مع القرآن - في كل طور من حياتك: أنت مختلف

منذ 2017-03-18

كل طور له سماته و خبراته و مقدراته الصحية و المالية و مسؤولياته و كذا تختلف الأعباء الملقاه على عاتق ابن آدم من طور إلى طور .

يمر الإنسان في حياته بأطوار متتالية ,و كل طور له اختباراته .
 لو تأمل كل منا ذاته لشعر أنه في كل طور من الأطوار شخص مختلف .
فشكلك و ثقافتك طفلاً تختلف عن شكلك و ثقافتك مراهقاً تختلف عن شكلك و تقافتك شاباً , تختلف عن شكلك و ثقافتك كهلاً قد قاربت الأربعين , تختلف عن شكلك و ثقافتك شيخاً قد جاوزت الأربعين .
كل طور له سماته و خبراته و مقدراته الصحية و المالية و مسؤولياته و كذا تختلف الأعباء الملقاه على عاتق ابن آدم من طور إلى طور .
حتى يصل القليل من البشر إلى عمر الشيخوخة المتأخرة التي يعود فيها إلى حالة هي أشبه ما تكون بحالة الضعف الأولى في مرحلة الطفولة حيث تضعف القوى مع خلل الذاكرة و الإدراك الكامل للأمور .
كل هذا ليعلم المرء أنه مهما بلغ فهو فقير إلى الله و سيظل هكذا حتى يلقاه .
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [ النحل 70] .
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى أنه الذي خلق العباد ونقلهم في الخلقة، طورا بعد طور، ثم بعد أن يستكملوا آجالهم يتوفاهم، ومنهم من يعمره حتى { يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ } أي: أخسه الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى الظاهرة والباطنة حتى العقل الذي هو جوهر الإنسان يزيد ضعفه حتى إنه ينسى ما كان يعلمه، ويصير عقله كعقل الطفل ولهذا قال: { لِكَيلا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }  أي: قد أحاط علمه وقدرته بجميع الأشياء ومن ذلك ما ينقل به الآدمي من أطوار الخلقة، خلقا بعد خلق كما قال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

  • 1
  • 0
  • 3,227
المقال السابق
من أوحى للنحل ؟
المقال التالي
ليس المالك كالعبيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً