مع القرآن - يجعلون لله ما يكرهون

منذ 2017-03-17

صرف العيب و النقص لله و لرسالة الله و صرف التقدير و الجلال لأنفسهم و لكلامهم و مناهجهم .

يلصقون بالله و رسالته ما لا يرضون أن يلصق بهم و هم عبيد و هو الملك سبحانه , و قد يتحججوا بأي حجة أو يتمسحوا بأي مسحة و المحصلة صرف العيب و النقص لله و لرسالة الله و صرف التقدير و الجلال لأنفسهم و لكلامهم و مناهجهم .
أمر ليس بجديد !!!!
{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ * تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ النحل 62 - 63]
قال السعدي في تفسيره : يخبر تعالى أن المشركين {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ }  من البنات، ومن الأوصاف القبيحة وهو الشرك بصرف شيء من العبادات إلى بعض المخلوقات التي هي عبيد لله، فكما أنهم يكرهون، ولا يرضون أن يكون عبيدهم -وهم مخلوقون من جنسهم- شركاء لهم فيما رزقهم الله فكيف يجعلون له شركاء من عبيده؟"
{ وَ}  هم مع هذه الإساءة العظيمة { تَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى }  أي: أن لهم الحالة الحسنة في الدنيا والآخرة، رد عليهم بقوله: { لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ }  مقدمون إليها ماكثون فيها غير خارجين منها أبدا.
بيَّن تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه ليس هو أول رسول كُذِّب فقال   { تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ } رسلا يدعونهم إلى التوحيد، { فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ }  فكذبوا الرسل، وزعموا أن ما هم عليه، هو الحق المنجي من كل مكروه وأن ما دعت إليه الرسل فهو بخلاف ذلك، فلما زين لهم الشيطان أعمالهم، صار وليهم في الدنيا، فأطاعوه واتبعوه وتولوه.
{ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا }   { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }  في الآخرة حيث تولوا عن ولاية الرحمن، ورضوا بولاية الشيطان فاستحقوا لذلك عذاب الهوان.
أبو الهيثم
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 1,627
المقال السابق
لو يؤاخنا بظلمنا لهلكنا
المقال التالي
المطر و اللبن و الثمار : آيات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً