رسالة إلى أهل مصر

سعد بن ناصر الشثري

من تلك الإجراءات أن يقوم أهل الخير والصلاح بوضع نوبات لحراسة
الأحياء والقرى كل في بلده وهذا من أعظم الأعمال الصالحة أجرا وثوابا

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

 رسالة الشيخ د.سعد بن ناصر الشثري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :

فإن المؤمنين في كل بقاع الأرض قلقون تجاه الأحداث التي تجري في بلدنا مصر وما يحدث لإخواننا وابنائنا هناك لما تمثله هذه البلاد من أهمية بالغة عند المسلمين قاطبة ولذلك فإني أوصي الجميع بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات المؤدية لحفظ الأمن لتسلم الدماء والأعراض والأموال العامة والممتلكات الخاصة كما قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ) و ( لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما )

ومن تلك الإجراءات أن يقوم أهل الخير والصلاح بوضع نوبات لحراسة الأحياء والقرى كل في بلده وهذا من أعظم الأعمال الصالحة أجرا وثوابا لتحمى البلد من المخربين وأهل الإجرام قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما ومظلوما) ثم فسر نصرة الظالم بحجزه ومنعه من الظلم ، ولئن كان أخذ أموال الآخرين ظلما شديد الإثم فإن ذلك يتضاعف إثمه في مثل هذه الأيام لما يترتب عليه من انفلات الأمن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) إن الممتلكات العامة ملك للأمة كلها وليعلم رجال الأمن أن مهمتهم الأساسية هي حفظ الأمن لتسلم الأرواح والأموال فعليهم أن يقوموا بهذه المهمة وأن لا يفرطوا فيها يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )

إن الأمن واجتماع الكلمة نعم من الله يجب على الجميع شكر الله عليها بحفظها ، ولا يستفيد من تفرق الكلمة إلا عدو الأمة ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )، كما أوصي العلماء وطلبة العلم بأن يكونوا موجهين إلى الخير حافظين للأمن قدوة في ذلك وعليهم تذكير الناس بضرورة التوجه لله والتضرع بين يديه لإصلاح الوضع فإن أزمة الأمور بيده سبحانه وتعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) ،

وعلى الناس الرجوع للعلماء والصدور عن آرائهم كما قال تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) أي العلماء ،

كما أوصي الجميع بالتعاون على ما ينفع قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ومن ذلك بذل الصدقات والقيام بحاجات الآخرين

وعلى الجميع الاتصاف بما جاءت به الشريعة المباركة من أخلاق فاضلة وليعلم بأن المخرج من هذه الأزمات يكون بالرجوع إلى الله والاعتصام به وتحكيم شريعته ولا منقذ للأمة إلا ذلك ، ( ومن يتق الله يجعل مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) لقد جربت الأمة مناهج مختلفة مخالفة للشريعة فلم تجر عليها إلا الويلات إثر الويلات فإين المعتبر؟ والسعيد من وعظ بغيره اسأل الله أن يصلح أحوال الأمة وأن يحفظ مصر من كل سوء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .

المصدر: د.سعد بن ناصر الشثري