الحسد المدمر

منذ 2011-04-21

شخصان فقط في مصر لم يتزحزح خطابهما ملليمتراً واحداً ، ولا يمكن أن تشعر بأي فرق يذكر بين خطابيهما قبل وبعد الثورة ، ظلت أولوياتهما واحدة ، وشدتهما على التيار الإسلامي هي هي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد

فعادة يكون في رأسي أكثر من موضوع أفكر في أن أجعل من أحدهم موضوعاً لمقالي ، وأحياناً يكون بعضها أقرب لنفسي ، أو أرضى لها ومع ذلك أختار سواه حين يكون هو الأجدى والأنفع من وجهة نظري ، أختار ما يكون كاشفاً لما أغمض ، أو مفصلاً لما أجمل ، أو مفسراً لما أشكل - أيضاً من وجهة نظري- ومن النادر جداً أن أكتب فقط لأصرف غضبى.

مقال اليوم ليس فيه جديد ، هو من النوع الأخير ، غضب ودهشة ومرارة يزلزلون صدري ، ويعكرون صفوي ،ويكدرون خاطري ، وفى ظني أن هناك مثلي ملايين سيكون هذا المقال مصرفاً ومعبراً عن غضب عارم و مرار بلغ حد العلقم .

حين بدا أن الثورة في طريقها للنجاح ، وأن النظام في طريقه إلى الزوال أو على الأقل أن شوكته قد انكسرت ، في هذه اللحظة بدأ طوفان التحول أو فلنسمه ( التثور ) أي أن يصبح الشخص ثورياً ، وما يصاحب ذلك من أعراض ، كانحلال عقدة لسانه ، وانكسار حاجز الخوف والتعبير بلا سقف عن رأيه ومطالبه وقد اختلف توقيت التحول من شخص لآخر حسب توقيت اللحظة التي اقتنع فيها أن الوضع القديم وصل لنقطة اللا عودة ، المهم أن التحول بدأ وإن اختلفت لحظته إلى أن وصلنا في النهاية إلى لحظة الثورنة الشاملة أي أن الشعب كله انقلب ثورياً ، وتغير خطاب الجميع.

شخصان فقط في مصر لم يتزحزح خطابهما ملليمتراً واحداً ، ولا يمكن أن تشعر بأي فرق يذكر بين خطابيهما قبل وبعد الثورة ، ظلت أولوياتهما واحدة ، وشدتهما على التيار الإسلامي هي هي ، بل ربما زادت وأصبحت أكثر شراسة وظلت رحمتهما بكافة أطياف البلد ما خلا السلفيين واحدة ، ظلت أولوياتهما التشنيع على السلفيين ولو أدى ذلك لتبنى أقوال خلف لا يصدقها العقل ، كتحريم النقاب ، والاستهزاء باللحية ، والثوب القصير وتحريم ختان الإناث ، وإجازة أن يوصي المسلم ببناء كنيسة من ماله ، والقول الأخير يخالف الإجماع وما أدراك ما مخالفة الإجماع ، فكيف إن جاءت ممن يفترض منه حماية الدين وحراسة حدود الشريعة ،

حين تتأمل خطاب مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر قبل وبعد الثورة وقد جاءتهما لحظة تاريخية أن يعيدا للمنصبين هيبتهما وأن يتبوءا هما مكانة مرموقة وأن يدخلا التاريخ ، ومع ذلك لم يفعلا وظلا على عدائهما الشديد لكل ما هو سلفي ، مع رحمتهما البالغة بكل ما هو كنسي أو علماني أو ليبرالي أو صوفي ، حين تتأمل ذلك تكاد تجن من العجب.

جعلت أسأل نفسي ترى ما السبب ؟ ما تفسير ذلك ؟ فلم أجد إلا تفسيراً واحداً : إنه الحسد ، نعم الحسد ، فالحاسد لا يرضيه إلا أن تزول عنك النعمة ، والحسد كالغضب الشديد إذا تمكن من المرء أعماه حتى يصل به إلى أن يأتي بالعجائب ، انقياداً لحسده وهو مغلوب على أمره ، فيصف السلفيين بأنهم الخوارج الجدد ، تصور ؟

 ويصفهم أنهم يريدون اختطاف الأزهر، هكذا !، وأنهم أدعياء علم ، والنقاب حرام وليس من الإسلام وكذا ختان الإناث ؟ لا يمكن أن يكون هناك تفسيراً لمثل هذه العجائب إلا داء الحسد.

السلفيون ورغم التضييق والحبس والملاحقة يحققون الانتصارات وينتشرون في كل مكان وأعدادهم تتضاعف وقنواتهم تشغل الجماهير ودعاتهم يتصدرون المشهد ويتلهف عليهم الناس ، بينما صاحبينا يظهران ويتحدثان بقوة المنصب ، ومع ذلك لا يسمع لهما أحد ولا يتناقل أحاديثهما الناس ولا يسعى إليهم إلا كتبة الصحف لنقل كلام المنصب.

فما ذنب السلفيين ؟ السلفيون حازوا هذه المكانة بدمائهم وشبابهم بليل المعتقلات ونهار الملاحقات سنوات من الحفر في الصخر ، السلفيون لم يكونوا أعضاء في لجنة السياسات ولا نكلوا بشباب الجماعات الإسلامية أبان رئاستهم لجامعة الأزهر ، السلفيون ليسوا من قضى عمره في المنصب دون أن ينكر مخالفة واحدة فقط أو يغضب لله مرة ، السلفيون هم من قام بما كان ينبغي أن تقوما أنتما به ، ليس ذنب السلفيين أنكما لم تنكرا خطف كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ولم تقفا وقفة العمر لمن قال أننا ضيوف وأن كتابنا محرف.

من يكتفي بحضور إفطار الوحدة الوطنية واحتفالات أكتوبر وعقد الزيجات في الفنادق الكبرى وسط الخمور والرقص الشرقي ويحارب النقاب والختان واللحية ، من يفعل هذا عليه ألا يلومن إلا نفسه ، لأنه اختار الجانب الخطأ والطريق الأسهل.

شخصياً اندهش جداً من احتفاظكما بمنصبيكما إلى اليوم مع أنكما من أخلص رجال الحقبة السابقة ، ومع ذلك فعن قريب أو بعيد ستمضيا إلى حيث مضى الراحل العظيم الشيخ طنطاوى لتسألا ، أو ربما تمران بمرحلة انتقالية كالتي يمر بها العظيم (زقزوق) الآن.

على أية حال حسدكم مفهوم لكنه مخجل وهجومكم شديد لكنه كالزبد سيذهب جفاءاً ولا يبقى إلا ما ينفع الناس.

بقيت ملاحظة أخيرة : حين كنت أُبتلى بهذا الهجوم والتشنيع منكما قبل الثورة كنت أشعر بالعجز والقهر ، أما الآن فأنا أشعر تجاهكما بالشفقة ، تمنياتي بالشفاء العاجل.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي

  • 1
  • 0
  • 4,451
  • أحمد

      منذ
    قل أعوذ برب الفلق
  • الشافعى احمد

      منذ
    يا علماء المسلمين الاربعه الذين ستسضيفهم قناه الناس الفضائيه الليله من خلال برنامج فضفضه الساعه العاشره والنصف جزاكم الله خيرا عن الاسلام وعن المسلمين وكل من تعلم منكم واستفاد من علمكم قال عليه الصلاه والسلام لسيدنا على عندما بعثه ليفتح خيبر جاء فى الحديث فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم اقول لكم ان دين الاسلام وشريعه الاسلام التى انزلها سبحانه على رسوله عليه الصلاه والسلام الاصل فيها وفى انزلها وبعثه النبى عليه الصلاه والسلام بها هى هدايه الناس واخراجهم من الظلمات الى النور وكل شىء يعود الى اصله فمنذ الف واربعمائه سنه وزياده بعث الله رسوله عليه الصلاه والسلام وانزل عليه شريعه الاسلام ورساله الاسلام ليخرج الناس من عباده العباد والاحجار والاصنام والشيطان الى عباده رب الناس وخالقهم ورازقهم فالانسان والناس عموما بين يدى الله وبين يدى الشيطان الله سبحانه يريد لهم الجنه والنعيم ودار السلام والشيطان يريد لهم ويدعوهم الى النار وعذابها جحودا وحسدا وعداوه وبغضا فيهم فيرسل سبحانه ويبعث عباد لهم يصطفيهم من بينهم وبين اقوامهم ويحملهم امانه الرساله وتبليغ الرساله وهدايه قومهم ومن حولهم ورسول الله ارسله سبحانه للبشريه جميعا انسهم وجنهم فرسالته وشرعه وكتابه وسنته لا تتبدل ولن تتغير ولا بعدها لا كتاب ولا سنه ولا شرع منذ الف واربعمائه سنه والى قيام الساعه وزوال الدنيا اذن رساله الاسلام وشريعه الاسلام الاصل فيها هى ان تكون للناس جميعا مثل المناره والشمس تضىء كل شىء بنورها وضيائها وما يستوى الاعمى ولا البصير ولا الظلمات ولا النور فالنفس والشيطان والهوى ياخون الناس ويسحبونهم سحبا الى الظلمات والى الفساد والفجور والمعاصى والظلم والكفر والجحود والى كل شر ومقت وغضب يغضب ربهم فهم اعداء الانسان واعداء ابن ادم والاسلام والدين والانبياء والرسالات من الناحيه الاخرى ياخذون الانسان وابن ادم الى الهدايه والنور والفلاح والصلاح والنجاح والفوز هنا فى الدنيا ثم هناك فى الاخره فالانسان واقف بين اثنين وبين طريقين شيطان ونفس وهوى من ناحيه وداعيه ونبى ورسول ورساله من ناحيه اخرى وعلى الانسان ان يختار وهو مخيرفى هذا الى اين يميل والى اين يذهب ويمشى ويتبع بكامل ارادته وبكامل قواه العقليه فما على الرسول الا البلاغ فمن شاء فليؤمن ومن شاء قليكفر ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقوها قد افلح من زكاها وقد خاب من دسها فهذا مسجد وهذه خماره وحانه وياتى النبى والرسول يضىء وينير بالكلمه الطيبه وبالعلم الذى انزل عليه والحكمه التى تعلمها من ربه الطريقان حتى يراهما الناس على حالتهما الحقيقيه نهايه هذا الطريق ونهايه هذا الطريق نور من الله على لسان انبيائه ومرسليه ينير ويضىء للبشر حتى يشاهدون كل شىء على حقيقته والناس تختار بعد ذالك اى الطريقين تمشى وتسير لا بالسيف ولا بالاكراه ولا بالغصب لا اكره فى الدين قد تبين الرشد من الغى واريد ان اقول بعد كل ذالك وهذا والله ما تعلمناه منكم وعلى ايديكم ومن خلال دروسكم وخطبكم اقول ان الاصل فى شريعه الاسلام ودين الاسلام والمسلمين انهم هم بهذا الدين وبهذه الشريعه وبهذا الكتاب والسنه الاصل فيهم وهم معهم كل هذا يتبعونهم ويعملون بهم ويتهدون بهم ان هم الاعلى وهم الاقوى وهم الافلح وهم الفائزون المنصرون على من يعاديهم او يقف ضدهم من اعدائهم فكتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت مع قوم او جماعه او فرقه يقيمونها ويؤدون حقها على مراد الله ومراد رسوله الا وكان الله معهم ويؤيدهم وينصرهم ويجعل سبحانه يده سبحانه فوق ايديهم قال سبحانه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضه يوم القيامه والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون فلا شرق ولا غرب ولا هؤلاء ولا هؤلاء بجيوشهم وعتادهم واسلحتهم واولهم واخرهم لهم طاقه وقدره على هذه الجماعه التى معها ويسددها ويعينها ويحفظها يده الله سبحانه وتعالى فالنصر والتمكين فى تاريخ الاسلام والامه الاسلاميه للمسلمين ما كان ابدا ابدا بكثره عدد او عده او سلاح بل بالله وبتايد الله وتوفيق الله وتسديده لهذه الجماعه المؤمنه به والمتوكله عليه العابده المطيعه له ولاوامره ففى بدر كان المسلمون قله قليله بلا عتاد ولا سلاح ولا جمال ولا خيول الا شىء قليل ونصرهم الله ومكن لهم على قريش وكانوا الاكثر فى كل شىء وفى غزوه حنين كان المسلمون الاكثر والاغلب فى كل شىء ولكن الله فى اول الغزوه فعل بهم ما فعل وما اغنت عنهم جيوشهم وجمعهم من شىء لنعلم نحن ونتعلم نحن ومن ياتى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النصر والفوز والتمكين ورفع رايه الاسلام ليس بعدد ولا عده ولا سلاح وانما هو بالله وحده ومن عند الله وحده مع الاخذ بالاسباب والاعداد للاعداء بما نستطيع وما نتحمل ونطيق وما فى وسعنا للوقوف امامهم وصدهم ولكن النصر الحقيقى والفوز الحقيقى من عند الله وحده افعل ما عليك وكل ما فى وسعك من الاعداد والاخذ بالاسباب واترك الباقى على الله سبحانه قال سبحانه واعدوا لهم ما استطعتم من قوه فلا اوربا بدولها ولا الولايات المتحده ولا اسرائيل ولا من عليها يستطيع او له طاقه وقدره وتحمل على الوقوف او تحدى جماعه اوامه عندهم كتاب الله وسنه رسول الله يقيمونها ويتبعونها ويطبقونها على مراد الله ومراد رسوله تعلمون لماذا يا علماء المسلمين لان هذه الجماعه هى الحق وهؤلاء هم الباطل وهذه الجماعه فوقها يد الله تؤيد وتحفظ وتسدد وهؤلاء معهم وفوقهم يد الشيطان الباطل التى لاتسمن ولا تغنى من جوع ولو كان هؤلاء قله قليله وهؤلاء كثره كثيره بالعتاد والسلاح والقوه فهم معهم ومؤيدهم وناصرهم وحسيبهم سلاحهم وعتادهم وكثرتهم ونحن مولانا وحسيبنا وناصرنا الله رب العالمين الذى بيده ارواح ونفوس كل هؤلاء وهؤلاء ومن فى السموات والارض فمن يطيق او يتحمل ان يحارب الله ويعادى الله ويد الله قال سبحانه وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وقال سبحانه مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذ بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شىء وهو العزيز الحكيم وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون
  • محسن على

      منذ
    اللهم ارحنا من شيخ الازهرومفتى الجمهوريه وارحنا من تطاولهما على السلفين اصحاب المنهج الصحيح

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً