أسس المعرفة والإنحراف الفكري

منذ 2011-01-20

عدم الاتزان في مفاهيم وتصورات أفراد الشعب المصري فيما يتعلق بقضاياهم المختلفة، وعدم القدرة على تكوين تصور قوي وواضح وتوجه معين نحو أي قضية من هذه القضايا سواء كانت خاصة أو عامة. وذلك إما بسبب فساد المفاهيم ، أو السلبية واللا مبالاة ....



لا يسع أحداً ممن يتابع التصريحات الإعلامية والحكومية والآراء الشعبية على كافة مستويات الجميع كل على حدة، سواء كانت هذه التصريحات والآراء مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في مصر منذ حوالي شهر يوليو الماضي إلى الآن، والتي يمكن اختزال الإدراك العام لها وتحليل الوعي الجماهيري بأبعادها في ردود الأفعال التي ظهرت بعد أحداث تفجير الأسكندرية، وفيما يتعلق بقضية مقتل الأخ السيد بلال رحمه الله أثناء إجراء التحقيقات معه على خلفية أحداث التفجير بدون إدانة من أي نوع، ليستدل المتابع لذلك كله على مدى الخلل والعطب الذي أصاب "الجميع" بلا استثناء في مجال التصورات والمفاهيم والآراء والسلوك، بدءاً من آليات الإدراك والفهم مروراً بالقدرة على التحليل العقلي للمقدمات والنتائج وانتهاءً بتكوين التصورات وإبداء الآراء وإصدار القرارات كلاً على حسبه.

فلم يسلم أحد من التخبط الذي يبيّن نقصاً شديداً في مجال المعرفة وعدم القدرة على التعامل مع الأوضاع المختلفة والقضايا الكارثية لأسباب سيتم توضيحها أثناء البحث وبيان كيفية معالجتها بإذن الله.


فيظهر لنا في خلال كل ذلك ما يلي:

الأمر الأول:

عدم الإتزان في مفاهيم وتصورات أفراد الشعب المصري فيما يتعلق بقضاياهم المختلفة، وعدم القدرة على تكوين تصور قوي وواضح وتوجه معين نحو أي قضية من هذه القضايا سواء كانت خاصة أو عامة. وذلك إما بسبب فساد المفاهيم ابتداءاً من جهة، أو السلبية واللا مبالاة تجاه هذه القضايا وكيفية التعامل معها من جهة أخرى، أو بسبب الاثنين معاً.

أما بالنسبة لفساد المفاهيم فمن أهم أسبابه حصر مصادر التلقي المعلوماتية في وسائل الإعلام (الصحف والمجلات والإذاعة والتلفاز وغيرها)، وتكوين الآراء والتوجهات فيما يخص أي قضية، عامة أو خاصة، فقط من المواد التي يتم عرضها على المشاهد أو القارئ أو المستمع من خلال هذه الوسائل، والتي في أغلب الأحيان يتم توجيهها لتصُبّ في مصلحة المنتفعين من بقاء قيم الفساد في المجتمع ككل، ومن إبقاء أغلب الشعب المصري في حالة من الغفلة والتغييب عن قيمهم وقضاياهم الحقيقية وقدرتهم على التفاعل الإيجابي تجاهها، مما يكفل إما إزالة المشاكل أو حلها أو حتى طرح حلول منطقية تدل على وعي بالأبعاد المختلفة لأي قضية يتم مناقشتها.

ليس ذلك فقط بل وإفساد القدرة على الإدراك والتمييز بين المصالح والمفاسد جملة وتفصيلاً، حتى أصبح ذلك الأمر من الأمور التي بسببها عجز الكثيرون عن اتخاذ أي نوع من أنواع القرارات السليمة -إلا نادراً- حتى فيما يتعلق بحياتهم الخاصة أو من هم تحت مسؤولياتهم.

فأصبح الجميع يصبُّ بتصوراته ومفاهيمه واعتباراته بل وقراراته الشخصية في مصلحة المنتفعين من الفساد العام.


إن فساد مصادر التلقي في مجال المعرفة الإنسانية من أول أسباب فساد ما يـُبنى على هذه المعرفة الفاسدة من تصورات ومعايير وما يتبع ذلك من فساد في الآراء والسلوكيات والقرارات، خاصة مع انتشار ما يسمى بالثقافة الاستهلاكية والتي ينشأ فيها جميع أفراد المجتمع على الطمع والجشع وحب الكماليات والرغبة في الكسب السريع والكسل والأنانية وحب الذات وعدم مراعاة مشاكل الآخرين أو مشاعرهم.

فإذا كان الأمر كذلك فلا تجد منهم من يتكبد العناء ليتحرّى عن دقة معلومة أو صحة خبر طلباً لإحقاق حق أو إبطال باطل. وأن من يتكبد شيئاً من ذلك من العامة إنما يكون ذلك منه نوعاً من أنواع الاستجمام العقلي أو الترف المعرفي على اختلاف بينهم في درجاته لا أكثر ولا أقل، وكنوع من أنواع محاولة تقدير الذات خاصة مع الإحساس المستمر بالذل والهوان مع الأوضاع المتردية في البلاد في جميع المجالات، مع عدم القدرة على تحقيق المتطلبات المعيشية بطريقة تتحقق معها الكرامة الإنسانية فضلاً عن غيرها من طلب الكماليات والمطامع الشخصية لدى الكثيرين.


وهذه المرحلة من مراحل التعامل مع مصادر المعلومات والمعرفة ككل تكون بسبب ضعف وفساد في القيم المجتمعية، ناتج عن التعرض المستمر لما يناقضها من قيم فاسدة يتم عرضها "للمستهلك" بطريقة جذابة ومبهرة للغاية، لينتهي الأمر باستبدال القيم والفضائل بذلك النقيض الجذاب، مع ضعف المانع لدى العامة من الاستجابة لقيم الباطل، وإتـّباع الأغلب لشهواتهم وطلباتهم الشخصية بغض النظر عن الحق منها أو الباطل.

فوسائل الإعلام من الطرق التي يتم توجيه الرأي العام بها في أي اتجاه يريده القائمين عليها، فهي تقدم مجموعة من المعلومات في صورة إما إلقائية توفر رأياً واحداً تجاه القضية التي يتم مناقشتها من خلال طريقة العرض والإلقاء، أو حوارية توفر العديد من الآراء المختلفة نحو أمر ما، ومن خلال قدرة صاحب كل رأي على توضيح رأيه وحسن عرضه يتم ضمناً تكوين التوجه العام.
ثم ينتقي منها المتلقي ما يظنه منطقياً أو يتلقاها على عواهنها بدون تدبر أو تحليل ويعتبرها من الأصول المعرفية، ثم يبدأ في استخدامها كأصل ومرجع للحكم على القضايا الأخرى وبناء التصورات فيما يخص الأمور الفرعية العارضة له في نواحي الحياة المختلفة، سواء الاجتماعية أو الأخلاقية أو السياسية أو حتى الدينية.


لقد ظهر جليـّاً من خلال هذه الأحداث مدى التبعية الفكرية التي يعاني منها الشعب المصري وعدم مقدرته على الإنفراد بتكوين آراء سليمة وتوجهات صحيحة حول أي قضية من القضايا بدون أن يكون في هذه الإستقلالية نوع من أنواع الانحراف الفكري، وذلك إذا ما تم عرض هذه الآراء على قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء:59]

وذلك سببه -من وجهة نظري- الجهل بأبعاد الهوية الثقافية للمجتمع المصري، فهو لا يعلم هل هو مصري الهوية أم مسلم أم عربي أم قبطي مسيحي أم شرق أوسطي أم أفريقي أو غيره. ولو كان منهم من قام بالاختيار فالأغلب منهم قد تم توجيهه لاختيار ما فيه مصلحة المنتفعين من تغليب انتماء الأغلبية لهذه الهوية بالذات عن الانتماء لتلك.

وإلا فأغلب من يسمون أنفسهم بالشباب المستنير الواعي بقضايا بلاده والمتفاعل مع المجتمع من حوله لا يعلم يقيناً لماذا هذه الهوية أفضل من تلك، ولا يستطيع أن يقف دقائق راسخ القدمين على أرضية ذات منهجية علمية تقوم على الموضوعية والإنصاف وطلب الحق، وإلا فمعظم من قابلناهم إما يجهلون الكثير عما ينتمون إليه ابتداء فضلاً عن غيره، وإما متعصبين له بلا دراية تامة -أو حتى ناقصة- بأبعاده وكفى الله المؤمنين القتال.

فهؤلاء نتاج طبيعي لمثل هذه الوحدوية في مصادر التلقي والتغييب عن مصادر المعرفة الحقيقية بل ومعاني الحق والباطل والحقائق الكونية من حولهم، فهم مغيبون عن الفهم السليم وعن المصادر المعلوماتية الحقيقية وعن القدرة على إدراك الحقائق، فإذا ما هم عاينوها حتى بأنفسهم تجدهم يرفضونها لما امتلأت به عقولهم من شبهات وأفكار غريبة لا يستطيعون حتى هم أنفسهم أن يدافعوا عنها، اللهم إلا باعتبارها جزءاً من كيانهم، فيكون دفاعهم عنها دفاعاً عن وجودهم وليس دفاعاً عن حق هم على يقين منه.

وآراء من أطلقوا على أنفسهم لقب "النخبة" ممن ادّعوا الثقافة والإلمام بالمعارف الإنسانية المختلفة، والموضوعية "العلمية" والقدرة المطلقة على معرفة الحقيقة، كانت هذه الآراء أقرب ما تكون إلى تزلفات فجّة لأصحاب السلطة أو طلباً للشهرة أو تصفية حسابات مع من خالفهم فكرياً وأظهر عوار دعواتهم المنحرفة، ممن لم يستطيعوا أن يدحضوا حججهم بالحجة والبرهان من المتدينين و"أصحاب اللحى" و"المتطرفين" و"الوهابية" و"التكفيريين" و"الظلاميين" ... إلى آخر هذه التهم المعلبة التي يخرجون بها في كل مناسبة سانحة تسمح لهم بإطفاء غليلهم وإظهار حنقهم على الإسلام وأهله.

وإلا فلا يعلم هؤلاء الحقيقة في ذات الأمر عمّا تدل عليه أيّ من هذه "المصطلحات الدعائية" التي يستخدمونها، والتي تنم عن جهل صارخ بمدلولاتها من جهة أو عن تضليل متعمد للجماهير من جهة أخرى.

وسنفرد بإذن الله مقالاً لبيان اللبس في استخدام هذه المصطلحات وبيان مدلولاتها من أدبيات المتهمين بها حتى يتبين الحق لطالبه، وحتى لا يسخر منا أحد لكوننا لا نزال نستخدم مثل هذه المصطلحات المضللة!

فبدأوا يشنعون عليهم ويتهمونهم بتـُهم لا تثبت على أرضية علمية مستغلين بذلك مكاناتهم الثقافية والفكرية المدّعاة أو آليات الإعلام المسخرة لهم، متاجرين بكوارث المجتمع غير طالبين لحق أحد ولا إصلاح شيء مما فسد.


الأمر الثاني:

التقصير الواضح ممن أصابهم هذا العطب الفكري من المخلصين من أبناء هذا الشعب في تحرّي الحق وإصابة المصادر الموثوقة التي تعينهم حتى على إصلاح تصوراتهم ومعاييرهم التي بها يقومون باتخاذ القرارات السليمة في أي أمر عارض، وبالتالي إرضاء الله تعالى فيما يقومون به من سلوك تم بناؤه على هذه المعايير والقيم.

فهؤلاء تناسوا أو انشغلوا عن كتاب ربهم الذي يصدقون بأنه من عند الله الذي يـُخرج الخبء في السماوات والأرض، الحكيم العليم، الرحمن الرحيم، وإلا فكيف يوفر الله الرحمن الرحيم لعباده ما يقيمون به أجسادهم الفانية ولا يبين لهم فيما أرسل به رسوله إليهم ما يقيم بهم أرواحهم وتصوراتهم عما غاب عن حسهم من حقائق الكون من حولهم، والذي أخبر أن تصديقه وإتباعه فيه إقامة لحياتهم الباقية؟


إن من يظن ذلك بالله تعالى فلازمه أن الله لم يرسل إلى عباده ما فيه هدايتهم أو أرسله ولم يبيـّنه لهم أو بيـّنه وليسوا هم بقادرين على اتباعه والامتثال له، وكل ذلك باطل لقوله تعالى:

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15]

فكيف يعذب عباده بما لا يمكنهم فهمه أو حتى إتباع ما فيه لأي مانع من موانع الإتباع سواء عدم فهم المراد أو عدم القدرة على الامتثال.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59]

{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف:111]

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]

فمن مقتضيات الهداية أن يكون ما به تكون الهداية مقدوراً على فهم المراد منه ابتداءً ثم مقدوراً على الامتثال لما فيه، سواء في مجال التصورات والمعتقدات أو في مجال السلوكيات والمعاملات.


هذا إجمالاً يفيد أن السبب في بقاء حالة الفساد المعرفي في أفراد المجتمع "المسلم" هو إعراضه عن تكوين تصوراته ومفاهيمه ومعاييره من كتاب الله الذي هو الحق المبين:

{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء:192-195]

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2]

{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف:3]

لأنه كما قررنا لا يمكن أن تكون هذه التصورات إلا محكمات واضحات غير منسوخات، خاصة إذا ارتبط بعدم الامتثال بها أو البناء عليها عقوبة في الدنيا والآخرة:

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15]



ختاماً: يجب أن يعلم المسلم أن نجاته هو أن يعْبُر هذه الدار مستمسكاً بكونه مسلماً، وهذا يتضمن علمه اليقيني بما يجعله كذلك من التصورات والمفاهيم والإعتقادات، وعلمه بما به يتحقق ذلك من الأفعال والأقوال، ويقينه بما به يرضى عنه ربه فإذا لقيه أثابه ولم يعاقبه.

ولا يكون شيء من ذلك كله إلا من كتاب الله وما بيـّنه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم من السنة الصحيحة.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بزمان تكثر فيه الفتن المضلة ويُـلبـَّس الباطل بالحق ويختلط الأمر على الناس، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً. أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً. يبيع دينه بعرض من الدنيا. »

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ، ويخون الأمين ، ويؤتمن الخائن ، ويهلك الوعول ، وتظهر التحوت . قالوا : يا رسول الله ! وما الوعول وما التحوت ؟ قال : الوعول : وجوه الناس وأشرافهم ، والتحوت : الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم. » أخرجه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن عبد البر في جامع العلوم من حديث العرباض بن سارية ما منه: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور.»

فهلا لازمنا كتاب ربنا وسنة نبينا قراءةً وفهماً وعلماً وعملاً حتى يرفع الله ما نحن فيه من الغـُمّة؟

ولنذكر قول الله تعالى:
{إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].


كريم القزق

11 - صفر - 1432 هـ
15 - يناير - 2011 م

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 11,970

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً