مع القرآن - الصبر و الانتظار و الله الموعد

منذ 2017-04-01

{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل 126 - 128] .


تساؤلات و ردود في غاية الأهمية يمكنك الخروج بها من آخر آيات سورة النحل :
س - بدأك بالإساءة فماذا تفعل ؟
إن أردت رد الإساءة فلك ردها دون مزيد 
و إن ادخرت أجر الصبر للآخرة فهو الأفضل
س- دعوت و لم يستجب أحد , و أنكرت و لم يتغير الحال ماذا عساي فاعل  ؟؟؟
الصبر هو العلاج 
ثم اطرح عنك الحزن على من عاند و رفض الحق و لفظه 
و إن زاد الرفض إلى العداوة و العناد فلا تك في ضيق مما يمكرون فالله يرى و يسمع و سيقف الجميع أمامه يوماً و قد تملكهم  الخضوع .
س- عرفت طريق الحق و سلكته ثم وجدت نفسك إما وحدك أو حولك قليل ..فهل تملكك الحزن ؟؟
يكفيك يكفيك أن الله معك : {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} .
تأمل هذا النور الذي جمع كل تلك المعاني في أوجز بيان و أبلغه :
{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل 126 - 128] .
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى -مبيحا للعدل ونادبا للفضل والإحسان- { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ }  من أساء إليكم بالقول والفعل { فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } من غير زيادة منكم على ما أجراه معكم.
{ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ }  عن المعاقبة وعفوتم عن جرمهم { لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ }  من الاستيفاء وما عند الله خير لكم وأحسن عاقبة كما قال تعالى: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله }
ثم أمر رسوله بالصبر على دعوة الخلق إلى الله والاستعانة بالله على ذلك وعدم الاتكال على النفس فقال: { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ }  هو الذي يعينك عليه ويثبتك. { وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } إذا دعوتهم فلم تر منهم قبولا لدعوتك، فإن الحزن لا يجدي عليك شيئا. { وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ }  أي: شدة وحرج { مِمَّا يَمْكُرُونَ }  فإن مكرهم عائد إليهم وأنت من المتقين المحسنين.
والله مع المتقين المحسنين، بعونه وتوفيقه وتسديده، وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي، وأحسنوا في عبادة الله، بأن عبدوا الله كأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم، والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه.
أبو الهيثم
#مع_القرآن

  • 4
  • 0
  • 10,963
المقال السابق
كيف تكون الموعظة حسنة ؟
المقال التالي
الإسراء حقيقة ثابتة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً