مع القرآن - و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين

منذ 2017-04-23

ذكر ربنا سبحانه مده مكثهم و حددها بدقة حتى لا يظن التالي للقرآن و المستمع لمحمد صلى الله عليه و سلم أن الإعراض عن الدخول في الجدال بسبب جهل أو عدم علم , فالعلم كله لله سبحانه و تعالى و تنزه عن كل نقص . فالأولى بالعلم و الإحاطة هو من تولاهم و حفظهم و رعاهم سبحانه خالق الأكوان كلها لا شريك له في ملكه و حكمه و عبادته . { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا * قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [ الكهف 25-26 ] .

بعد أن نهى ربنا سبحانه و تعالى عن الجدال في المسائل التي لا طائل من ورائها و منها عدد أهل الكهف ,  لأن مثل هذا النوع من الخلاف يغير قلوب المتآلفين و يغري العداوة و البغضاء بلا أدنى فائدة .
ذكر ربنا سبحانه مده مكثهم و حددها بدقة حتى لا يظن التالي للقرآن و المستمع لمحمد صلى الله عليه و سلم أن الإعراض عن الدخول في الجدال بسبب جهل  أو عدم علم , فالعلم كله لله سبحانه و تعالى و تنزه عن كل نقص .
فالأولى بالعلم و الإحاطة هو من تولاهم و حفظهم و رعاهم  سبحانه خالق الأكوان كلها لا شريك له في ملكه و حكمه و عبادته .
{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا * قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [ الكهف 25-26  ] .
قال السعدي في تفسيره :
لما نهاه الله عن استفتاء أهل الكتاب، في شأن أهل الكهف، لعدم علمهم بذلك، وكان الله عالم الغيب والشهادة، العالم بكل شيء، أخبره بمدة لبثهم، وأن علم ذلك عنده وحده، فإنه من غيب السماوات والأرض، وغيبها مختص به، فما أخبر به عنها على ألسنة رسله، فهو الحق اليقين، الذي لا يشك فيه، وما لا يطلع رسله عليه، فإن أحدا من الخلق، لا يعلمه.
وقوله: { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } تعجب من كمال سمعه وبصره، وإحاطتهما بالمسموعات والمبصرات، بعد ما أخبر بإحاطة علمه بالمعلومات. ثم أخبر عن انفراده بالولاية العامة والخاصة، فهو الولي الذي يتولى تدبير جميع الكون، الولي لعباده المؤمنين، يخرجهم من الظلمات إلى النور وييسرهم لليسرى، ويجنبهم العسرى، ولهذا قال: {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ } أي: هو الذي تولى أصحاب الكهف، بلطفه وكرمه، ولم يكلهم إلى أحد من الخلق.
{ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} وهذا يشمل الحكم الكوني القدري، والحكم الشرعي الديني، فإنه الحاكم في خلقه، قضاء وقدرا، وخلقا وتدبيرا، والحاكم فيهم، بأمره ونهيه، وثوابه وعقابه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

  • 1
  • 0
  • 361,675
المقال السابق
قدم مشيئة الرحمن
المقال التالي
اتل ما أوحي إليك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً