مع القرآن - "الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ"

منذ 2017-01-28

انتهى مكر الإخوة

انتهى مكر الإخوة، وأفلحوا في إبعاد البريء يوسف عن طريقهم، والله له تدبيرٌ آخر وفعلٌ أكبر ولطفٌ أقوى .... فتح له باب التمكين على خزائن مصر كما فتح له قلب عزيزها الذي لم يكن له ولدٌ فلما رأى بهاء يوسف وجلال مظهره وحسن خلقه قرر أن يعتبره ولده الذي لم ينجبه فآواه وأحسن وفادته وأكرمه أيما إكرام ليتوفر ليوسف أسباب نيل العلم والترقي فيه  في طمأنينة ودعة بعيداً عن أي مكر، حتى حاز ما حاز من العلم والمكانة.
والسؤال: أي تدبير أكبر وأقوى من تدبير الله ؟؟
إذا علمت الإجابة فعليك أن توقن أنك إذا مكر بك الماكرون أو حاول أن يغلبك من هو أقوى أو أكبر منك فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فقط كن من جنده وأهله وأولياءه.
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21] .
قال السعدي في تفسيره:  لما ذهب به السيارة إلى مصر وباعوه بها، فاشتراه عزيز مصر، فلما اشتراه، أعجب به، ووصى عليه امرأته وقال: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} أي: إما أن ينفعنا كنفع العبيد بأنواع الخدم، وإما أن نستمتع فيه استمتاعنا بأولادنا، ولعل ذلك أنه لم يكن لهما ولد، { {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ} أي: كما يسرنا له أن يشتريه عزيز مصر، ويكرمه هذا الإكرام، جعلنا هذا مقدمة لتمكينه في الأرض من هذا الطريق.
{وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ} إذا بقي لا شغل له ولا همَّ له سوى العلم صار ذلك من أسباب تعلمه علما كثيرا، من علم الأحكام، وعلم التعبير، وغير ذلك. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} أي: أمره تعالى نافذ، لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} فلذلك يجري منهم ويصدر ما يصدر، في مغالبة أحكام الله القدرية، وهم أعجز وأضعف من ذلك.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,679
المقال السابق
بداية رحلة التمكين
المقال التالي
اختبار يوسف الإجباري

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً