الشريعة الإسلامية بعيون قبطي مصري قانوني

منذ 2011-03-26

الأستاذ الدكتور وديع فرج أستاذ القانون المدني ووكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة في الخمسينيات من القرن الماضي، والمحامي أمام محكمة النقض، وأحد الأسماء اللامعة في القانون المصري، وهو من القلائل الذين تمكنوا من التعمق في دراسة الشريعة الإسلامية..


الأستاذ الدكتور وديع فرج أستاذ القانون المدني ووكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة في الخمسينيات من القرن الماضي، والمحامي أمام محكمة النقض، وأحد الأسماء اللامعة في القانون المصري، وهو من القلائل الذين تمكنوا من التعمق في دراسة الشريعة الإسلامية.

 
جهر بحبه وإعجابه بالشريعة الإسلامية في كل مناسبة، وعرف عنه ذلك بين زملائه وتلامذته.
 
حضر اجتماعًا عامًّا- حين كان وكيلاً لكلية الحقوق- نظمه طلبة الإخوان المسلمين ليحاضر فيه الإمام الشهيد حسن البنا، وعقب انتهاء المحاضرة وجه إلى الإمام البنا قوله: "لئن كنت فضيلتك تتعصب للإسلام تعصبًا دينيًّا فإني أتعصب للإسلام تعصبًا علميًّا".
 
وقال أيضًا مخاطبًا الحضور: "خير لهذا الشباب الفتي المتوثب الذي يفيض قوة وحيوية أن يسارع بالانضمام إلى هيئة الإخوان المسلمين من أن يفني وقته وشبابه في شوارع فؤاد وعماد الدين".

 
وحيا الدكتور وديع مندوب الإخوان بهتاف الإخوان الله أكبر ولله الحمد، مردفًا ذلك بقوله: "لا تعجب لترديدي هذا الهتاف فإني أومن بأن هذا هتاف كل شخص يؤمن بدين سماوي".
 
ولقد أجرت معه جريدة "الإخوان المسلمون" في عام 1954م في عددها الأول السنة الأولى حوارًا حول الشريعة الإسلامية جاء فيه الحديث التالي:
 
اشتهرتم بين تلامذتكم بإعجابكم بالشريعة الإسلامية وتقديركم لها، وظهر هذا واضحًا في محاضراتكم، فهل تستطيعون أن تعطونا صورة عن مميزات الشريعة الإسلامية التي كانت سببًا في إعجابكم بها؟
 
"قبل أن أجيب على أي سؤال أحب أن أجيب بصراحة إني لا أجامل الإخوان المسلمين ولا أجامل المسلمين، وإنما أنا صادق في كل كلمة أقولها وأومن بكل لفظ أنطق به، بل إن كل منصف متعمق في دراسة الشريعة الإسلامية يشاركني في هذا.

 
لقد ألقيت محاضرة في الخرطوم عام 1945م عن فضل الشريعة الإسلامية وتفوقها على مختلف الشرائع الأخرى، وتناولت في هذه المحاضرة تحرر الشريعة الإسلامية من الشكليات التي تنوء بها الشرائع الأخرى وكيف أن الشريعة الإسلامية جعلت الصدق وحسن النية أساس المعاملات.
 
وكل من درس الشريعة الإسلامية وتعمق في دراستها لا بد أن يحترمها ويؤمن بصلاحياتها ومجاراتها لكل عصر، وأن أساس الفكرة الخاطئة عن الشريعة الإسلامية عند بعض الناس هو جهلهم بقدرها وأصولها.
 
وأستطيع أن أجزم بأن السياسة الشرعية من أخصب المصادر التي تمدنا بالتشريعات، والقوانين اللازمة لنا.
 
ثم إن من يفسر أسس هذه الشريعة طبقًا لأصول الثقة لا يمكن أن تقف أمامه عقبة ما ولا يدخله أي شك في أن الشريعة الإسلامية أنفع وأجدى لنا من أي شريعة أخرى.
 
وإذا كانت الشريعة الإسلامية- كما يقول المعارضون- قد حرمت بعض التصرفات، فإنها لم تحرم إلا ما يلحق بالناس الضرر.

 
ولقد درست الشريعة الإسلامية على أساتذة وعلماء أفاضل استطاعوا أن يفقهوا تلامذتهم وأن يكشفوا لهم عن نواحي عظمتها، وكان ذلك من أسباب تشيعي لمبادئها.
 
والواقع أن الواحد منا يشعر بشدة حاجته إلى دراسة شريعة بلاده عندما يكون بالخارج، ولقد لمست هذا الوضع بنفسي، ولأضرب مثلاً صادفني وأنا في باريس، فقد جمعتني ندوة مع بعض الأساتذة والطلبة والطالبات من مختلف الدول، وكنا نتكلم عن حقوق المرأة المتزوجة، وتكلم كل من في الندوة عن حقوق المرأة من وجهة نظر شريعة بلاده، ولما كنت الشرقي الوحيد في هذه الندوة، فقد طلب مني الأستاذ المشرف على هذه الندوة أن أدلي أنا الآخر بدلوي، فما إن نهضت للكلام حتى ابتدرتني فتاة دميمة بقولها: "يقيني أن هذا سيكون رأيه بشعًا". فشعرت أن صفعة قوية ومهانة بالغة قد وجهت إلى الشريعة الإسلامية في شخصي. ولكنني تمالكت نفسي وأخذت أتكلم عن فضل الشريعة الإسلامية، وأسهبت في سبقها كل الشرائع في هذا المضمار ومدى كفالتها خير كفالة للمرأة المتزوجة، وما إن انتهيت من كلامي بين إعجاب الجميع ودهشتهم، فهم يجهلون كل شيء عن شريعتنا الغراء حتى وجه الأستاذ قوله إلى هذه الفتاة قائلاً: "ما عليك إلا أن تذهبي إلى مصر إن أردت الحصول على مثل هذه الحقوق".

 
شعرت بالفخار والزهو ولا عجب في ذلك؛ لأني كمصري أعتبر الشريعة الإسلامية شريعة لي، لأن المسلمين يمثلون أكثر من تسعين في المائة من مجموع المصريين فأي إهانة تلحق بالشريعة الإسلامية فإنما هي إهانة موجهة إلي مباشرة.
 
وهكذا يجب أن يكون كل مصري مهما اختلفت ديانته على بينة من أمر هذه الشريعة وأحكامها".

 
المصدر: محمد عبد اللطيف - موقع إخوان أون لاين
  • 10
  • 0
  • 5,623
  • محمد رشاد

      منذ
    نعم الشريعه الاسلاميه انما شرعت لاشاعه العدل والامان والحريه
  • محمود ياسين

      منذ
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:ماأحوجنا الان لمثل هذه النماذج المستنيرة الراسخة في العلم من أهل مصرنا العزيزة الأبية وهذا الكلام من ذلك العالم دليل علي ان السبب في عداوة الإسلام هوالجهل.
  • nada

      منذ
    اذا كانت الرسالة او المقاله من شخص غير مسلم فمبال المسلمين اذا اردنا الخير فى جميع نواحى الحياه فيجب ان نتبع المنهج السماوى لان الله لا يظلم مثقال ذره وجميع مبادى الحياه الكريمه توجد حينما نطبق الشريعه فيجب على الجميع ان يتدبر ويفكر ويسأل اهل العلم قبل ان يبدى رايه بخصوص الشريعه الاسلاميه وتطبيقها على الجميع مع اختلاف دينتهم مع ما تحققه من عدل ومساواه للجميع ان شاء الله هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله
  • عمرو عبدالعظيم  خليدي

      منذ
    مما لا شك فيك ان الشريعة الاسلامية شريعة شملت كل مجالات الحياه فهي شريعة متكاملة وهذا ما يقوله المنصفون والعقلاء فهي علي سبيل المثال كفلت للمرأة جميع حقوقها من الاحترام والتقدير لها .

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً