ديفيد برايس جونز: العرب هم الأعداء الجدد للحروب القادمة

منذ 2017-04-20

يركز ديفيد برايس جونز في كتاباته على العرب والمسلمين بشكل رئيس، بمناسبة وبغير مناسبة يؤكد أفكاره التي يركز عليها منذ ستينيات القرن الماضي، ويركز على الأحداث المعاصرة، وتاريخ الشرق الأوسط، وأروبا الشرقية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وقضايا الاستخبارات..

لا تزال تشكل كتاباته استمرارًا لصعود الكتابات المتحيزة ضد العرب والمسلمين في الصحافة والإعلام، يقوم بتحطيم بعض الكتابات الموضوعية عن العرب بما يذكره من ابتذال للتعميم، وإثارة للانعزالية isolationism، إنه ديفيد برايس جونز الكاتب الزائر، وأستاذ الكتابة الإبداعية بجامعة إيوا University of Iowa، محاضر زائر، اسمه الحقيقي ديفيد يوجين برايس جونز David Eugene Henry Pryce-Jones، ابن الكاتب ألن برايس جونز، من أكبر المؤلفين والمعلقين البريطانيين المحافظين.

♦ تعليمه  ♦ حياته ♦ مهنته ♦ مضامين كتاباته ♦ كتبه  نقاده ♦ تعليمه.

 تعلم في إتون Eton، ودرس التاريخ الحديث في كلية ماغدالين بأكسفورد Magdalen College، Oxford، درس تحت تايلور A.J.P. Taylor.

 

حياته:

هو ابن الكاتب ألن برايس جونز (1908-2000)، ولد في 15 فبراير 1936 بفينا [1]، من زوجته الأولى بوبي فولد سبرينغر Poppy" Fould-Springer تزوجها في 1934 في فينا[2]، وهي بنت البارون يوجين فولد سبيرنغر المصرفي الفرنسي الكبير.

برايس جونز تنتمي أسرة والديه إلى سلالات أعمال يهودية، تمتهن أعمال البنوك والدبلوماسية منذ أجيال طويلة.

 

هو متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويعيش في لندن، قضى خدمته الوطنية في ضمن حراس كولد ستريم Coldstream Guards في 1955، وتمت ترقيته مساعدا في 1956، وخدم في الجيش البريطاني الراين British Army of the Rhine في 1956، ظهر نشاطه مبكرًا حيث قام بمحاضرات لرجال فرقته، وضمن محاضراته ضرورة حرب السويس [3] Suez War.

في ذلك الوقت، حيث اعتقد بأن العالم الإسلامي سيتقدم سريعًا بعد تصفية الاستعمار decolonization، وخاب أمله عندما لم يحدث ما بشر به [4].

 

مهنته:

بعد الخدمة العسكرية عمل صحفيًّا ومؤلفًا، بدأ محررًا أدبيا في الفاينانشيال تايمس Financial Times لمدة ثلاث سنوات 1959-1961، ثم انتقل إلى صحيفة سبكتاتور The Spectator لمدة ثلاث سنوات 1961-63.

 

عمل كاتبا زائرا، يعلم الكتابة الإبداعية في جامعة إيوا 1964-1965، ومحضرا زائرا في كلية ولاية كاليفورنيا في بيركيلي 1970، والمراسل الخاصّ للديلي تيلغراف The Daily Telegraph ،1966-1982. قام بتغطية انتكاسة 1967 حرب الأيام الستة Six Day War of 1967، وحرب العاشر من رمضان، أو كما يسميها حرب يوم الغفران Kippur war of 1973 يعمل برايس جونز حاليًا محررًا كبيرًا senior editor في عدة صحف كبرى، مجلة الناشيونال ريفيو National Review، ويشارك أيضا بمقالاته في النيو كريتينيون The New Criterion، ويكتب أيضًا في Commentar، وفي Benador Associates.

 

يكتب أيضا بانتظام، وفي مناسبات بالديلي تلغراف The Daily Telegraph، وتايمس The Times والتايم ليتراري Times Literary Supplement، والوول ستريت جورنال، Wall Street Journal ونيو روببليك، The New Republic.

 

مضامين كتاباته:

يركز ديفيد برايس جونز في كتاباته على العرب والمسلمين بشكل رئيس، بمناسبة وبغير مناسبة يؤكد أفكاره التي يركز عليها منذ ستينيات القرن الماضي، ويركز على الأحداث المعاصرة، وتاريخ الشرق الأوسط، وأروبا الشرقية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وقضايا الاستخبارات.

 

مقالاته:

مقالاته لا تحصى يركز فيها على أفكاره العنصرية تجاه العرب، وكل عربي، على سبيل المثال إدوارد سعيد المفكر الأمريكي الفلسطيني صاحب الكتاب المتميز الاستشراق، نال منه في مقاله ما قيل فيه الكفاية [5].

 

نقد وتجريح شخصي لإدوارد سعيد، مؤلف كتاب الاستشراق، لأنه كان موضوعي الطرح، صب ديفيد برايس جونز غضبه بطريقة غير موضوعية ومكشوفة، نالت من إدوارد سعيد، وتحذر من تسول له نفسه ليسلك مسلكه من مثقفي العرب.

 

وعده تضليلا، استخدم المعايير المزدوجة double standards، وكان المحامي الأكثر صخبًا لمنظمة التحرير الفلسطينيّة، يعترض على أن الفلسطينيين كانوا ضحايا أساسا prime victims للتمييز العنصري racism والإمبريالية imperialism، يتهمه بأنه نجح في توسيع الروح العدوانية ضد إسرائيل، وبأنه سيّس دراسة الشرق الأوسط "الدراسات الاستشراقية" في سماتها المتنوعة، استخدم أسلوب فوكولت Foucault style المزيف descends الذي يَنحدر في أغلب الأحيان إلى الإسهاب verbiage والتناقض contradiction بلا معنى، وفيه انتقائية selectivity وإخفاق failure لأَخذ السياق التاريخي historical context بالنظر إلى التيه بعنف.

 

كتبه:

لقد كانت مقالاته ولا تزال تشكل حملات متواصلة للنيل من العرب والمسلمين، فقد كتب مئات المقالات كلُّها تسيل كراهية وعداوة، بل أشد عداوة، قال تعالى -: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82]، لا يكتفي بكتابة المقالات مثل هيو فيزجيرالد، بل يمتد نشاطه إلى تأليف الكتب والروايات، يكتب الروايات، بدأ كتابة الرواية منذ بداية ستينيات القرن الماضي برواية بوم وإله إغريقي (Owls & Satyrs 1961)، واستمر في كتابة الروايات، له تسع روايات آخرها رواية الميراث (Inheritance 1992) بعدها توقف لأنه يركز على إصدار الكتب، بجانب انشغاله بالمقالات الملتهبة.

 

بدأ كتابة كتبه مبكرا، انطلق منذ ستينيات القرن الماضي، بجراهام جرين 1963، ثم كتاب بعنوان قادم: سفريات إلى إسرائيل 1965، له أربعة عشر كتابا أهم كتبه الدائرة المغلقة the closed circl 1989، أعيد طبعه مرات كثيرة منها طبعة 2002 بغلاف جديد عليه صورة الحرم المكي وتتوسطه الكعبة، وأعيد طباعتها بغلاف آخر في نفس العام طبعة إيفان ر دي، وكتابه الأخير خيانة: فرنسا والعرب، واليهود (2006) Betrayal: France، the Arabs، and the Jews اتهم الحكومة الفرنسية بمعاداة السامية، وبأنها مؤيدة للعرب، وضد إسرائيل على أمل الفوز باستحسان في العالم الإسلامي، بالرغم من موقف فرنسا التاريخي الإيجابي والمستمر تجاه إسرائيل، إلا أن كتابه محاولة ابتزاز سياسي لمزيد من الدعم لإسرائيل، ولتقليل اهتمامها بالعرب وتهميش العلاقات الدبلوماسية الأخيرة معهم، ونجح نقد الكتاب في هدفيه المحددين، لا ننكر بأن الحملة الإعلامية ليهود فرنسا كان لها أثرها في ذلك.

 

اختصارا للوقت، وتركيزا على ما يهمنا، فهذا الكتاب الدائرة المغلقة The Closed Circle، الذي شوه العرب تشويها كبيرًا، يحد من إنسانيتهم، ويحط من كرامتهم، ويجعلهم في انعزالية.

 

مع الأسف لم أقرأ نقدًا عربيًّا لهذا الكتاب الذي أحدث دويا عنيفا لا سيما في طبعاته الحديثة لا باللغة الإنجليزية، ولا بالعربية، ولا بأي لغة، لا أدري هل العرب في غياب أو تغييب عن مثل هذه الكتب؛ لأن عدم الرد على هذا الكتاب يؤكد أن رؤيته السلبية رؤية صحيحة.

 

نقاده:

حتى لا أتهم بالتحيز وعدم الموضوعية سأكتفي بالنقد الغربي الذي توجه لهذا الكاتب ولهذا الكتاب.

 

إيفان جابلونكا Ivan Jablonka:

لاحظ إيفان جابلونكا وهو مؤرِّخ أكاديمي فرنسي في دراسته الخاصَّة حول التَّشابُهات بين النَّظرات إلى الإسلام في كتابات مؤلِّفين أمثال بات ياؤور، وروبرت سبنسر، وديفيد برايس جونز ودانيال بايبس أن التَّشابُهات بين أعمال سبنسر ووجهات نظر بات ياؤور، وديفيد برايس جونز في هذا التوجُّه بالرغم من قلَّة وجهات النَّظر الأكاديميَّة الجديَّة، ما هي إلا استمرار رؤيتهم التَّاريخيَّة والتفسيريَّة المزعومتين، لتنشط وتصاعد النيَّة لتَخصيص "أعداء جدد للحروب القادمة"[6].

 

غيلنر ارنست:

 يقول غيلنر ارنست[7] فحص ديفيد برايس جونز في كتابه هذا خلفية العرب، والعالم العربي، وأسباب هذه الخلفيات، ومع ذلك يؤكد ارنست بأن الكتاب أكثر من اتهام للعرب وللعالم العربي[8].

 

يرى ديفيد برايس جونز أن أساس التخلف العربي طبيعته العشائرية في الحياة السياسية العربية، وهذا ما يحول كل السياسات العربية إلى حروب لعائلات تتنافس بقوة للهيمنة[9].

 

ويختتم نقده بقوله في حد ذاته، فإن قوة وجهة نظر ديفيد برايس جونز تركز على شبكة العلاقات القوية الراعية لنظام العشائر[10].

 

ديفيد برايس جونز يرى أن تأثير الإسلام في المجتمع العربي يعوق الجهود لبناء المجتمع على الأسلوب الغربي، حيث إن العائلة، أو العشيرة ليست الوحدةَ السياسيةَ المهيمنةَ[11].

 

قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120].

 

يجادل ديفيد برايس جونز بأن الأصولية الإسلامية، تعد وسائل لتعبئة الجماهير وراء العشائر المهيمنة [12].

 

ديفيد برايس جونز من بن جوريون إلى جابوتنسكي:

يؤمن ديفيد برايس جونز بأفكار جابوتنسكي الأب الرُّوحي للإرهاب الصِّهْيَوني؛ ومنها: أنَّ السلام لن يتحقَّق إلا بسحق العرب، والقضاء على أيِّ بادرة أمل لديهم، وديفيد برايس جونز يُردِّد دائمًا عبارة بن جوريون بأنَّ السلام سوف يتحقَّق فقط عندما يصل العرب إلى اليأس والإذعان، وهذا ما أراده واستهدفه من كتابه الدائرة المغلقة.

يحاول جاهدًا أن يجعل الأمة التي ذكر فيها قوله تعالى، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لّهُمْ مّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110] أمة متحجرة، ومنغلقة، لا ننكر أن الأمة تعاني بعض الأمراض التي يمكن علاجها بالقرآن لو صدقت النيات، وأخلصت الجهود.

 

إدوارد بيرلنغ [13] Edward Burlingame Book لكتاب الدائرة المغلقة لبرايسيكرر ديفيد كي شيبلر David K. Shipler ناقد الكتب بالنيويورك تايمز رأي إدوارد بيرلنغ بأن هذا الكتاب المهم كيف أن العرب منغلقون في دائرة ذات تقاليد ثقافية، ودينية، وعشائرية، يفحص ديفيد برايس جونز إشكاليات القوة العشائرية، تعاملات بعضهم مع بعض، تعاملاتهم مع الغرب، يؤكد رجوعهم لجاهليتهم القديمة، عنف شامل، دائرة مفرغة لا يمكن الفكاك عنها، أو الهرب منها، دراسة فكرية مثيرة ديفيد برايس جونز يوضح الاختراق والتحليل الكئيب جدًا للعقل العربي مستندا على سنواته التي قضاها في عالمهم، جمل ليست تشكل صورة جميلة، يوضح مع هذا لماذا نحن لا يمكننا أبدًا الظهور لإحراز أي تقدم في ذلك الجزء من العالم، يتطلب التفاعل بالأمم مثل الصين واليابان والنظر في تاريخهم وثقافتهم، كذلك يجب أن ينظر إلى العالم العربي من خلال تاريخه وثقافته.

 

الفرضية التي كانت تقول بأن العرب يريدون تقنية الغرب وثروته ونماذجه، في الحقيقة فإن هذا ليس جزءًا من خطتهم إطلاقًا، لأن ثقافتهم لا تؤمن بالقيم الفردية، ولكن بالولاء العشائري tribal loyalty وهذه العقلية العشائرية tribal mentality تتشكل من أصول بدوية تحكم التصرف العربي من عدة طرق فأي نقد يوجه لعضو يعد إهانة لجميع الأعضاء، سواء كانت هذه الأعضاء دينية، أو حكومية، وأي نقد للإسلام فإنه يعتبر هجومًا شخصيًّا للمسلمين، وأي نقد يوجه مثلا للأردن، فإنه هجوم على كل الأردنيين، وهكذا.

 

التصور الكامل للشرف والخزي honor and shame:

قال تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَن قَالُوَاْ أَخْرِجُوهُمْ مّن قَرْيَتِكُمْ إِنّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهّرُونَ} [الأعراف: 82]، قال تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَن قَالُوَاْ أَخْرِجُوَاْ آلَ لُوطٍ مّن قَرْيَتِكُمْ إِنّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهّرُونَ} [النمل: 56].

 

حياة العربي تركز على الشرف وتجنب الخزي عبر قواعد صارمة تسمح للأب بأن يقتل بنته، وللأم بأن تبتهج في استشهاد ابنها على الشرف، ويترتب على هذا نتائج مريعة تحطم آمال السلام في الشرق الأوسط "ويتجاهل ما تفعله إسرائيل من قتل وإرهاب للفلسطينيين".

 

الثقافة العربية:

الثقافة العربية متمركزة على تجميع القوة يقصد قال تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَن قَالُوَاْ أَخْرِجُوَاْ آلَ لُوطٍ مّن قَرْيَتِكُمْ إِنّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهّرُونَ} [النمل: 56]، وهي العامل المركزي للسياسة العربية، ولا تشكل تعبيرًا فرديا، بل نظامًا سياديا لأبطال الحرب.

 

الحرية الدينية مجرد الحرية أن تحول إلى الإسلام:

خضوع سكان الأقليات الدينية اليهودية والمسيحية لسياسات ثابتة يجعلهم يخضعون لقوة قبيلة المسلمين حتى لا يشكلون تحديا يتفوق على القبيلة المهيمنة، والحرية الدينية متاحة لمجرد اعتناق الإسلام، يتجاهل قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256]، ويتنكر لسورة الكافرون!

 

ثم يقول وأي تحويل للاتجاه الآخر أي الارتداد فيجب بأن يعاقبوا.

 ثم يقول بسهولة يمكن أن نرى كم هي ساذجة فرضيات تفكير الوعي الجديد neoconservative المتعلقة بسياسة الشرق الأوسط، للأمانة فإنها جديرة لتطويل الوقت بما لا يتوقعه أحد في تأصيل تاريخهم الخاص للأحداث الحاسمة.

 

الفكر العربي مريض ثقافيًّا، لتخلف الثقافة العربية منذ فترة طويلة، وهذه مشكلة معترف بها، أدت إلى خسارة الاحترام للعالم الإسلامي، وإن كان الغرب في حالة تفكك ثقافي، وبغض ذاتي فإن هذا يشدد الانطباعات السلبية في العقول العربية.

 

يذكر الإسلام كقوة ثانوية تعكس القيم العربية، في هذه الحالة تشكل الثقافة دينًا بدلا من أن تتشكل هي بواسطته.

 

ويقول عن كتاب الدائرة المغلقة يشكل إنجازًا تذكاريًّا ويقدم البصيرة لسياستنا تجاه الثقافة الصعبة، وتحليل هذا الكتاب المخيف له نتائج صارمة لسياستنا نحو هذه المنطقة ذات المشاكل، وهذه القراءة ضرورية لأي مهتم بكم وحجم تحديات الإسلام الأصولي.

 

القراءة الإلزامية Mandatory Reading:

تحت هذا العنوان يقول بأن هذا الكتاب يجب قراءته لأي شخص يقوم بمساندة العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، وهو كتاب سهل، يمكن أن تقرأه في 3-4 أيام.

 

تكرار وجهات النظر القديمة:

ديفيد برايس جونز يكرر وجهات نظر سياسية بريطانية قديمة تتصور رؤية "العقل الشرقي" oriental mind من العصر الفيكتوري Victorian era، لا يقدم جديدًا من ناحية التحليل، هناك أرفف مليئة بالكتب من الماضي تؤطر نفس وجهة النظر.

 

استبدادًا لرؤية ديفيد برايس جونز الانطباعية التي تشكل إيماءة للاستمرار في أفكاره حول "العرب" "العرب"، كشرقيين أغبياء، تحت عقيدة سياسية، برايس جونز يحولهم إلى مخلوقات خاصة primative للصحراء، وبأدمغة مكيفة من الناحية التاريخية لأعمال ليس لها علاقة بالأفكار السياسية، يقول هذه الأشياء كمسؤول بريطاني في عشرينيات القرن الماضي يوضح للندن بأن حركة الاستقلال الهندية ليس لها مكون سياسي ولا تعتمد إلا على قوة زعماء عديمي الرحمة.

 

برايس جونز لا يهتم بفهم حقائق "العرب" الذين يتكلم عنهم، لا يعرف شيئا حول الناس والبلاد التي يكتب عنها، صفحة بعد صفحة يكشف عن جهله بصورة مركزية.

 

لكي يدعم أفكاره الفيكتورية، يقدم وجهات نظره على الأحداث التاريخية العشوائية في العالم العربي. نسخة إسرائيلية أحادية الجانب من خلاله تكتشف جذور الصراع العربي في أدمغة هؤلاء الحمقى، يعالج بحساباته الأشد غباء تفاعلات العرب وصناعة النفط التي لم أقرأها بعد.

جهله سخيف بالمناطق الريفية العربية والحضرية كأسلافه الفكتوريين، يرى الديمقراطية مستحيلة وسخيفة في الشرق الأوسط؛ لأن العقل العربي عقل طماع، وأن حاجة العرب ماسة لمجموعة جيدة من الدكتاتوريين تفرضهم البلاد الغربية، وتدعمهم بالقوة؛ لأنهم عاجزين عن الديمقراطية، عاجزين عن إدارة النفط، وليس في هذا مشكلة أخلاقية. 

بنى الرجل فلسفة معادية ليسوغ وجهات نظره السياسية الأخرى، ومن يتبنى الأفكار الفكتورية كديفيد برايس جونز فإنه يعمل ليجعل الأشياء أكثر سوءا.

 

هيلينا تنقد ديفيد برايس جونز:

هيلينا [14] بنت يا بنات العرب هالها الجور العنيف فحركها لتكتب، كتبت " إنه لشيء مثير أن تعتمد أيان هيرسي علي على ديفيد برايس جونز، مدهش يا له من عجوز غوغائي متعب a tired old propagandist، بالعودة لأعماله القديمة أعمال الستينيات التي عملها على الفلسطينيين مثل وجه الهزيمة The face of defeat هدفه الرئيسي تحطيم نفسي منظم systematic psychological belittlement للعرب والمسلمين، هو وبرنارد لويس أفضل المصادر لهذه المرأة المريضة المتعلمة يمكن أن تصعد عليهما.

 

تردد أيان هيرسي علي التي تتشابه في الرأي مع برنارد لويس في مناقشاتها لعالم العقل الإسلامي، باعتبار أنه كوكب مظلم محكوم بالقيم العشائرية الصارمة، وعلى خلاف مع الغرب المطلع المتقدم.

 

شكل متوقع أن تثير النزاع الأكثر فتنة، وهو معالجة الإسلام لقضايا النساء، خصوصًا حالة الختان التي يسمونها ممارسة التشويه التناسلي النسائي female genital mutilation تختصر كثيرا بالـFGM. مع العلم بأن FGM ليس واسع الانتشار في المجتمعات العربية والإسلامية، ومزاولته ليست مقصورة على المسلمين بشكل خاص، تتم ممارسة الـFGM على نحو واسع في أفريقيا في جنوب الصحراء الكُبرى؛ إذ إنّها عادة اجتماعية social custom لاحظ لمدة طويلة ممارستها من قبل المسيحيين والمسلمين على حد سواء.

 

طبقًا لمنظمة العفو الدولية Amnesty International، فإن الـ FGM على أية حال مستعمل من قبل الأطباء في إنجلترا والولايات المتّحدة منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، كمعالجة للهستيريا hysteria، والسحاق lesbianism، والاستمناء masturbation والانحرافات المحسوسة الأخرى other perceived deviances في البنات والنساء، وفكرة الجنسية sexism، ليست إسلامية بحد ذاتها، وكذلك تعرض النساء لسوء الاستخدام الجنسي كلوطية الزواج أيضا.

 

دعا النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" للجماع coitus، والفاتيكان يدين تحديد النسل the Vatican، which condemns birth control الإسلام، مثل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية Roman Catholic Church، يبيح الإجهاض abortion رخص فقط تحت بعض الظروف الضرورية only under certain circumstances العنف ضد النساء في البلاد الإسلامية لا ينافس نظيرة في الولايات المتحدة، إذ إن واحدة من ست نساء يقعن ضحايا العنف والاعتداء الجنسي سنويًا، طبقًا لتقرير اغتصاب أمريكا America’s Rape وسوء الاستخدام وشبكة النكاح المحرم الأمريكية الوطنية Abuse and Incest National Network.

 

ويبقى السؤال المؤلم: لماذا يسكت العرب، ولا تتحرك الجامعة العربية ولو بالشجب ضد ديفيد برايس جونز، ولا تتحرك بنات العرب ولو بالصراخ، أم تصدق قصيدة إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] Ellen Doon. "Alan Pryce-Jones Papers"، Yale، New Haven، Connecticut. May 2003. Retrieved 28 February2008.

[2] The year of death is from the Pryce Jones papers at Yale and other sources. Burke's Peerage 103rd edition (1963) apparently gives the year wrongly as 1952، unless the error is in the transfer to online data. The Fould Springer genealogical notes by Anne Yamey (below) incorrectly give her date of death as 1997.

[3] Gellner، Ernest "Up From Imperialism" pages 34-36 from The New Republic، Volume 200، Number 21، Issue #3، 879، May 22، 1989 page 34

[4] Gellner، Ernest "Up From Imperialism" pages 34-36 from The New Republic، Volume 200، Number 21، Issue #3، 879، May 22، 1989 page 34

[5] David Pryce-Jones، Enough Said، A Critique of Edward Said’s Orientalism، New Criterion،، Volume 26 January 2008، on page 60

[6] La peur de l'Islam، Bat Ye'or et le spectre de l'Eurabie. http://www.laviedesees.fr/La-peur-de-l-islam.html 

[7] Gellner، Ernest "Up From Imperialism" pages 34-36 from The New Republic، Volume 200، Number 21، Issue #3، 879، May 22، 1989 page 34.

[8] Gellner، Ernest،1989 op.cit. p34.

[9] Gellner، Ernest،1989 op.cit. p34.

[10] Gellner، Ernest،1989 op.cit. p35.

[11] Gellner، Ernest،1989 op.cit. p35.

[12] Gellner، Ernest،1989 op.cit. p3  6

[13] David K. Shipler، The Closed Circle: An Interpretation of the Arabs (Edward Burlingame Book)، New York Times Book Review ،Feb 4th، 2007.

[14] Helena http://justworldnews.org/

تاليف: عبد الرحمن أبو المجد

  • 0
  • 0
  • 4,707

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً