مع القرآن - إياك و مال اليتيم فهو نار موقدة

منذ 2017-04-07

فالأيتام أمانة في أعناق المجتمع المسلم , و تعهدهم بالرعاية واجب على ولي أمر المسلمين و أموالهم أمانة في أعناق الأوصياء . لا يحق التلاعب بها و لا التفريط فيها بحال من الأحوال و بالأولى لا يحق أكلها بالباطل . فإرث اليتيم مثل النار التي تأكل من يقترب منها و يدخل فيها في زماننا الحاضر أموال (المعاشات) المستحقة للأيتام فلا يحق التلاعب بها أو التأخر في دفعها لأهلها . { وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا } [ الإسراء 34] .

إياك ثم إياك أن تقترب مجرد اقتراب بسوء  من مال يتيم 
فالأيتام أمانة في أعناق المجتمع المسلم , و تعهدهم بالرعاية واجب على ولي أمر المسلمين و أموالهم أمانة في أعناق الأوصياء .
لا يحق التلاعب بها و لا التفريط فيها بحال من الأحوال و بالأولى لا يحق أكلها بالباطل .
فإرث اليتيم مثل النار التي تأكل من يقترب منها و يدخل فيها في زماننا الحاضر أموال (المعاشات) المستحقة للأيتام  فلا يحق التلاعب بها أو التأخر في دفعها لأهلها .
{ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا } [ الإسراء 34] .
قال السعدي في تفسيره : 
وهذا من لطفه ورحمته تعالى باليتيم الذي فقد والده وهو صغير غير عارف بمصلحة نفسه ولا قائم بها أن أمر أولياءه بحفظه وحفظ ماله وإصلاحه وأن لا يقربوه { إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } من التجارة فيه وعدم تعريضه للأخطار، والحرص على تنميته، وذلك ممتد إلى أن { يَبْلُغَ }  اليتيم {أَشُدَّهُ } أي: بلوغه وعقله ورشده، فإذا بلغ أشده زالت عنه الولاية وصار ولي نفسه ودفع إليه ماله.
كما قال تعالى: { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ }   { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ }  الذي عاهدتم الله عليه والذي عاهدتم الخلق عليه. {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا }  أي: مسئولين عن الوفاء به وعدمه، فإن وفيتم فلكم الثواب الجزيل وإن لم تفوا  فعليكم الإثم العظيم.
قال الطبري في تفسيره :
يقول تعالى ذكره: وقضى أيضا أن لا تقربوا مال اليتيم بأكل، إسرافا وبدارا أن يَكْبَروا، ولكن اقرَبوه بالفَعْلة التي هي أحسن، والخَلَّة التي هي أجمل، وذلك أن تتصرّفوا فيه له بالتثمير والإصلاح والحيطة.
وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله { وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}  لما نـزلت هذه الآية، اشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا لا يخالطونهم في طعام أو أكل ولا غيره، فأنـزل الله تبارك وتعالى  وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ فكانت هذه لهم فيها رُخْصة.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }  قال: كانوا لا يخالطونهم في مال ولا مأكل ولا مركب، حتى نـزلت وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ .
وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله { وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}  قال: الأكل بالمعروف، أن تأكل معه إذا احتجت إليه، كان أُبيّ يقول ذلك.
وقوله (حتى يَبْلُغَ أشُدَّهُ) يقول: حتى يبلغ وقت اشتداده في العقل، وتدبير ماله، وصلاح حاله في دينه {وأوْفُوا بالعَهْدِ}  يقول: وأوفوا بالعقد الذي تعاقدون الناس في الصلح بين أهل الحرب والإسلام، وفيما بينكم أيضا، والبيوع والأشربة والإجارات، وغير ذلك من العقود {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا}  يقول: إن الله جلّ ثناؤه سائل  ناقض العهد عن نقضه إياه، يقول: فلا تنقضوا العهود الجائزة بينكم، وبين من عاهدتموه أيها الناس فتخفروه، وتغدروا بمن أعطيتموه ذلك. وإنما عنى بذلك أن العهد كان مطلوبا، يقال في الكلام: ليسئلنّ فلان عهد فلان.

#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

 

  • 1
  • 0
  • 4,519
المقال السابق
دماء الأنفس المعصومة
المقال التالي
الكيل و الميزان أمانة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً