شهر المحرم : فضائل وأعمال (4)

منذ 2017-10-03

مراحل صوم عاشوراء، ما الذي حدث فيه، أي يوم من شهر المحرم هو عاشوراء، وأخيرا فضل صيام ذلك اليوم، ودرحات صيامه.

الحلقة الرابعة: أضواء على يوم عاشوراء:

وعدنا في الحلقة الماضية بأننا سنفرد الكلام عن عاشوراء، وقد حان الآن وقت الوفاء.

وحتى يتسنى لنا الإلمام قدر المستطاع بهذا الأمر، فسنقسم الحديث عن عاشوراء في نقاط محددة؛ وهي:

مراحل صوم عاشوراء، ما الذي حدث فيه، أي يوم من شهر المحرم هو عاشوراء، وأخيرا فضل صيام ذلك اليوم، ودرحات صيامه.

ولنبدأ أولاً – بعون الله – الحديث عن مراحل صوم عاشوراء:

لعل كثيرا من المسلمين، لا يعلم أن يوم عاشوراء كان يصام قبل الإسلام، كانت قريش تصومه، بل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه أيضا!!

لا تتعجبوا، ولا تتسع عيونكم، فصدق وحق ما قرأتم، وإليكم الدليل على ذلك:

أخرج البخاري ومسلم عن عائشةرضي الله عنها – قالت: ( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه).

هذا الحديث بينت فيه عائشة الصديقة مراحل صوم عاشوراء، وأنه كان يصام في الجاهلية قبل الإسلام، فما سبب صيامه؟

ليس لدينا نص مرفوع – فيما علمنا – عن رسول الله أو عن أحد من صحابته، لكن لدينا بعض الأقوال؛ منها:

قال الحافظ ابن حجر: وأما صيام قريش لعاشوراء: فلعلهم تلقوه من الشرع السالف، ولهذا كانوا يعظمونه بكسوة الكعبة فيه وغير ذلك.ا.هـ

قلتُ: وما ذكره الحافظ هنا من شأن كسوة الكعبة، أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة قالت – وهي تتحدث عن عاشوراء –: وكان يوما تستر فيه الكعبة (أي: تغير فيه كسوة الكعبة).

 ونقل الحافظ سببا آخر لصومهم ذلك اليوم، فنقل عن عكرمة مولى ابن عباس أنه سئل عن ذلك فقال: أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية، فعظم في صدورهم فقيل لهم: صوموا عاشوراء يكفر ذلك.

على كل حال: لا يعنينا السبب الآن، ما نريد أن نخرج به أن يوم عاشوراء كان معظما قبل الإسلام، فكان يصام، وكانت تستر فيه الكعبة، وهذه المرحلة الأولى من صيام عاشوراء.

لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، جاءت المرحلة الثانية. نستعرض تفاصيلها وأسبابها في الحلقة القادمة بإذن الله.

  • 0
  • 0
  • 6,012

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً