منكر للبعث بلسانه أو لسان حاله
أبو الهيثم محمد درويش
يفعل كل ما من شأنه أن يثبت يقيناً أنه لا يؤمن بأنه سيحاسب على مبارزته للخالق و تحديه لرسالته و عدائه لحامليها و اتباعه لشهواته التي لا تنقضي و لا تفتر .
و لهذا و ذاك :
أبشروا ...من خلق كل هذا من عدم قادر على بعثكم بل هو أهون عليه .
{ وَيَقُولُ الإنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا * أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } [مريم 66 - 67] .
- التصنيفات: التفسير -
يقولها البعض بلسانه
و يقولها البعض بلسان حاله
أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا؟
الأول منكر للبعث معلن لعقيدته الفاسدة
أما الثاني : فيفعل كل ما من شأنه أن يثبت يقيناً أنه لا يؤمن بأنه سيحاسب على مبارزته للخالق و تحديه لرسالته و عدائه لحامليها و اتباعه لشهواته التي لا تنقضي و لا تفتر .
و لهذا و ذاك :
أبشروا ...من خلق كل هذا من عدم قادر على بعثكم بل هو أهون عليه .
{ وَيَقُولُ الإنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا * أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } [مريم 66 - 67] .
قال السعدي في تفسيره :
المراد بالإنسان هاهنا، كل منكر للبعث، مستبعد لوقوعه، فيقول - مستفهما على وجه النفي والعناد والكفر أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أي: كيف يعيدني الله حيا بعد الموت، وبعد ما كنت رميما؟" هذا لا يكون ولا يتصور، وهذا بحسب عقله الفاسد ومقصده السيء، وعناده لرسل الله وكتبه، فلو نظر أدنى نظر، وتأمل أدنى تأمل، لرأى استبعاده للبعث، في غاية السخافة، ولهذا ذكر تعالى برهانا قاطعا، ودليلا واضحا، يعرفه كل أحد على إمكان البعث فقال: {أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } أي: أو لا يلفت نظره، ويستذكر حالته الأولى، وأن الله خلقه أول مرة، ولم يك شيئا، فمن قدر على خلقه من العدم، ولم يكن شيئا، مذكورا، أليس بقادر على إنشائه بعد ما تمزق، وجمعه بعد ما تفرق؟ وهذا كقوله: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }
وفي قوله: { أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ } دعوة للنظر، بالدليل العقلي، بألطف خطاب، وأن إنكار من أنكر ذلك، مبني على غفلة منه عن حاله الأولى، وإلا فلو تذكرها وأحضرها في ذهنه، لم ينكر ذلك.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن