غربةٌ عن الإسلام

منذ 2017-02-10

إن في كل مجتمع نوعان من الناس: أراذل وسفهاء، وزبدة حكماء وأصحاب خبرة وقادة رأي.. هذه هي طبيعة المجتمعات البشرية.

(نعيد التذكير مختصرًا لأمرٍ حيويٍ ومهمٍ لأمتنا.. ومفسرًا لواقع اليوم)


إن في كل مجتمع نوعان من الناس: أراذل وسفهاء، وزبدة حكماء وأصحاب خبرة وقادة رأي.. هذه هي طبيعة المجتمعات البشرية.


وتقدُم السفهاء والأراذل أو الحكماء وأصحاب الرأي منوطٌ بطبيعة (الهوية القائمة وتحقيق المشاركة وعدم الإستبداد)، ولهذا كانت الهوية الإسلامية والحرية مدار تقدم أي الفريقين الأراذل أو الحكماء، هذا أو ذاك.. فإذا رفعت راية القومية والوطنية المتطرفة المنسلخة من الدين والمعادية له، رافقها الاستبداد، إذ إنها رايةٌ غريبةٌ على فطرة الناس لأنها تعادي دينهم، فأقل أحوال الناس أن تكون الوطنية متصالحةً مع الدين وجزءًا منه.
وإذا ترافقت الغربة عن الإسلام مع الاستبداد تراجع الحكماء وقدّم المجتمع طبّاليه وزمّاريه وسفهاءه ليكونوا أصحاب التوجيه وقادة الرأي! فرأيت منهم العجب وسمعت الخزعبلات وهاجمتك الكائنات السنسكريتية..!!
وإذا رُفعت راية الإسلام وتصالح عند الناس مفهوم الوطن كجزءٍ من الأمة الواحدة ومن أرض الإسلام ودياره، لم يكن الناس بحاجة الى استبداد، وإذا قام نظام يضمن لهم الحرية والمشاركة تم للمجتمع إمكانية بداية التقدم، والانعتاق من التبعية، وشحْذ همته وتجميع قواه ورصّ صفوفه ليستدرك ما فاته من علم وتكنولوجيا وحضارة بل وأخلاق حضارية ونظم واجبة الاتباع.


- كل محاولةٍ دون هذا مضمونة الفشل، وقد فشلت بلادنا ومجتمعاتنا على مدار قرن من الزمان منذ أن استلمها العلمانيون وسادت الوطنية المتطرفة والقومية الفارغة المدلول والأثر إذ إنها قطعت خط التقدم والاطّراد عندما عادت الإسلام وخاصمته، وترافقت معها نظم الاستبداد وساد التعذيب وعمّ القهر وشاعت المظالم، فمُلئت الأرض جورا وظلما بل وإباحية ورِدة، وسخرية من الدين واستهزاء بالشرائع، ومن هنا يضيع الهلكى ممن مات على نداء الطبالين والزمارين فكانت هلكة الآخرة بعد خسارة الدنيا..


من أجل هذا نتكلم عن الراية، ومن لم يعرف هذا لم يفهم مرامي الكلام ومراده.. والله الهادي والمرشد للخير، وهو العاصم سبحانه.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 1
  • 2
  • 2,459

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً