مع القرآن - تكافل بلا تبذير

منذ 2017-04-05

{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [ الإسراء 26-30] .

حقوق أهل الحاجات و تكافل الأمة فيما بينها و تداول الخير من عوامل نجاح الفرد و المجتمع و الأمة .
و العدل و الاقتصاد و الحكمة في العطاء من أدلة رجحان العقل و القدرة على وزن الأمور بميزان صحيح , فلا تقتير و لا إسراف أو تبذير , فلو أنفقت في وجه من أوجه الخير نفقات زائدة فيها من إتلاف المال ما فيها فقد فرطت في وجه آخر من أوجه الخير قد لا يجد من ينفق عليه كثيراً أو قليلاً , فتكون زيادة العطاء التي في غير محلها مجرد تلبيس من الشيطان .
و التبذير على وجه العموم مذموم لأن الاقتصاد و ترشيد النفقة أحد سبل الستر وقت الحاجة أو نزول الفاقة , عافانا الله و إياكم من كل سوء .
{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [ الإسراء 26-30]  .
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى: { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ }  من البر والإكرام الواجب والمسنون وذلك الحق يتفاوت بتفاوت الأحوال والأقارب والحاجة وعدمها والأزمنة.
{ وَالْمِسْكِينَ }  آته حقه من الزكاة ومن غيرها لتزول مسكنته { وَابْنَ السَّبِيلِ }  وهو الغريب المنقطع به عن بلده، فيعطي الجميع من المال على وجه لا يضر المعطي ولا يكون زائدا على المقدار اللائق فإن ذلك تبذير قد نهى الله عنه وأخبر:
{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ }  لأن الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك فإذا عصاه، دعاه إلى الإسراف والتبذير. والله تعالى إنما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه، كما في قوله عن عباد الرحمن الأبرار { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }
وقال هنا: { وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ }  كناية عن شدة الإمساك والبخل.
{ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ }  فتنفق فيما لا ينبغي، أو زيادة على ما ينبغي.
{ فَتَقْعُدَ }  إن فعلت ذلك { مَلُومًا } أي: تلام على ما فعلت { مَحْسُورًا } أي: حاسر اليد فارغها فلا بقي ما في يدك من المال ولا خلفه مدح وثناء.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 4,314
المقال السابق
هو أعلم بما في نفسك
المقال التالي
الاعتدال في البذل و العطاء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً