حب الله أم الخوف منه؟!
حب الله لا يكون إلا باتباع نبيه وما شرع؛ أي حب الله هو طاعته وإتيان ما أمر به واجتناب ما نهى عنه ثم يلقي الله نور الحب في قلبك ويجعله قلبًا ذا بصيرة يعقل ويبصر ويفقه.
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
كثر الحديث عن حب الله والفناء في ذاته وترك الدنيا والانقطاع للعبادة؛ فقد قال أحد الشعراء أنه "لا يخاف من الله لأنه يحبه"! فجاء الرد.
الله عز وجل قال في كتابه: {وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:175]. وما زعمه البعض بأن رابعة العدوية قالت "ما عبدت الله طمعًا بجنته ولا خوفًا من ناره" كلام لم تقله أبدًا؛ لأن الملائكة يخافون الله سبحانه وتعالى حيث قال الله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد:13].
والرسل والأنبياء وصالحو المؤمنين كذلك يفعلون، والله سبحانه وتعالى قال لنا: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الأعراف:56]، وهذا أمر.
وقال الله تعالى أيضًا: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]. كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم أيضًا: «إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية» (البخاري).
ثم ما معنى حب الله:
كثير من الناس يظنون أن حب الله هو نظم القصائد كما ينظمها الشاعر فيمن يحب من البشر.
إنما حب الله يكون:
لقد بين الله تعالى ذلك في كتابه فقال: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31] فتبين من ذلك أن حب الله لا يكون إلا باتباع نبيه وما شرع؛ أي حب الله هو طاعته وإتيان ما أمر به واجتناب ما نهى عنه ثم يلقي الله نور الحب في قلبك ويجعله قلبًا ذا بصيرة يعقل ويبصر ويفقه.
ونحن هنا لا ننفي حب الله بل نشجع عليه ولكن ضمن إطار الكتاب والسنة وفهم الصحابة غرة الإسلام. فعلى المؤمن الإسراع إلى الله بجناحي الخوف من عقاب الله وحب الله.
عماد الدين فضلون