أهلاً بكم في سورية العروبة والإسلام !

منذ 2011-04-23

هذه التعليمات (التربوية المدرسية)، ليست صادرةً عن وزارة التربية في (إسرائيل) الصهيونية اليهودية، ولا في فرنسة أو بريطانية أو السويد أو كندا أو أميركة..


تعليمات وزارية:
1- يجب أن تكونَ بعض المعلِّمات (غير) محجَّبات، ويفضَّل أن يكنَّ من مذاهب متنوعة!..
2- يُمنَع قراءة القرآن، في المدارس، وفي السيارات المدرسية!..
3- يجب أن لا يقتصر الاختلاط بين الذكور والإناث على الصف الواحد، بل يجب وضعهم في مقاعد مشتركة داخل الصف!..
4- يجب أن لا يُفصَل الذكور عن الإناث خلال الاستراحة!..

 
هذه التعليمات (التربوية المدرسية)، ليست صادرةً عن وزارة التربية في (إسرائيل) الصهيونية اليهودية، ولا في فرنسة أو بريطانية أو السويد أو كندا أو أميركة.. ولا في الاتحاد السوفييتي السابق أو في أيٍ من منظومة الدول الشيوعية الملحدة المنقرضة!.. فهذه التعليمات قُرِّرَت وفُرِضَت على المدارس من قِبَل ما يُسمى بوزارة التربية، في الجمهورية العربية السورية الوراثية الطائفية البعثية، التي يتجاوز فيها المسلمون نسبة الثمانين بالمئة!.. ومن قِبَل وزيرٍ طائفيٍّ ما يزال يتصرّف في القرن الحادي والعشرين، كالحشّاشين المتجرِّدين من الأخلاق والضمير والدّين والقوانين التي يتداول وفقها البشر!.. فأهلاً بكم في سورية العروبة والإسلام!..

* * *
 
منذ قيام حزب البعث بانقلابه العسكري في الثامن من آذار عام 1963م، حاول بعضُ أزلامه من أصحاب الأهداف المريضة، الذين اتخذوه مَطيةً للسيطرة على الدولة والحزب والشعب السوريّ والوطن السوريّ.. حاول هؤلاء، السيرَ بطريقٍ معاكسةٍ لعقيدة الأمة وحضارتها المسلمة وثقافتها الإسلامية، لأنهم يعلمون أنّ هذه الأركان مجتمعةً تُشكِّل الهويّةَ المنيعةَ لأي اختراقٍ يقوم به المغامرون، الذين سرقوا وطناً وشعباً، قبل أن يسرقوا ثروات الأمة وخيراتها!..
وقد توالت الخطوات العدوانية على الإسلام والمسلمين في سورية، التي يتولّى كِبرَها -هذه الأيام- النظامُ الطائفيّ الوراثيّ، ويُسخِّر لها -حتى الآن- وزارتي: التربية، والتعليم العالي، بدعمٍ وحمايةٍ كاملةٍ مما يُسمّى بمكتب الأمن القوميّ، وينفِّذها وزيران عَلمانيّان من الواضح أنهما من أشد خَلق الله حقداً على الإسلام والمسلمين، ومن أفسد مَن حَكَمَ سورية في تاريخها، وأوقحهم، وأضيقهم أفقاً.. إذ لم يعُد هناك عمل لوزير التربية الطائفيّ، سوى ما ينال من النقاب والحجاب واللحية والصلاة وتلاوة القرآن، وما من شأنه إقصاء المدرِّسات والمعلِّمات والمعلِّمين والمشرفين، من الملتزمات والملتزمين إسلامياً.. من مئات المدارس السورية. كما لم يعد هناك من أولويةٍ لاهتمام وزير التعليم العالي، سوى التفكير بأفضل السبل لإبعاد الطالبات المحجّبات والمنقّبات عن الجامعات السورية!..
 
 
يزعم أساطين العَلمانية من البعثيّين والطائفيّين، أنّ هذه الخطوات، هي بهدف القضاء على التطرّف والظلامية والتخلّف في البلاد.. فيما يُفسِح النظامُ كل المجالات، لأصحاب العمائم السوداء الصفويين الفُرس وتابعيهم، ليملأوا البلاد بحوزات الجهل وحُسينيّات التخلّف وأوكار الـمتعة، ولينشروا المخدّرات والشذوذ، وليخرجوا في شوارع دمشق بسابقةٍ لا تعرفها سورية في تاريخها كله، بحماية أجهزة الأمن الطائفية، يَشقّون الجيوب، ويضربون الصدور، ويُطبِّرون، ويشتمون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثةً من الخلفاء الراشدين الأربعة وبني أميّة وأمّهات المؤمنين.. فهل يمكن لعاقلٍ أن يصدِّق ما يسوقه الوزيران المريضان الحاقدان، من مزاعم وافتراءات، لتبرير عدوانهما السافر على قِيَم الإسلام والمسلمين السوريين، في حملةٍ طائفيةٍ عَلمانيةٍ مسعورةٍ لئيمة، لا يرى أصحابها أبعد من أنوفهم؟!..

* * *
 
وكذلك، منذ اليوم الأول لانقلاب حزب البعث، حاول الموتورون من أصحابه أن يُرسِّخوا واقعاً، تمثّله مقالة (أسطورة آدم) المسيئة للأديان، التي كتبها أحد مؤسِّسي حزب البعث (زكي الأرسوزي)، ونَشَرَهَا في مجلة (جيش الشعب) الحكومية الرسمية.. ثم وقعت الإساءة إلى الإسلام والمسلمين في مجلة (الفجر).. ثم أُطلِقَ هذيان (إبراهيم خلاص) في مجلة (جيش الشعب) بتاريخ 25/4/1967م (أي قبل هزيمة حزيران بأربعين يوماً)، التي دعا فيها إلى (وضع الله -جل جلاله- والأديان.. في متاحف التاريخ)!.. وغير ذلك، وما رافقه من ارتكاب عمليات الاعتقال والسَّجن والإعدام والمجازر وتهديم المساجد وإلغاء المدارس الشرعية والاعتداء على الحُرُمات والمقدّسات، والتنكيل بأبناء الاتجاه الإسلاميّ، على نحوٍ سيذكره التاريخ فيما يذكر جرائم نيرون وهولاكو وجنكيزخان وأمثالهم من الطغاة!..
 
 
لقد وصلت الحال داخل الجيش السوريّ، الذي أُريدَ له أن يكون جيشاً عقائدياً بعثياً، ثم طائفياً كريهاً.. وصلت الحال فيه منذ الثامن من آذار عام 1963م.. إلى مَنع الصلاة أو ممارسة أي نوعٍ من العبادة في قطعاته أو مؤسّساته.. واليوم تصدر القرارات الرسمية وتُداهم المدارس من قِبَل فراعنة ما يُسمى بمكتب الأمن القوميّ، للتأكّد من تنفيذ تعليمات الوزير الطائفيّ الكريه (علي سعد)!..
بتاريخ 1/6/1980م، قام بعض عناصر النظام وزبانيته، بمهاجمة كلية الشريعة في جامعة دمشق، وبتحطيم ما يمكن تحطيمه فيها، ثم باغتيال الشيخ (علاء الدين إكبازلي) داخلها، وهو ابن الشيخ (أحمد إكبازلي)، وذلك بتاريخ 3/6/1980م، لإرهاب طلابها وأساتذتها، بهدف دفعهم لترك الدراسة والتدريس فيها، تمهيداً لإغلاقها!..
 
 
بتاريخ 2/6/1980م، قامت أجهزة مخابرات النظام، بمداهمة جوامع دمشق ومساجدها في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، وقد عاثوا فيها فساداً، ومزّقوا المصاحف وداسوها، وسرقوا محتويات المساجد من كتبٍ ومسجّلاتٍ وسجّادٍ وأثاث، واستمروا في ذلك حتى الفجر وقدوم المصلِّين، الذين تعرّضوا للإهانة والاعتقال والتنكيل، وقد سبق ذلك وتبعه أيضاً، اعتداءات حزبية وعسكرية كثيرة على المساجد في أنحاء سورية كلها.. ثم شهد السوريون صدور قراراتٍ توجب إغلاق المساجد خارج أوقات الصلاة، وتمنع الدروس الدينية فيها، بل تمنع أذان العصر والفجر بمكبّرات الصوت، وهي قرارات مستمدَّة من أهواء بعض المسئولين الحزبيين والسلطويين الطائفيّين، الذين ينزعجون من أصوات الأذان خلال فترات راحتهم أو نومهم!..

* * *
 
في العصور الغابرة، اجتاح هولاكو بجيوشه الجرّراة حصونَ هذه الأمة وقلاعَها، وأحرق بغداد بما فيها وبمن فيها، وأتخم نهر دجلة بثمار حضارتنا الإسلامية التي أينعت عبر قرون.. لكن في النهاية، خرج رجال هولاكو من بغداد يدينون بالإسلام، لينشروه في بلادهم وفي كل البلاد التي وَطِئتها أقدامهم!.. واليوم، نشهد في سورية، التي حاربها البعث وأزلامه الطائفيون الحاقدون على كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين، وحاولوا إلغاء الإسلام وأهله بسياستهم العدوانية الاستئصالية، التي ما هدأت منذ دخول أول دبابةٍ بعثيةٍ القصرَ الجمهوريَّ في عام 1963م.. نشهد أنّ الإسلام قد بقي حياً في نفوس أبنائه، وبقي رجاله وتيّاره الجارف لكل درنٍ وسوءٍ وخسّةٍ ونذالةٍ طائفيةٍ ووضاعة، وبقيت هويّة الأمة تزداد ألقاً على الرغم من محاولات السحق السلطوية، وبقيت الصحوة الإسلامية في سورية شامخةً ثابتةً على الحق، لا يُضيرها كل ما ارتكبه النظام الجائر المستبدّ، من جرائم إنسانيةٍ وطائفيةٍ بحقها!..
نشهد اليوم الواقع السوريّ المحتقِن باستفزاز الطائفيّين المرضى.. نشهده وقد بدأ يلوح فيه فجر الحق، الذي يُسرِّع الموتورون بزوغَه، بسلوكات حقدهم الطائفيّ الذي غلب حكمةَ الإنسان في نفوسهم، فليست بعيدةً الساعةُ التي سينتهي فيها ليل سورية الطويل، فهي الساعة نفسها التي يُصفَع فيها الظالمون الطغاة على مرّ العصور، بالحقيقة الربّانية وسنّة الله الخالدة في أرضه: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81).. والعبرة بالخواتيم، نحن على يقين!..
 
 
لعلّ الصدمة التي شعر بها النظام الأسديّ الوراثيّ الحاكم في دمشق، بعد أن نشرت الصحيفةُ الدانماركية (يولاندز بوستن) الرسومَ المسيئةَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في أيلول 2005م.. كانت شديدة الوطأة، وبخاصةٍ على وزارة الخارجية، التي أفادت في بيانها الاستنكاريّ بأنها (تشعر بالصدمة من تلك الرسوم المسيئة للمشاعر الإسلامية).. وبما أنّ الصدمة المذكورة كانت شديدةً على الوزارة البعثية الأسدية.. فقد غابت (أي الوزارة) عن الوعي أكثر من ثلاثة أشهرٍ مرّت على نشر تلك الرسوم المسيئة، وفي أول لحظات خروجها من (غرفة الإنعاش)، قامت الوزارة المذكورة -مباشرةً وفوراً- بدبج تصريحها (العاجل)، لتستنكر ما يجري من إساءةٍ للإسلام والمسلمين!.. وهي بطبيعة الحال غير قادرةٍ -منذ أربعة عقود- إلا على (الاستنكار)، مع أنّ النظام الأسديّ المتسلّط الذي تنتمي إليه وزارة الخارجية (المصدومة).. قد أثبت مؤخراً، أنه أرقى من مستوى ممارسة (الاستنكار والتنديد)، فهو قادر أيضاً عبر حرسه الجمهوريّ وجنود مخابراته وأجهزته الأمنية.. على (الصمود) بوجه منظّمات المجتمع المدنيّ السورية، و(التصدّي) للمدارس الشرعية، و(ممانعة) الحجاب والنقاب والصلاة وتلاوة القرآن في المدارس والسجون.. مع الاستعداد الكامل لتلبية طلبات إشعال الحرائق في المنطقة العربية كلها.. باستثناء الكيان الصهيونيّ!..

* * *
 
لمن لا يعرف طبيعة النظام الأسديّ الوراثيّ الحاكم، نفيده بأنّ ذلك النظام يتعارض فكرياً وعقدياً بشكلٍ كليٍ مع الإسلام، والبعث أصلاً، ليس إلا إحدى إفرازات الفكر العلمانيّ الغربيّ، الذي يحارب جوهر الإسلام.. لكنّ باطنية النظام، تجعله دائماً في مقدّمة صفوف المنافحين عن الإسلام والمسلمين، مع أنّ حقيقته وجوهر استمراره، قائمان على إقصاء الإسلام عن كل نواحي الحياة السورية!..
نحن هنا لا نتحدث عن الفساد السلطويّ، الذي أفرز كل مساوئ الحياة في سورية، وحوّلها إلى دولةٍ متخلّفة، ووضع شعبها في درجةٍ أدنى -على مستوى حقوق الإنسان والكرامة الوطنية- من درجات الشعوب المستعمَرَة خارجياً.. لكننا نتحدّث عن بعض الواقعات، التي ارتكبها النظام والحزب الحاكم طوال تاريخهما، أقلها انتهاكاً، يُعتَبَر أشد وطأةً وإسفافاً مما يجري حالياً في الغرب أو الكيان الصهيونيّ اللعين، من إساءةٍ للإسلام والمسلمين!..
 
 
لقد حدّثني شقيقي قبل أن يختفي -إلى الأبد- في سجون النظام الدكتاتوريّ منذ سنين طويلة، وكنتُ فتىً في مقتبل العمر.. أنه في السنوات الأولى لتسلّط حزب البعث على سورية، قام انكشارية النظام بحملات اعتقالٍ واسعةٍ (لم تتوقف حتى الآن)، وكان شقيقي من بين الشباب الإسلاميين الذين اعتُقِلوا أثناء وجودهم في الجامع الأمويّ بدمشق، بعد أن داهمت الدباباتُ الجامعَ، وانتهك جنودُ الحرس القومي البعثيّ حُرمة المسجد، وراح مئات الشباب ضحايا القتل والجرح والاعتقال.. أما الذين اعتُقِلوا في الجامع، فقد نُقِلوا إلى (سجن المزة) سيّئ الصيت بدمشق، وهناك، كان الجنود البعثيون الطائفيّون يسوقون الشخصَ المعتقَل بشكلٍ منفردٍ إلى غرفةٍ مظلمة، ويسألونه عند بابها: مَن ربك؟.. فيجيبهم: ربي الله جلّ جلاله.. فيقولون له: لا.. أيها الوغد، هذا هو ربك.. ويُشيرون بسبّاباتهم إلى لوحةٍ ضوئيةٍ، مركونةٍ في إحدى زوايا الغرفة المظلمة، مكتوبٍ عليها: (حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ).. ثم ينقضّ الجلاّدون على السجين الضحيّة، ويُشبعونه ضرباً وتعذيباً، ولا يتركونه إلا بعد أن يتأكّدوا من تكسّر بعض عظام جسمه!.. وكلنا نعرف أنّ البعث قائم تماماً على ما يعنيه صدر بيت الشعر البعثيّ:
آمنتُ بالبعثِ رَباً لا شريكَ لهُ = وبالعروبةِ دِينـاً ما لهُ ثانــي
طبعاً، صدر البيت وليس عجزه، لأنّ عجزه في عهد الوريث صار: وبالفارسية دِينـاً ما لهُ ثانــي.
* * *
 
 
منذ انقضاض حزب البعث على السلطة في سورية، وبخاصةٍ بعد سيطرة الطائفيّين ثم الأسديّين على الحزب والحكم والدولة ومرافق الحياة.. شُنَّت حرب عدوانية شرسة على الإسلام، عبر التحدّي السافر لقِيَمِه وعقيدته، وكان أزلام النظام أو اللائذون بحماهم، يُصرّحون بمعاداتهم لديننا الحنيف كلما استطاعوا ذلك.. وقد سجّل تاريخُ سورية في ظل حكم البعث المستمرّ حتى الآن، حوادثَ عدوانيةً للدّين الإسلاميّ يندى لها الجبين، من مثل: إلغاء كلمة (مسلم) من البطاقة الشخصية، وإغلاق معظم المدارس الشرعية، والاعتداء على القرآن الكريم، وإعادة صياغة كتب التاريخ وكتب الدين بما يتوافق مع العقيدة العلمانية الطائفية، كتمجيد الحركات الهدّامة (مثل حركة القرامطة).. ومضايقة مُدَرِّسي التربية الدينية والتنكيل بهم والعمل على إقصائهم، وكذلك الحال بالنسبة لسائر المدرّسين الإسلاميين، والمدرِّسات المسلمات الملتزمات، بل الطالبات المحجّبات والطلاب الملتزمين إسلامياً.. وكذلك الطعن بالإسلام في الصحف والمجلات، كما ذكرنا في الحلقة السابقة، في مقالة: (أسطورة آدم)، ومقالة (إبراهيم خلاص).. وغيرهما.
أما السخرية من الإسلام التي (صدَمَت) وزارةَ الخارجية العتيدة.. فقد مارسها إعلام النظام منذ عشرات السنين، كما فعلت (مجلة الفجر)، بنشرها صورة حمارٍ على رأسه عمامة!..
 
 
 
مداهمة المساجد بالمدافع والدبابات، كانت نهجاً ثابتاً لسلوك النظام البعثيّ الطائفيّ، كما وقع لجامع (السلطان) في حماة عام 1965م، ولجامع خالد بن الوليد في حمص، وللجامع (الأمويّ) في دمشق.. ولكل مساجد دمشق تقريباً بتاريخ 2/6/1980م، التي دوهمت من قبل أفراد المخابرات العسكرية في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، كما شرحنا في الحلقة السابقة. أما خلال مجزرة (حماة) وحدها (في شباط 1982م)، فقد قامت قوى النظام الأسديّ بتدمير ثمانيةٍ وثمانين (88) مسجداً في المدينة!..
وقد سبق ذلك في عام 1973م، الإعلانُ عن الدستور الأسديّ للدولة، الذي فرضه النظام، بعد إغفال دين الدولة ودين رئيس الدولة (الإسلام).. وكذلك إصدار القرارات التي تمنع التعامل مع الكتب والمجلات الإسلامية، وتمنع تداولها تحت طائلة العقوبة، وذلك في المدارس الرسمية وغير الرسمية!..

* * *
 
من جرائم النظام الفظيعة ضد الإسلام والمسلمين، ذلك الاعتداء الذي جرى في شوارع دمشق، على النساء المسلمات المحجّبات، وعلى حجابهنّ، من قبل سرايا الدفاع الطائفية والمظليات البعثيات الطائفيات، اللواتي انتشرن في شوارع دمشق بتاريخ (29/9/1981م)، وشرعن بالتعرض للنساء المحجّبات تحت تهديد السلاح، وبنـزع حجابهن من على رؤوسهن بالقوّة، مع شتمهن بالكلمات البذيئة. وقد سقط نتيجة هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية عدد من النساء والفتيات المسلمات.. قتيلاتٍ وجريحات، دفاعاً عن الحجاب والعِرض!.. ثم أصدرت السلطات بلاغاتٍ وُجِّهَت إلى المدارس والمعاهد والجامعات، تدعو فيها إلى طرد الطالبات المحجّبات ومحاربة الحجاب، وقد أدى هذا السلوك الإجراميّ إلى تخلي الكثيرات من الفتيات المسلمات عن دراستهنّ في المدارس والجامعات، حفاظاً على دينهنّ والتزامهنّ بالإسلام!..
 
 
أما في السجون والمعتقلات، فإنّ جنود (الممانعة-الصمود والتصدّي سابقاً) لا يكفّون عن استفزاز المعتقلين الإسلاميين، بشتم الذات الإلهية، وسبّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتمزيق المصاحف وامتهانها، وما يزال السجناء حتى اليوم يعاقَبون على تلاوة القرآن الكريم داخل الزنزانة، حتى لو كانت التلاوة من ذاكرتهم بصوتٍ مسموع!.. أو على الصلاة، أو الدعاء، أو الابتهال إلى الله عز وجل للتفريج عنهم، وذلك كما نقل كثير من المفرج عنهم في عهد الوريث الطائفيّ بشار أسد!.. وقد كان اندلاع المواجهات في سجن (صيدنايا) منذ سنتين، ما بين سجناء الرأي وجلاّدي السجن وضباطه، بعد تدنيسهم المصحف الشريف وتمزيقه وسبّ الذات الإلهية.. كان ذلك إحدى صفحات عدوانية النظام الطائفيّ الفاجر، على الإسلام وأركانه وكتابه الكريم.
على صعيد المجازر الرهيبة التي ارتكبها النظام الطائفيّ، فقد باتت معروفةً لكل ذي قلب.. فمجزرة حماة (على سبيل المثال) أودت بحياة أربعين ألفاً من سكّان المدينة. ومجزرة تدمر، وصل عدد ضحاياها في ليلةٍ واحدةٍ إلى أكثر من ألف سجين رأي، وسجن تدمر الصحراويّ، ما تزال تتردّد في جنباته، تكبيراتُ أرواح آلاف المظلومين الذين قُتِلوا واغتيلوا فيه، وأعدِموا بالرصاص الحيّ أو على أعواد مشانقه، بأحكام المحاكم العسكريةٍ الميدانية التي يرأسها جنود طائفيّون أمّيّون.. وما تزال استغاثاتهم تدوِّي وتشكو إلى الله عزّ وجلّ وحده، ظلمَ الظالمين وخِسّة المتواطئين!..

* * *
 
نذكر هذه اللمحة الموجزة عن ممارسات النظام البعثيّ الأسديّ الحاكم في سورية.. ضد الإسلام والمسلمين.. لنشرح مثالاً عن باطنية النظام الطائفيّ، الذي عبّر عن شدّة (الصدمة) التي أصيبَ بها، وترجمتها للجمهور وزارةُ خارجيّته البعثية، جرّاء نشر الرسوم النكراء، في صحيفة (يولاندز بوستن) الدانماركية وفي صدر صفحات زميلاتها الشقيّات الأوروبيات.. نذكر ذلك، لعلّ أطباء الصدمات يستطيعون وصف العلاج النوعيّ الدقيق، كي تستفيق الوزارة العتيدة بشكلٍ كامل من صدمتها، وتتابع نضالها الميمون في (الصمود والتصدّي والممانعة)، والوقوف بحزم، بوجه كل المحاولات الشعبية السورية لـ (توهين نفسية الأمة)، خلال هذه المرحلة الحرجة الميمونة من تاريخ الجمهورية الأسدية الطائفية الوراثية!.. سائلين الله عزّ وجلّ، القاهر الجبار المنتقم، أن يمحقَ فراعنتها وطغاتها وفاسديها وفجّارها، عاجلاً غير آجل.. قولوا: آمين.. اللهم آمين!..


14/1/1432 هـ

 
المصدر: د. محمد بسام يوسف - موقع المسلم
  • 4
  • 2
  • 4,423
  • Sohaib Za'areer

      منذ
    لكم الله يا أهل سوريا ولكن لعلي أواسيكم بقول الله تعالى: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)) وأوصيكم بالصبر والثبات لقوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)) لا أملك لكم إلا الدعاء فأسأل الله ان يفرج عنكم وعنا وعن سائر إخواننا المستضعفين في كل مكان إنه ولي ذلك ومولاه
  • أحمد

      منذ
    قلوبنا ودعواتنا معكم يا أحرار سوريا وأبشركم بأن أقنعة النظم الفاسدة قد سقطت بالفعل وخاصة نظام الأسد المعروف لدينا جميعا منذ زمن بعيد -من أصوله- بكذبه في كل شيء بداية من إلتزام الحياد والمساواة بين أبناء سوريا وعدم إعلاء النعرات الطائفية ومرورا بالفساد الغير المستشري في جميع مناحي الإقتصاد السوري وليس انتهاءا بأكذوبة احتضان المقاومة وعدم إيجاد مناخ أمني مساعد للعدو الصهيوني وتأمين حدوده وعدم تحويل ضغط الشعب السوري لاحتضان المقاومة إلى فاتورة تدفعها سوريا والمنطقة بإدخال حركات المقاومة في سبات حقيقي وامتصاص دماء الحرية والكرامة واغتصاب ثروات البلد وتقييد الفكر والعمل تحت وهم كاذب وشعار زائف يقول: لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة!! ولا صوت إلا صوت الجعجعة ولا معركة للعدو موجعة بل سكر وخمر وجعة وبلايا على أهل الحق راجعة وإنا لله وإنا إليه لراجعون.. اللهم حرر سوريا.. اللهم نصرك ومعونتك.. اللهم اهدي مغتصب سوريا وأعوانه.. فإن لم تهده فخذه أخذ عزيز مقتدر ولا ترفع له ولا لأزلامه راية وأجعله ومن أعانه لمن خلفه آية وأبدل سوريا الغالية والسوريين خيرا وعزا وكرامة في الدنيا والآخرة.. فما نصرك كما أريتنا ببعيد يا عزيز يا مجيد..
  • nada

      منذ
    وصف دقيق و متمكن ! بارك الله في هذه الأنامل وجعلها ثغرة جهاد يحق فيها الحق !

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً