لو عجزت..

فلو عجزت عن تقديم شيءٍ لهم فشاركهم بمواساة بنفسك، ولو أن تتوضأ بماءٍ بارد في فجر الشتاء ولياليه الشديدة، تصدق عنهم واستغفر لك ولهم واضرع إلى ربك كثيرًا، واعلم أن أسراك الذين أُسروا من أجل دينك وبلادك وأمتك، وأن اللاجيء في سوريا وخارجها، والمشردين في الموصل والفلوجة والمهدوم بيوتهم في القدس والضفة، وأن فقراء المسلمين ومن لا يملك مأوى، والمطرودين في بورما.. كل هؤلاء لا يملكون أن يسخنوا ماء كما تسخن وأن يستدفئوا على الفراش كما تفعل، وأن ينوّعوا الطعام كما تنوّع وتتأفف و(تتأمر) وتتذمر!.

تذكّرهم ولا تنساهم، واسِهم بنفسك إن لم تستطع بما هو أكثر.. واسأل نفسك كثيرًا؛ ماذا لو تغيرت الأقدار والظروف؟!.

وتطلع إلى الله أن تتغير الأقدار والظروف بالخروج من هذه الغمة وأن تنقلب الأمور على أعدائه ويأتي وعده المتكرر {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [المجادلة جزء من الآية: 5] {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} [المجادلة: 20].

لا تنسَ جزءًا منك يبرد ويتألم ويُحرم، ويعاني ويخاف، لا تنسَ من خرج لك وقضيته أنت، فليكن هو اليوم قضيتك فقد كان يجب أن يكون هو قضية الجميع، قضية وطن بأكمله، وأمة بأسرها

ضعهم في قلبك، في مقلة عينيك، لا تتوه عنهم ولا تنغلق على تفاصيل الحياة وإلا كانت جريمة ذبحٍ لهم بعد ذبح وقتلٍ لهم بعد قتل..
تذكر (إنهم منك قطعة، أنت منهم، وهُدانا تواصل الأرحام) والإسلام رحمٌ واصلة للجميع.. فاللهم فرِّج الكرب عن الإسلام وأهله..
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام