مفاهيم مهمة.. حول الشريعة والأمة(3)

منذ 2016-12-02

إن قدر الشريعة في قلوبنا، تعكسه أقدارنا وأوضاعنا، فكلما عظم ذاك، زاد ذاك

قدْر الشريعة ..وقَدَر الأمة؟!
● إذا كان كتاب الله المُنَزَل منه مُحكم ومُتشابه؛ فإن أهم موضوعات مُحكمِه: الشريعة بمعناها العام، الشامل للاعتقادات والتشريعات، وما تثمره من سلوكيات، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران جزء من الآية:7] نقل الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسيرها) المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويُعمَل به)، وهذا هو المحتوى الأكبر الذي تمثله الشريعة، وهو لذلك (أُم الكتاب) أي: معْظمه؛ كما قال الطبري.
● ولأن الشريعة التي أمرنا أن نؤمن بها، ونعمل بمقتضاها، وندافع عنها، ونجاهد في سبيل إعلاء شأنها؛ تمثل هذا القدر العظيم من القرآن العظيم ، فقد صارت هي الدين الذي يشمل العقائد والأحكام والسلوك، التي تتوزع على مراتب الدين المكونة من (الإيمان) بأركانه الستة، و(الإسلام) بأركانه الخمسة، و(الإحسان) الذي هو تحقيق الإخلاص فيهما، وهي هي شعب الإيمان الخمسة وسبعون التي أعلاها لا اله الا الله..وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
.
● لا عجب لهذا أن نرى لموضوع تحكيمها والتحاكم إليها في القرآن صدارتًا وبروزًا، حتى إن المادة المتعلقة بالحكم فقط بالشريعة وهي مادة (ح ك م) وردت في القرآن زهاء 210 موضعًا، فيما يقرب من نصف سور الكتاب العزيز، هذا بخلاف ما استُخدم من ألفاظ مُرادفة ومُقاربة لمادة ( حَكَمَ ) في مواضع أُخَر نحو (شَرَعَ - قَضَى- أَمَرَ- جَعَلَ)، ونحوها، بل كان موضوع الحكم بالشريعة والتحاكم إليها أحد الموضوعات الرئيسة لكثير من سورالقرآن.
● وقد ضمَّت آيات القرآن حديثًا آخر غير مباشر عن الحكم بها وتحكيمها، نجده مبثوثًا في قصصه، وموزعًا على أمثاله، ومضافًا إلى فواصل آياته، ومناسبات سوره، وبعض قراءاته. هذا في الثلث المتعلق بالأحكام فقط، وأما العقائد والسلوك فهما يشملان قدرًا أعظم وأكبر في حديث الوحي. لذلك لاينبغي تجاوز القرآن عند استمداد المفاهيم المهمة عن شريعة القرآن.
● وعندما نقول بضرورة التأصيل القرآني للمفاهيم المتعلقة بتحكيم الشريعة وموقعها من الإيمان والتوحيد، فإننا لا نغضّ – حاشا لله – من شأن السُّنة في ذلك، بل السُّنة هي السراج الذي يُنظر تحت ضوئه في كتاب الله. وكلام العلماء نفهم منه الكتاب والسنة معًا. كما قال الإمام الشافعي في كتابه الأم: جميع ما تقول الأمة شرحٌ للسُّنة، وجميع السُّنة شرح للقرآن.
لهذا كله نقول: إن قدر الشريعة في قلوبنا، تعكسه أقدارنا وأوضاعنا، فكلما عظم ذاك، زاد ذاك، وسيظل السلاح الأول والأقوى للمنافحة عن الشريعة والدفاع عنها ضد شبهات وطعنات خصومها وأعدائها من الكفار والمنافقين والملحدين هو القرآن نفسه الذي قال الله عنه {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان جزء من الآية:52]

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,711

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً