مع القرآن - لنذهبن بالذي أوحينا إليك

منذ 2017-04-15

فلو زاد تأثرك و تركت ما أنت عليه من خير و عمل فلن ينفعك تأثرك بالمعرضين أمام الله تعالى بعدما ضيعت أمانته . { وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا * إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } [ الإسراء 86-87] .

أكبر منة و فضل يتفضل الله بها على عبد من عباده هو التفضل عليه بفهم الوحي و الهداية للعمل به إلى أن يلقاه .
و على العبد أن يتأثر أو يحزن لتكذيب المكذبين أو استهزاء المستهزئين أو حتى تكاسل المتكاسلين عن الوحي و عن المسارعة للعمل بما فيه .
فلو زاد تأثرك و تركت ما أنت عليه من خير و عمل فلن ينفعك تأثرك بالمعرضين  أمام الله تعالى بعدما ضيعت أمانته .
{ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا * إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } [ الإسراء 86-87] .
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى أن القرآن والوحي الذي أوحاه إلى رسوله، رحمة منه عليه وعلى عباده، وهو أكبر النعم على الإطلاق على رسوله، فإن فضل الله عليه كبير، لا يقادر قدره.
فالذي تفضل به عليك، قادر على أن يذهب به، ثم لا تجد رادًا يرده، ولا وكيلا بتوجه عند الله فيه.
فلتغتبط به، وتقر به عينك، ولا يحزنك تكذيب المكذبين، واستهزاء الضالين، فإنهم عرضت عليهم أجل النعم، فردوها لهوانهم على الله وخذلانه لهم.
قال الطبري في تفسيره :
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِاَلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك ثُمَّ لَا تَجِد لَك بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِاَلَّذِي أَتَيْنَاك مِنْ الْعِلْم الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك مِنْ هَذَا الْقُرْآن لَنَذْهَبَنَّ بِهِ , فَلَا تَعْلَمهُ , ثُمَّ لَا تَجِد لِنَفْسِك بِمَا نَفْعَل بِك مِنْ ذَلِكَ وَكِيلًا , يَعْنِي : قَيِّمًا يَقُوم لَك , فَيَمْنَعنَا مِنْ فِعْل ذَلِكَ بِك , وَلَا نَاصِرًا يَنْصُرك , فَيَحُول بَيْننَا وَبَيْن مَا نُرِيد بِك , قَالَا : وَكَانَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يَتَأَوَّل مَعْنَى ذَهَاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِهِ رَفْعه مِنْ صُدُور قَارِئِيهِ . ذَكَرَ الرِّوَايَة بِذَلِكَ :  حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش , عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن رَفِيع , عَنْ بُنْدَار , عَنْ مَعْقِل , قَالَ : قُلْت لِعَبْدِ اللَّه , وَذُكِرَ أَنَّهُ يُسْرَى عَلَى الْقُرْآن : كَيْف وَقَدْ أَثْبَتْنَاهُ فِي صُدُورنَا وَمَصَاحِفنَا ؟ قَالَ : يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلًا , فَلَا يَبْقَى مِنْهُ فِي مُصْحَف وَلَا فِي صَدْر رَجُل , ثُمَّ قَرَأَ عَبْد اللَّه : { وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِاَلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك } - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثنا اِبْن إِسْحَاق بْن يَحْيَى , عَنْ الْمُسَيَّب بْن رَافِع , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , قَالَ : تَطَرَّقَ النَّاس رِيح حَمْرَاء مِنْ نَحْو الشَّام , فَلَا يَبْقَى فِي مُصْحَف رَجُل وَلَا قَلْبه آيَة . 
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 3,719
المقال السابق
مسائل من أمر ربي
المقال التالي
التحدي بالقرآن

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً