روائع - بين يدي كتاب: من روائع ابن القيم الجوزي

منذ 2017-03-22

إن ابن قيم الجوزية رحمه الله كان عالمًا وإمامًا وسطيًا معتدلاً ذا علم واسع وبلاغة واسعة وتقوي وزهد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا.

 

أما بعد:

فإن ابن قيم الجوزية رحمه الله كان عالمًا وإمامًا وسطيًا معتدلاً ذا علم واسع وبلاغة واسعة وتقوي وزهد - نحسبه كذلك -، كما ستقرأ أخي القارئ في تعريفه بعد ذلك بإذن الله، وزاد على ذلك أيضًا أسلوبه الرائع الجذاب، وحسه وذوقه الذي يجذب به كل من يقرأ لهذا الإمام العلامة رحمه الله فإن كتبه رحمه الله مليئة بالروائع والدرر والفوائد، ثم إنك تشعر وأنت تقرأ بأنه يضع الحلول للمشكلة والدواء للداء ويصل إلى قلبك ويعالجه حتى قيل فيه: " طبيب القلوب ".

ولذا فقد جمعنا ما تيسر جمعه وترتيبه من روائع ودرر وفوائد للإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وعن طريق النقل فقط دون أي تصريف، وبالتوثيق باسم الكتاب ورقم الصفحة لكل فقرة.

 

وإنما أردنا بذلك عدة أمور:

أولا: فإن هذه الدرر والروائع مما تنفع العبد؛ لقصرها وبلاغتها واحتوائها على فوائد كثيرة، فنسأل الله أن ينفع من يقرأ ويعمل بها لأنه لا قيمة للعلم إلا بالعمل كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد: " لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين."(1).

 

ثانيا: إن مثل هذه الروائع لأئمة السلف من أفضل ما يستشهد به الخطباء والدعاة بل والعلماء، هذا بعد كلام الله وكلام النبي صلي الله عليه وسلم، ولهذا جعلنا ما تيسر جمعه في فصول حتى يسهل الوصول إذا أردت بعض كلامه في باب معين إن وجد بإذن الله.

 

ثالثا: للشباب وغير الشباب من الذين لهم أنشطة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أن يتداولوها وينشروها وهذا من باب: "الدال على خير كفاعله ".

 

رابعا: كثير منا لا يعرف عن ابن القيم إلا اسمه أو يعرف عنه فقط القليل بل إن بعضنا لا يفرق بينه وبين الإمام ابن الجوزي ولذلك ستجد في أول الكتاب تعريفا مختصرا عن ابن القيم رحمه الله يشمل اسمه، وسبب تسميته بابن القيم، ومولده، ومشايخه، وتلاميذه، وكتبه، وغير ذلك.

 

كما ننصحكم بالحرص على قراءة كتبه رحمه الله فإنها متوفرة والحرص على متابعة شرح كتبه من علمائنا الأفاضل وفقهم الله.

 

ونقول كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مقدمة كتاب (روضة المحبين ونزهة المشتاقين): " وهذه بضاعته تعرض عليك، وموليته تهدي إليك، فإن صادفت كفوءا كريما لها لن تعدم منه إمساكا بمعروف أو تسريحا بإحسان، وإن صادفت غيره فالله تعالي المستعان، وعليه التكلان. وقد رضي من مهرها بدعوة خالصة إن وافقت قبولا واستحسانا، وبرد جميل إن كان حظها احتقارا واستهجانا ". ونقول أيضا أنه ما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو زلل أو تقصير فمنا ومن الشيطان.

 

كما نسأل الله أن يتقبل هذا السعي وينفع به، ويجعله خالصا لوجهه، وأن يجعله في موازيننا وموازين والدينا، ويجعله صدقة جارية لنا ولوالدينا، وكل من أسهم فيه بأي شكل، ويغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

جمع وترتيب: أ. أحمد حجازي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفوائد، 31.

  • 26
  • 3
  • 30,043
 
المقال التالي
تعرف على ابن القيم (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً