معا لبناء مصر

منذ 2011-04-11

هالتني و أفزعتني تلك التصريحات العجيبة التي نسمعها عن بعض المترشحين لرئاسة الجمهورية من أن فلانا يعد برنامجا انتخابيا، أو أنه قد انتهى من إعداد برنامجه. هكذا بمنتهى البساطة فرد يعد برنامج وخطة لأمة بأكملها!!!



هالتني و أفزعتني تلك التصريحات العجيبة التي نسمعها عن بعض المترشحين لرئاسة الجمهورية من أن فلانا يعد برنامجا انتخابيا، أو أنه قد انتهى من إعداد برنامجه. هكذا بمنتهى البساطة فرد يعد برنامج وخطة لأمة بأكملها!!!

إن إعداد البرنامج يحتاج إلى تحديد رؤية مستقبلية لما يسعى أن يكون عليه الوضع في السنوات القادمة، وقراءة كاملة لوضع مصر الحالي اقتصاديا و عسكريا واجتماعيا و زراعيا و غير ذلك من المجالات، ثم تحديد المحاور التي يجب تنميتها في قطاعات مثل الزراعة، والصناعة، البترول والتعدين، الصحة، و التعليم، والوضع العسكري وإمكانية تحقيق نوع من التوازن في ظل التحديات في المنطقة.

هذا بالإضافة لوضع دراسات إنسانية للنهوض بالمناطق الفقيرة وتنميتها، و وضع خطط لمحو الأمية والنهوض بالشعب دينيا وثقافيا وعلميا.


أيضا بالإضافة إلى قراءة الوضع الدولي و صياغة رؤية مصر في التعامل مع الكيانات الكبرى مثل الولايات المتحدة والدول الثماني الكبار، ثم تحديد استرايجية للمشاركة مع الدول الإسلامية و العربية، ثم يأتي بعد مصر الإفريقي ومنابع النيل، و أيضا صياغة رؤية لما يجب أن يكون عليه الحال مع إيران، ورؤية مرحلية للتعامل مع الكيان الصهيوني.

و بعد تحديد المحاور والرؤى، يتم وضع البرنامج وتحديد أولوياته حسب الإمكانيات المتاحة، وتوزيع الميزانية بناءا على هذا.

هذا مجهود جبار يحتاج لخبراء في كل المجالات، تعمل من خلاله فرق عمل مختلفة على كل المحاور لوضع الخطط وصياغتها، وبعد هذا يخرج البرنامج إلى النور، وتنتهي مرحلة الإعداد.


ثم تبدأ مرحلة التنفيذ من فريق الوزراء، و لا يتغير البرنامج بتغيير الوزير لأنه برنامج عمل دور الوزير فقط تنفيذي لتحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة. نعم، الوزير قد يشكل فريق لمراجعة بعض جزئيات البرنامج لكنه لا يبدأ من الصفر ولا يخرج و قد انتهى معه برنامجه ليبدأ من بعده من الصفر أيضا.

ويراقب المجلس النيابي فيها أداء الوزارات و يتابعها ويحاسبها على كل تقصير أو فساد.

إذن يمكنك أن تخرج من هنا بأن كل من يتكلم عن أنه يعد برنامجا انتخابيا لا يفقه شيئا في دولة المؤسسات. بل لا يزال عقله يعيش في عصر فرعون الذي قال "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".


والمضحك المبكي هنا أن هؤلاء يتشدقون بأنهم يريدون دولة المؤسسات، وأن التيار الإسلامي يريد أن يقيم دولة لا تعترف بالمؤسسات!!!

كل هذا الهجوم لأن أبناء التيار الإسلامي يقولون أن هذه الأمة ليست قافلة ضلت الطريق، إنما هي أمة علم وإيمان، لها قائد هو محمد صلى الله عليه و سلم لا يجوز لنا أن نخالف قوله، ويجب علينا أن نحكم بيننا بما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج البشرية من الظلمات إلى النور، وأننا في وضعنا لبرنامج هذه الأمة يجب مراعاة الإسلام كمكون رئيسي.


وأبناء التيار الإسلامي يعرفون جيدا الوضع القائم حاليا، وأننا ليس في استطاعتنا إلا التدرج في التنمية وفي الدعوة على حد سواء، ثم فتح أفاق الدعوة للأرض كلها لتعرف محاسن الإسلام والشريعة الربانية.

لذلك فكرنا نحن مجموعة من أبناء مصر المشاركة في إعداد برنامج للتنمية من خلال فتح حوار حول أحد المحاور أسبوعيا و تلقي التعليقات ومناقشة الخبراء، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة التالية بعرض المحاور المختلفة على الجهات المتنافسة، ونرى أن ذلك سيصب في مصلحة الأمة بشكل عام إن شاء الله من خلال إثراء الحوار ودفع الجهات المتنافسة الأخرى إلى العمل المؤسسي.


ولا يعني هذا أن المشاركة في إعداد البرنامج مقصورة على أبناء مصر فقط أو أن الشخص المشارك ينبغي أن يكون منتم لتوجه معين، بل مرحبا فيه بكل شخص وكل رأي يرى صاحبه أنه سيصب في مصلحة هذه الأمة.

وننتظر مشاركاتكم بإذن الله بعد فتح باب الاشتراك، ولكن برجاء استقبال أرائكم لمعرفة ردود الفعل.

الفقير إلى عفو ربه،
محمد نصر
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,346

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً