مع القرآن - على مكث

منذ 2017-04-18

و سواء آمن به الناس أو لم يؤمنوا , فإن لله عباداً قلوبهم تعلقت بالسماء , يخرون لربهم متضرعين خاشعين ,منتظرين كل حرف ينزل من السماء فرحين به مهللين مستبشرين مبادرين للعمل مطبقين . و في النهاية سيجمع الله الخلق و سيجازي كل بما قدم . { { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا * وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [ الإسراء 106-109] .

أنزل سبحانه القرآن في ثلاث و عشرين سنة على مهل كي يتدبره المؤمنون و يعملوا به و يطبقوه , و قد جمع الله فيه كل ما يحتاجه المؤمن مما تصلح به الدنيا و الآخرة معاً .
و سواء آمن به الناس أو لم يؤمنوا , فإن لله عباداً قلوبهم تعلقت بالسماء , يخرون لربهم متضرعين خاشعين ,منتظرين كل حرف ينزل من السماء فرحين به مهللين مستبشرين مبادرين للعمل مطبقين .
و في النهاية سيجمع الله الخلق و سيجازي كل بما قدم . 
{ { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا * وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [ الإسراء  106-109] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: وأنزلنا هذا القرآن مفرقًا، فارقًا بين الهدى والضلال، والحق والباطل. { لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ }  أي: على مهل، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه.
{ وَنزلْنَاهُ تَنزيلا } أي: شيئًا فشيئًا، مفرقًا في ثلاث وعشرين سنة.
{ ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا }  فإذا تبين أنه الحق، الذي لا شك فيه ولا ريب، بوجه من الوجوه فـ: { قُلْ } لمن كذب به وأعرض عنه: { آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا }  فليس لله حاجة فيكم، ولستم بضاريه شيئًا، وإنما ضرر ذلك عليكم، فإن لله عبادًا غيركم، وهم الذين آتاهم الله العلم النافع: { إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا } أي: يتأثرون به غاية التأثر، ويخضعون له.
{ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا } عما لا يليق بجلاله، مما نسبه إليه المشركون. { إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا } بالبعث والجزاء بالأعمال { لَمَفْعُولا } لا خلف فيه ولا شك.
{ وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ } أي: على وجوههم { يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ } القرآن { خُشُوعًا }
وهؤلاء كالذين من الله عليهم من مؤمني أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام وغيره، ممن أمن  في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 1,907
المقال السابق
قل ادعوا الله
المقال التالي
و لم يجعل له عوجاً

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً