مع القرآن - احتجاج المشرك بالقدر

منذ 2017-03-15

نسي أو تناسي هؤلاء تلك البديهية العقلية التي نراها و نشعر بها من أنفسنا أن الله خلق لنا إرادة و ترك لنا حرية الاختيار و بين لنا طريق الحق و طريق الضلال

يحتج المعاند لشرع الله و رسالته  بالقدر و بأن الله لو شاء له الإيمان و الهداية لهداه .
التمسح بالقدر هو أحد  حجج المعاندين  و المستكبرين  عن الحق عبر التاريخ .
و نسي أو تناسي هؤلاء تلك البديهية العقلية التي نراها و نشعر بها من أنفسنا أن الله خلق لنا إرادة و ترك لنا حرية الاختيار و بين لنا طريق الحق و طريق الضلال فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .
ثم سيحاسب هذا و ذاك على اختياره , فمن نجح في الاختبار دخل الجنة و من رسب و عاند واستكبر فمصيره جهنم و أما كتابته للمقادير فهذه تتعلق بعلمه المسبق بما سيختاره العبد .
فأي احتجاج بالقدر و الله أمرهم ونهاهم ومكنهم من  القيام بما كلفهم وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم. 
{ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [ النحل 35 ] .
قال السعدي في تفسيره : أي: احتج المشركون على شركهم بمشيئة الله، وأن الله لو شاء ما أشركوا، ولا حرموا شيئا من الأنعام التي أحلها كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها من دونه، وهذه حجة باطلة، فإنها لو كانت حقا ما عاقب الله الذين من قبلهم حيث أشركوا به، فعاقبهم أشد العقاب. فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم، وليس قصدهم بذلك إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل، وإلا فعندهم علم أنه لا حجة لهم على الله.
فإن الله أمرهم ونهاهم ومكنهم من  القيام بما كلفهم وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم. فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من أبطل الباطل، هذا وكل أحد يعلم بالحس قدرة الإنسان على كل فعل يريده من غير أن ينازعه منازع، فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله وتكذيب الأمور العقلية والحسية، { فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ }  أي: البين الظاهر الذي يصل إلى القلوب، ولا يبقى لأحد على الله حجة، فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه، واحتجوا عليهم بالقدر، فليس للرسل من الأمر شيء، وإنما حسابهم على الله عز وجل.
أبو الهيثم
#مع_القرآن 

  • 1
  • 0
  • 2,430
المقال السابق
ماذا ينتظر المعاندون ؟
المقال التالي
اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً