مع القرآن - الشرك خذلان

منذ 2017-04-04

{ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا } [ الإسراء 22]

أكبر الخذلان أن تلقى الله مشركاً به غيره من الأوثان أو الأنبياء أو الملائكة أو المشرعين أو الرهبان و الأحبار و العلماء المتبعين اتباعاً ينافي العقيدة و التوحيد   .
فله وحده العبادة و الطاعة و الاتباع و له وحده الحكم و التشريع فلا تصرف عبادة أو قصد أو دعاء إلا له و لا يطاع في أمره إلا هو و لا يحكم و يشرع إلا الله .
فمن وقع في أمر من تلك الأمور و لم يتدارك نفسه و يفيق و يتوب قبل الممات فقد وقع في الشر كله و خسر الخسران المبين .
{ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا } [ الإسراء 22]
قال السعدي في تفسيره :
أي: لا تعتقد أن أحدا من المخلوقين يستحق شيئا من العبادة ولا تشرك بالله أحدا منهم فإن ذلك داع للذم والخذلان، فالله وملائكته ورسله قد نهوا عن الشرك وذموا من عمله أشد الذم ورتبوا عليه من الأسماء المذمومة، والأوصاف المقبوحة ما كان به متعاطيه، أشنع الخلق وصفا وأقبحهم نعتا.
وله من الخذلان في أمر دينه ودنياه بحسب ما تركه من التعلق بربه، فمن تعلق بغيره فهو مخذول قد وكل إلى من تعلق به ولا أحد من الخلق ينفع أحدا إلا بإذن الله، كما أن من جعل مع الله إلها آخر له الذم والخذلان، فمن وحده وأخلص دينه لله وتعلق به دون غيره فإنه محمود معان في جميع أحواله.
يقول الطبري في تفسيره :
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تجعل يا محمد مع الله شريكا في ألوهته وعبادته، ولكن أخلص له العبادة، وأفرد له الألوهة، فإنه لا إله غيره، فإنك إن تجعل معه إلها غيره، وتعبد معه سواه، تقعد مذموما: يقول: تصير ملوما على ما ضيعت من شكر الله على ما أنعم به عليك من نعمه، وتصييرك الشكر لغير من أولاك المعروف، وفي إشراكك في الحمد من لم يشركه في النعمة عليك غيره، مخذولا قد أسلمك ربك لمن بغاك سوءا، وإذا أسلمك ربك الذي هو ناصر أوليائه لم يكن لك من دونه وليّ ينصرك ويدفع عنك.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا}  يقول: مذموما في نعمة الله، وهذا الكلام وإن كان خرج على وجه الخطاب لنبيّ لله صلى الله عليه  وسلم، فهو معنيّ به جميع من لزمه التكليف من عباد الله جلّ وعزّ.

#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

 

  • 0
  • 0
  • 2,318
المقال السابق
درجات الدنيا و تفاوت أهل الآخرة
المقال التالي
بر الوالدين بعد التوحيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً