مع القرآن - لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

منذ 2017-11-15

{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الروم 24]

لم يجعل سبحانه للبشر عقولاً حتى يغتروا بها أو يعتقدوا أنها تصلح لمناطحة الخالق و منافسته , أو أو ليظن المخلوق في نفسه أن لديه قدرة على الاستقلال بعقله عن الخالق سبحانه , فكأن بعضهم جعل من عقله إلهاً , و هو لا يدري المسكين مدى قصور عقله عن إدارك الكثير مما يدور حوله .

إنما جعل الله تعالى العقل ليستدل به الإنسان على الخالق و ليعمله في فهم المطلوب منه و أداء المأمور به و توصيل أمانة الرسالة لمن بعده .

تأمل تكريم الخالق سبحانه لأهل العقول المستخدمة في معرفته و الإيمان به :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [الروم 24]

قال السعدي في تفسيره :

أي: ومن آياته أن ينزل عليكم المطر الذي تحيا به البلاد والعباد ويريكم قبل نزوله مقدماته من الرعد والبرق الذي يُخَاف ويُطْمَع فيه.

{ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ } } دالة على عموم إحسانه وسعة علمه وكمال إتقانه، وعظيم حكمته وأنه يحيي الموتى كما أحيا الأرض بعد موتها.

{ {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} } أي: لهم عقول تعقل بها ما تسمعه وتراه وتحفظه، وتستدل به عل ما جعل دليلا عليه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 1
  • 0
  • 1,699
المقال السابق
مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ
المقال التالي
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً