دورة علمية ميسرة - الحلقة (10): أركان الإيمان (3) الإيمان بالرسل

منذ 2017-01-26

الإيمان بالرسل يعني الإيمان بصدق كل من أرسلهم الله إلى أقوامهم إجمالاً والإيمان بصدق من قص علينا في القرآن وآخرهم محمداً صلى الله عليه وسلم واعتقاد عصمتهم ونزاهتهم في تبليغ دعوة الله

الإيمان بالرسل يعني الإيمان بصدق كل من أرسلهم الله إلى أقوامهم إجمالاً والإيمان بصدق من قص علينا في القرآن وآخرهم محمداً صلى الله عليه وسلم واعتقاد عصمتهم ونزاهتهم في تبليغ دعوة الله واجتماعهم على منهج واحد هو توحيد الله تعالى واجتناب كل ما ومن يعبد من دونه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36].

والواجب على كل مسلم اتباع آخر الرسل ونصيب هذه الأمة من المرسلين وهو أوفر نصيب. ولا يتحقق الاتباع والمحبة إلا بتطبيق ما شرعه الله في كتابه وفي سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق عن الهوى، وإنما هو وحي السماء وأمر الله أنزله على رسوله، فكان لزامًا على المسلمين اتباعه والدفاع عنه وعن سنته ومساعدة المبلغين لرسالته والوقوف أمام أي تشويه لشخصه أو تشويه لأزواجه أو صحابته والوقوف أمام أي طعن في سنته صلى الله عليه و سلم وأفضل دفاع عنه هو تطبيق سنته ونشرها.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعدد الأنبياء والمرسلين، ففي مسند الإمام أحمد عن ‏أبي ذر رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر ، جمًا غفيرًا» (تخريج مشكاة المصابيح:5669). ‏

وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر: «قلت يا رسول الله: كم وفّى عدة الأنبياء؟ قال: مائة ‏ألف، وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا» (السلسلة الصحيحة:6/359). والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح. ‏

وقد ورد ذكر خمسة وعشرين نبيًا ورسولًا في القرآن الكريم، ذكر منهم في سورة الأنعام ‏ثمانية عشر، والباقي في سور متفرقة، وهم: آدم، وهود وصالح، وشعيب، ‏وإدريس، وذو الكفل، ومحمد، صلى الله عليهم أجمعين. ‏

قال العلامة حافظ أحمد حكمي رحمه الله:

ما دليل الإيمان بالرسل؟

جـ: أدلته كثيرة من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} [النساء:150-152]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «آمنت بالله ورسله» (البخاري:6173).

س: ما معنى الإيمان بالرسل؟

جـ: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه، وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون، وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون، وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به، لم يكتموا، ولم يغيروا، ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفًا ولم ينقصوه، فهل على الرسل إلا البلاغ المبين وأنهم كلهم على الحق المبين، وأن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلًا، واتخذ محمدًا صلى الله عليه وسلم خليلًا وكلم موسى تكليمًا، ورفع إدريس مكانًا عليًا، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات.

س: هل اتفقت دعوة الرسل فيما يأمرون به وينهون عنه؟

جـ: اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها، وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة اعتقادًا وقولًا وعملًا، ويكفر بكل ما يعبد من دونه، وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يفرض على الآخرين، ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين، امتحانًا من الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملًا.

س: من هم أولو العزم من الرسل؟

جـ: هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم في موضعين من كتابه: الموضع الأول: في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} [الأحزاب:7]، الموضع الثاني: في سورة الشورى وهو قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى:13].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 5,164
المقال السابق
الحلقة (9): أركان الإيمان (2) الإيمان بالكتب
المقال التالي
الحلقة (11): أركان الإيمان (4) الإيمان باليوم الآخر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً