مع القرآن - و إن عدتم عدنا

منذ 2017-04-02

إذن فالعقاب و التسليط في حد ذاته رادع لتتحقق التوبة و لتغسل الذنوب قبل لقاء علام الغيوب يوم لا عمل و إنما فقط حساب و جزاء . إذن فمن نظر إلى تسليط الأمم الكافرة و تسليط الظالمين على أمة الإسلام ، عرف أن ذلك من أجل ذنوبهم عقوبة لهم وأنهم إذا أقاموا كتاب الله وسنة رسوله، مكن لهم في الأرض ونصرهم على أعدائهم.

سنة الله التي لا تتبدل و لا تتغير تفسر لنا كل ما يدور حولنا و لكننا للأسف لم نلتفت و لم نهتم إلامن رحم الله .
رحمة الله قريب من المحسنين , العاملين بكتابه و المتبعين لرسوله صلى الله عليه و سلم المطيعين لأمره و المنتهين عن نهيه .
فإن غيروا و بدلوا و ولغوا في المعاصي و استمرأوها تبدلت الأحوال و حل العقاب .
هنا يتسلط الكافر على المسلم بذنب المسلم و معصيته و لأن الكافر أخذ بأسباب النصر بينما لحقت أسباب الهزيمة بالمسلم .
يتسلط الظالم على المسلمين ببعدهم عن منهج الله فإن هم تابوا و عادوا حلت عليهم الرحمة .
و كأن العقاب تنبيه لهم حتى يعودوا و يرجعوا و يسارعوا بالتوبة .... و لو كان الأمر بلا عقاب أو تذكير لنسيت الأمة و استمرأت المعاصي و لم يذكرها نذير أو عقاب و كانت البغتة عند لقاء الله .
إذن فالعقاب و التسليط في حد ذاته رادع لتتحقق التوبة و لتغسل الذنوب قبل لقاء علام الغيوب يوم لا عمل و إنما فقط حساب و جزاء . 
إذن فمن نظر إلى تسليط الأمم الكافرة و تسليط الظالمين على أمة الإسلام ، عرف أن ذلك من أجل ذنوبهم عقوبة لهم وأنهم إذا أقاموا كتاب الله وسنة رسوله، مكن لهم في الأرض ونصرهم على أعدائهم.
قال تعالى في حق بني إسرائيل :

{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } [ الإسراء 8] .
{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ }  فيديل لكم الكرة عليهم، فرحمهم وجعل لهم الدولة. وتوعدهم على المعاصي فقال: { وَإِنْ عُدْتُمْ } إلى الإفساد في الأرض { عُدْنَا } إلى عقوبتكم، فعادوا لذلك فسلط الله عليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم
فانتقم الله به منهم، فهذا جزاء الدنيا وما عند الله من النكال أعظم وأشنع، ولهذا قال: { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا }  يصلونها ويلازمونها لا يخرجون منها أبدا. وفي هذه الآيات التحذير لهذه الأمة من العمل بالمعاصي لئلا يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل، فسنة الله واحدة لا تبدل ولا تغير.
ومن نظر إلى تسليط الكفرة على المسلمين والظلمة، عرف أن ذلك من أجل ذنوبهم عقوبة لهم وأنهم إذا أقاموا كتاب الله وسنة رسوله، مكن لهم في الأرض ونصرهم على أعدائهم.
أبو الهيثم
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 5,647
المقال السابق
بعض تاريخ اليهود في سورة الإسراء
المقال التالي
هداية القرآن هي الأكمل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً