مع القرآن - أمر الله أتى

منذ 2017-03-12

هذا توحيده وهذا الذي أرسل من أجله الرسل و نزلت الملائكة تحمل لأهل الأرض ما تحيا به أرواحهم ولا نجاة ولا حياة حقيقية لتلك الأرواح إلا بمنهج الله وكلماته، فالزم التقوى تسلك سبيل السلامة.

بينما يغط ابن آدم في نومه ونسيانه للقاء محتوم يقابل فيه الجبار جل وعلا، يتحدث الرب جل جلاله عن هذا اللقاء بصفة الماضي تأكيداً على اقترابه وحدوثه.

أين الجابرون وأين المتكبرون وأين الساهون اللاعبون من هذا الموعد المحتوم.

سبحان الله وتعالى عن كل شرك أو نقص ينسبه إليه عبيده المعاندون، لا شريك لله في أمره وطاعته وعبادته وحكمه، ليس له ندٌ ولا ظهير ولا شريك من الملائكة أو الرسل أو الأولياء، فلا يصرف الدعاء والشكر وجميل الفعال إلا له وحده، ولا منهج يجب أن يحيا به البشر إلا رسالته، ولا طاعة مطلقة إلا له سبحانه، وكل طاعة لغيره مقيدة برضاه فلا طاعة لغيره في معصيته .

هذا توحيده وهذا الذي أرسل من أجله الرسل و نزلت الملائكة تحمل لأهل الأرض ما تحيا به أرواحهم ولا نجاة ولا حياة حقيقية لتلك الأرواح إلا بمنهج الله وكلماته، فالزم التقوى تسلك سبيل السلامة.

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل: 1 - 2].

قال السعدي في تفسيره : يقول تعالى -مقربًا لما وعد به محققًا لوقوعه- {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} فإنه آت قريب، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} من نسبة الشريك والولد والصاحبة والكفء وغير ذلك مما نسبه إليه المشركون مما لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله، ولما نزه نفسه عما وصفه به أعداؤه ذكر الوحي الذي ينزله على أنبيائه، مما يجب اتباعه في ذكر ما ينسب لله، من صفات الكمال فقال: {يُنزلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} أي: بالوحي الذي به حياة الأرواح {عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} ممن يعلمه صالحا، لتحمل رسالته.

وزبدة دعوة الرسل كلهم ومدارها على قوله: {أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ} أي: على معرفة الله تعالى وتوحده في صفات العظمة التي هي صفات الألوهية وعبادته وحده لا شريك له فهي التي أنزل الله بها كتبه وأرسل رسله، وجعل الشرائع كلها تدعو إليها، وتحث وتجاهد من حاربها وقام بضدها.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,151
المقال السابق
سبيل الله أم السُبل الجائرة؟!!!!
المقال التالي
سخر لك الجميع لتعبد لا لتشرك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً