مع القرآن - لا تغتر بالغالبية العظمى

منذ 2017-02-08

تأمل كيف تحدث القرآن عن الأكثرية وكيف وجه الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعدم الاكتراث بهم أو تحمل الهموم بسبب إعراضهم

إلى كل من يغتر بتوجهات وآراء الجماهير ولا يؤمن إلا بإيمان الأغلبية، إلى كل من ينتظر دائماً توجه الأكثرية وعقيدتها حتى لو خالفت أمر الله.


تأمل كيف تحدث القرآن عن الأكثرية وكيف وجه الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعدم الاكتراث بهم أو تحمل الهموم بسبب إعراضهم :
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ* وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ * أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف: 104-107] .

قال السعدي في تفسيره: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} يتذكرون به ما ينفعهم ليفعلوه، وما يضرهم ليتركوه.
{وَكَأَيِّنْ} أي: وكم {مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا}  دالةٌ لهم على توحيد الله {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}


ومع هذا إن وجد منهم بعض الإيمان فلا {يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} فهم وإن أقروا بربوبية الله تعالى، وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور، فإنهم يشركون في ألوهية الله وتوحيده، فهؤلاء الذين وصلوا إلى هذه الحال لم يبق عليهم إلا أن يحل بهم العذاب، ويفجأهم العقاب وهم آمنون، ولهذا قال:
{أَفَأَمِنُوا} أي: الفاعلون لتلك الأفعال، المعرضون عن آيات الله {أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} أي: عذاب يغشاهم ويعمهم ويستأصلهم، {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} أي: فجأة { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي: فإنهم قد استوجبوا لذلك، فليتوبوا إلى الله، ويتركوا ما يكون سببا في عقابهم.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 650
المقال السابق
الأكثرية لا تُقيم للغيب وَزنًا
المقال التالي
سبيل الأنبياء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً