مع القرآن - "قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ"

منذ 2017-02-13

النادر من البشر من ينكر الخالق ولكن الأكثرية الساحقة تخرج عن طوعه وأمره وتعصيه بنعمه رغم اعترافهم بأنه وحده من خلقهم ووحده من سيبعثهم ويسألهم.

النادر من البشر من ينكر الخالق ولكن الأكثرية الساحقة تخرج عن طوعه وأمره وتعصيه بنعمه رغم اعترافهم بأنه وحده من خلقهم ووحده من سيبعثهم ويسألهم.

يعطيهم فيشكروا غيره ويكرمهم بما يصلح شأنهم من رسالات ورسل  فيبحثوا لهم عن قائد سواه يقودهم في دنياهم وعن منهج غيره يسيرون خلفه والقليل من خلقه من اعترف بتوحيده وأعطاه حقه من العبادة والطاعة والاتباع والدعوة لرسالاته وتوقير رسله والحياة بمنهجه.

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}  [الرعد: 16].


قال السعدي في تفسيره :

أي: قل لهؤلاء المشركين به أوثانا وأندادا يحبونها كما يحبون الله، ويبذلون لها أنواع التقربات والعبادات: أفتاهت عقولكم حتى اتخذتم من دونه أولياء تتولونهم بالعبادة وليسوا بأهل لذلك؟
فإنهم {لا يَمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا} وتتركون ولاية من هو كامل الأسماء والصفات، المالك للأحياء والأموات، الذي بيده الخلق والتدبير والنفع والضر؟
فما تستوي عبادة الله وحده، وعبادة المشركين به، كما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظلمات والنور.
فإن كان عندهم شك واشتباه، وجعلوا له شركاء زعموا أنهم خلقوا كخلقه وفعلوا كفعله، فأزلْ عنهم هذا الاشتباه واللبس بالبرهان الدال على توحد الإله بالوحدانية، فقل لهم: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فإنه من المحال أن يخلق شيء من الأشياء نفسه.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 864
المقال السابق
"وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ"
المقال التالي
"سَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا"

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً