وقفة مع الأحداث (1)

منذ 2011-05-02

{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أطيب المرسلين .. ثم أما بعد ..

فهذه وقفات مع الأحداث

الوقفة الأولى :

كم كان الحكم الظالم الغاشم المبغض لشرع الله المحارب لأوليائه يحذَر ويحذّر من الجماعات الإسلامية ويبالغ في التضييق على الدعوة والدعاة ، ويزجون بهم خلف الأسوار ؛ خوفا على السلطان المهزوز ، وحفاظا على عروشهم وقروشهم : {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2] فإذا بالثورة تبدأ بشباب وفتيات الانترنت ثم تتابع كل طوائف الأمة ، فتثور على الظلم والاستبداد والقهر والفساد ، ويصر على رحيل النظام ، ولا يهدأ حتى تتحقق مطالبه .


الوقفة الثانية :

نلاحظ أن أشد الأنظمة العربية ظلما وقهرا النظام التونسي ثم المصري ، فكان الأول أول الأنظمة الغاشمة سقوطا هو النظام التونسي ثم المصري ، ولا ندري من الثالث والرابع ، فتحققت مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة "

فهذه الأنظمة كانت تبدو قوية مستقرة في الظاهر لما فيها من قمع وأحكام بوليسية ، إلا أن الظلم و الفساد والاستبداد كان ينخر في عظامها ، ولذلك كان انهيارها سريعا دفعة واحدة ، ثم انكشفت عورة هذه الأنظمة ولم يكن أحد يتصور مدى فسادهم وظلمهم فإذا الخيانة والسرقة والعمالة للكفار ، كما قال تعالى : { وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر : 10 - 14] .


الوقفة الثالثة :

استهانة السلطات بالدماء كان من أعظم أسباب البلاء ؛ فمقتل خالد سعيد ، وسيد بلال وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين خاصة في يوم الأربعاء الدامي - أشعل نار الثورة وصار بين الناس والسلطات دماء وذلك لجهلهم بحرمة الدماء وكيف أن الله عز وجل عظم حرمتها فقال تعالى : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [النساء: 93]

وقال صلى الله عليه وسلم:" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق " رواه ابن ماجه وصححه الألباني فاستهانتهم بدماء المسلمين فوت عليهم معالجة الأمور .

فهذه ثلاث وقفات مع الأحداث ولعلنا نتابع ذلك بوقفات أخرى ، والله الهادي إلى الدرجات ، والموفق للطاعات ، والحمد لله رب العالمين .

 

المصدر: موقع أنا سلفي
  • 0
  • 0
  • 3,082

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً