مع القرآن - الإسراء حقيقة ثابتة

منذ 2017-04-01

في هذه الرحلة المباركة تسلية لقلب الرسول صلى الله عليه و سلم وسط تكذيب قريش و تمنعها عن قبول أمر الله فإذا بالملك جل جلاله يرفع رسوله و حبيبه صلى الله عليه و سلم إلى أعلى المراتب و يكرمه أعظم تكريم ليعلم محمد صلى الله عليه و سلم و يعلم أصحابه ثم أتباعه إلى يوم الدين أنهم و إن كان ليس لهم المكانة اللائقة بين أهل الأرض فمكانهم و مكانتهم في السماء محفوظة

أسرى سبحانه بنبيه صلى الله عليه و سلم (بالجسد و الروح سوياً ) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماوات العلى ليقابل الله تعالى في أعظم تكريم ملكي .
العجيب أن بعض أصحاب القلوب المريضة قد يهتزوا أمام تلك المعجزة بينما هم أنفسهم يستطيعون التنقل من مكة إلى القدس في أقل من ساعة بواسطة الطائرة و هم أنفسهم يرون سياحة رواد الفضاء في السماء الدنيا .
فإن كان الإنسان استطاع أن يفعل هذا فهل يعظم على الله فعله ؟؟؟!!!
و في هذه الرحلة المباركة تسلية لقلب الرسول صلى الله عليه و سلم وسط تكذيب قريش و تمنعها عن قبول أمر الله فإذا بالملك جل جلاله يرفع رسوله و حبيبه صلى الله عليه و سلم إلى أعلى المراتب و يكرمه أعظم تكريم ليعلم محمد صلى الله عليه و سلم و يعلم أصحابه ثم أتباعه إلى يوم الدين أنهم و إن كان ليس لهم المكانة اللائقة بين أهل الأرض فمكانهم و مكانتهم في السماء محفوظة إن هم ثبتوا و استمروا على إيمانهم الصادق و عملهم في خدمة الرسالة حتى يلاقوا ربهم و هم على هذا الصنيع .
فاللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك و ارزقنا حسن الخاتمة أجمعين و ارزقنا بفضلك و منك و كرمك الفردوس الأعلى من الجنة .
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}   [الإسراء 1] .
قال السعدي في تفسيره :
ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أن   {أَسْرَى بِعَبْدِهِ }  ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم   {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } الذي هو أجل المساجد على الإطلاق { إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى } الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء.
فأسري به في ليلة واحدة إلى مسافة بعيدة جدا ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا، وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه حيث يسره لليسرى في جميع أموره وخوله نعما فاق بها الأولين والآخرين، وظاهر الآية أن الإسراء كان في أول الليل وأنه من نفس المسجد الحرام، لكن ثبت في الصحيح أنه أسري به من بيت أم هانئ، فعلى هذا تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم، فكله تضاعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد، وأن الإسراء بروحه وجسده معا وإلا لم يكن في ذلك آية كبرى ومنقبة عظيمة.
وقد تكاثرت الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء، وذكر تفاصيل ما رأى وأنه أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به من هناك إلى السماوات حتى وصل إلى ما فوق السماوات العلي ورأى الجنة والنار، والأنبياء على مراتبهم وفرض عليه الصلوات خمسين، ثم ما زال يراجع ربه بإشارة موسى الكليم حتى صارت خمسا بالفعل، وخمسين بالأجر والثواب، وحاز من المفاخر تلك الليلة هو وأمته ما لا يعلم مقداره إلا الله عز وجل.
وذكره هنا وفي مقام الإنزال للقرآن ومقام التحدي بصفة العبودية لأنه نال هذه المقامات الكبار بتكميله لعبودية ربه.
وقوله:   {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ }  أي: بكثرة الأشجار والأنهار والخصب الدائم.
ومن بركته تفضيله على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد المدينة، وأنه يطلب شد الرحل إليه للعبادة والصلاة فيه وأن الله اختصه محلا لكثير من أنبيائه وأصفيائه.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 1,416
المقال السابق
الصبر و الانتظار و الله الموعد
المقال التالي
بعض تاريخ اليهود في سورة الإسراء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً