم العقوبة، ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم، ويعفو عن كثير من حقوقه، فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة.
ويدخل في هذا، أن العبد إذا غضب على أولاده أو أهله أو ماله، ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا، ولأضره ذلك غاية الضرر، ولكنه تعالى حليمٌ حكيم.
وقوله: {فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} أي: لا يؤمنون بالآخرة، فلذلك لا يستعدون لها، ولا يعلمون ما ينجيهم من عذاب الله، {فِي طُغْيَانِهِمْ} أي: باطلهم، الذي جاوزوا به الحق والحد.
{يَعْمَهُونَ} يترددون حائرين، لا يهتدون السبيل، ولا يوفقون لأقوم دليل، وذلك عقوبةٌ لهم على ظلمهم، وكفرهم بآيات الله.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 3,263
المقال السابق
مرور
المقال التالي
لسنا بأفضل ممن سبقونا إذا ظلمنا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً